جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أمطار الربيع........ قصة قصيرة
حمل أحمد حقيبته وبها القليل من الملابس المتواضعه والاحتياجات الشخصية الضروريه
والكثير من الذكريات عن حبيبته سوسن التي رفض والدها التاجر أن يزوجها له لرقة حاله
وهو الرجل الذي يقيم الرجال بثقل جيوبهم .يقبل كفه من أثرخدود سوسن وهو يمسح عنها
دمعاتها وهي تودعه وتوعده أنها على عهدها معه وأنها ستظل في انتظاره إلى أن يعود
بالمهر الذي طلبه والدها منه.
ركب السفينه وفي قلبه خوفان خوف من القادم المجهول وخوف على حب تركه يواجه والد
قاسي لايعترف بالمشاعر ويعتبرها حسب قوله(لعب عيال).
سافر احمد وقد أصر في داخله أن يعود بالمال ليرد اعتباره امام نفسه وامام والد سوسن
وتتزاحم أمامه صور اللقاء مع شهد في مكانهما المفضل علي مقعد تحت ظلال شجرة
كان يشعر وانها تظلل علي حبهما الوليد الطاهر وتذكرعم اسماعيل جرسون الكازينو الذي
كان فرحاً بقصة الحب التي يراها تنموأمامه كشجرة طيبة جذورها من البراءة والوفاء
والصدق. وصل احمد وكان في استقباله صديقه الوحيد زكي الذي سبقه بعدة سنوات الي
قارة الاحلام كما يحب تسميتها وفي اول لقاء بعد عناق الاصدقاء ابلغ احمد صديقه زكي
انه يريد ان يجمع اكبر قدر من المال في اقل مده ليعود الى حبيبه سوسن ويحظى بها رغم
أنف أبيها .تبسم زكي فهو يعرف تمام طبيعة الغربة والاندماج فيها وربت على كتف
صديقه قائلا: سنرى!
اندمج احمد في العمل واصبح يعمل لفترات طويلة ولساعات متعددة مما جعل صديقه
زكي يشفق عليه ويطلب منه الرفق بنفسه وهو لا يبالي, فقط امامه صورة والد سوسن وهو
يطلب منه مغادرة منزله قائلا: اما تكون قد الجواز من بنات الاسر والعائلات تعال.
وفي هذه الأونة كانت سوسن تذهب في موعد كل لقاء لنفس المكان ويراها عم اسماعيل
يتبسم وتدمع عيونه اشفاقا عليها وفي احدي المرات تجرأ وهو يقدم لها كوب العصير
المعتاد وقال:مسير الطير المهاجر يرجع لعشه ووليفه, فنزلت دمعه ساخنه من عيون
سوسن تبعتها ابتسامه خفيفة وقلق لطول غياب احمد وعدم اتصاله بها كل هذه المده
واصرارها على الرفض المتكررلكل من يتقدم لخطبتها.
وتقدم لها حسام شاب من اسرة كريمة وذواخلاق راقية ومشاعر رقيقة ومركز مرموق
وحاولت ان تجد فيه عيب او سبب للرفض وفشلت وصارحها ابوها انه لابد من الموافقة
لان كل الاسر الصديقة بدأت تلوك سيرتها لعدم موافقتها علي الزواج رغم كثرة الخطاب
لجمالها وعراقة اسرتها.
وافقت سوسن على الخطبة على مضض وأمل أن يرجع احمد ينقذها من هذا الزواج, لكن
لافائده, احمد انقطعت اخباره عنها تماما وهو هناك يعيش من اجل شيء واحد فقط المال!
وتم الزفاف ووجدت سوسن في حسام الزوج العطوف الحنون الراقي الذي جعلها أمـيرة
حياته ولم ينغص حياتها إلا طيف بعض الذكريات للحب القديم وانقطعت بالطبع عن زيارة
مكانهما المفضل والذي كان عم اسماعيل يحب ان يراها هناك, وأصرت ذات مرة على
الذهاب هناك تتحدى مشاعرها وعندما رآها الساقي العجوز بش فرحا وهرول يحضر لها
كوب العصير لكنها فاجأته قائلة: فنجان قهوة مضبوط من فضلك .
أحس عم اسماعيل بخيبة امل وادرك ان شجرة الحب التي نمت امامه ماتت وسقطت اوراق
ذكرياتها امامه مع غياب احمد ورقة ورقة حتي اصبحت تشبه عجوز بلا شعر في رأسه.
مرت سنون واحمد لا يدرك عددها واصبح في غمرة المال لايعد الايام إلى أن اصبح ثرياً
من أصحاب الشركات وفي ليلة سمر مع صديقه زكي قال له زكي: هل تذكر يوم وصولك
هنا وكلامك وقتها؟ نزل السؤال كالصاعقة على رأس احمد الذي آفاق من غفلة وسكرة
المال وقام من فوره وطلب شركة الطيران لحجز مقعد في أول طائرة إلى مصر ولم ينس
بالطبع أن يكلم أحد أكبر وأشهر محلات المجوهرات لاعداد طاقم من الماس هديه لسوسن.
أقلعت الطائرة متجهة إلى مصر واحمد يحلم باللقاء بعد هذه السنوات وهو على ثقة أن
سوسن في انتظاره واستيقظ من نعاسه على صوت المضيفة: مرحبا بكم في القاهرة برجاء
الإمتناع عن التدخين وربط الأحزمة........
نهاية الجزء الأول
مجلة ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞
...
رئيس التحرير أ/ خوله ياسين
......
رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي