بياع البطاطا......... قصة قصيرة
عم ابراهيم رجل رقيق الحال لايملك من حطام الدنيا سوى عربة البطاطا التي طالما عمل
بها ليقتات هو وزجته التي رحلت وتركت له ولده الوحيد اسماعيل الذي تركته أمه في كنف
أبيه والذي لم يدخر جهداً في رعايته ورفض الزواج واكتفى برعاية ولده الوحيد الذي نبغ
في التعليم وتفوق على كل أقرانه, مرض عم ابراهيم واحتاج عون ولده اسماعيل الذي لم
يتأخر للحظة عن عون أبيه وترك المدرسه وهو يكاد يتمزق من الحزن. أدرك الاستاذ
أحمد تغيب اسماعيل عن المدرسه وعلم ظروفه , فقرر زيارته ومساعدته في دروسه بعدما
يعودمن عمله في بيع البطاطا, استرد عم ابراهيم صحته وأمر ولده بالعودة إلى مدرسته
ودراسته إلى أن أنهى دراسته الثانويه بتفوق وإلتحق بكلية الهندسه التي أظهرفيها النبوغ
والتفوق.
مرت السنوات سريعا وأصبح اسماعيل في السنه الثالثة من دراسته والذي اصبح أكثر
طلابها شهرة لتفوقه وحسن أخلاقه الأمر الذي جعل له صداقات كثيرة من أكثر الطلاب
بالكلية.
ظهرت النتيجة وكعادته إسماعيل كعادته الأول على دفعته بلا منافس والذي جعل أصدقائه
يقررون الخروج معه للإحتفال بتفوقه ومروا بالطريق العام فقال أحدهم: هيا نأكل
بطاطا مشويه وبالفعل نزلوا من السيارة واتجهوا إلى عم ابراهيم وإغتم اسماعيل وهو
يراهم يتضاحكون وهوالأمرالذي أثار اسماعيل وهو يرى الدموع تنساب على خد أبيه فأقبل
على رأس أبيه يقبلها وانحنى يقبل يديه وسط دهشة أصدقائه وصاح فيهم:
نعم هذا الرجل العظيم هو أبي وبكل فخر هو أبي , وأخذ بيد أبيه وأجلسه على كرسي
متهالك بجوار العربه ووقف يصيح وينادى:معسلة يا بطاطا , معسلة يا بطاطا,
تأثر الأصدقاء لموقف اسماعيل ووقفوا يساعدوه وهم يصيحون جميعا:
أحلى من النوجة أطعم من الشيكولاته , معسلة وموجوجة يا بطاطا, الأمر الذي لفت إنتباه
جميع المارة فأقبل الجميع يشترون البطاطا وسط ضحكات رنانه أسعدت قلب اسماعيل وعم
إبراهيم وجمع الأصدقاء ثمن الطاطا ولم ينس كل واحد منهم أن يضع من جيبه مبلغ كبير
مع ثمن البيع ودفعوا بالمال إلى عم ابراهيم وولده اسماعيل وهم يصافحونه ويقبلون رأس
والده إعترافا بجميله.
بدأت الدراسة ووجد اسماعيل أن زميلا له قد وضع صورته وهو يسخر (أول الدفعه بياع
البطاطا). الأمر الذي أثار حفيظة كل الزملاء لحبهم وإحترامهم لإسماعيل ومزقوا مجلة
الحائط وأبلغوا العميد الذي حول هذا الطالب إلى التحقيق لسخريته من زميله وإهانته,
واستدعى اسماعيل الذي كان يعرفه لتفوقه, وطيب خاطره وطلب منه العمل معه في مكتبه
الذي يملكه مقابل راتب كبير.
ظهرت النتيجة ونجح أسماعيل وأصبح مهندسا وفوجئ باستاذه يقول له:
ياولدي أنا أفخر بك زوجا لإبنتي فلن أجد من أستأمنه عليها غيرك نظرإليه اسماعيل قائلا:
سيدي أنا بن بائع بطاطا! ربت الاستاذ عل كتفه وقال : ولك كل الفخر ولي أنا أيضا,ياولدى
إذا مانزع الناس ثيابهم ستجدهم جميعا متشابهين الفرق في الأرواح والأخلاق فنظر إليه
اسماعيل نظرة شكر وامتنان وقال سأذهب لأبلغ أبي فبادره الاستاذ: بل نذهب له سوياً
وصل اسماعيل واستاذه الى عربة عم ابراهيم وقال له يشرفني أن اكون صهراً لك ايها
الرجل العظيم وهنا قال اسماعيل: سيدي لقد قضى والدي عمره يرعاني وهو الأن يحتاج
لرعايتي ولن أتركه نظر اليه استاذه وقال: لو لم تقل هذا لكنت ظننت أنك تغيرت.
تزوج اسماعيل وانجب ابنه جميلة ذهب بها إلى ابه يطلب منه أن يطلق عليها اسم.
نطق عم ابراهيم بتلقائية بطاطا نسميها بطاطا, غرق الجميع في الضحك واتفقوا أن يكون
اسم الإبنه وفاء, إلا أن جدها ابراهيم لايناديها إلا : باسم بطاطا ...........
محمد ابو الفتح.........