اكره رؤية احد يبكي ... حتى لو كان ﻻ يخصني .
مررت بامراة عجوز تجلس عند باب بيتها . كانها تودع الماره امامها .. عينيها دامعتين .. ﻻ ترى سوى النور .. ﻻ تفرق بين ذكر وانثى .. يسلم عليها الجميع وﻻ تعرفهم .. حطام الزمن انساها كل شيء .. مات كل شيء حولها .. اﻻ حلمها بحفيد من ابنها .. الذي خرج مع اصحابه ..
اقتربت منها سلمت عليها .. وسالتها ما يبكيك يا جدتي .. ؟ نظرت الي تاملت وجهي .. واصغت لصوتي لعلها تجد ما يعرفها بي .. لكن دون جدوى .. وما هي اﻻ لحظات .. كانت من اصعب لحظات حياتي .. واذا بقافلة الشهداء تمر امامنا .. فتسال من هؤﻻء ؟ فيقول احدهم ان فﻻنا وفﻻن استشهدوا على يد الجيش .. وهي ﻻ تدري ان حفيدها كان احد الشهداء .. فاغرورقت عيناها بالدموع وسالتني .. هل عزو (ابنها ) معهم ؟ .. رفعت راسي الى السماء وقلت يا رب .. اعدت نظري اليها ﻻحاول اخبارها بمقتل حفيدها .. واذا بها قد شهقت شهقة لم اسمع او ارى مثلها .. وراسها قد تدلى .. انقطع نفسها .. وجفت دمعتها .. وهطلت دمعتي وسقطت ارضا ولم ادري اين انا .. حتى وجدت نفسي خارج الوطن .. وها انا اسرد لكم قصتي ...