الساعة الواحدة....... قصه قصيرة
نظر طاهر إلى ساعة الحائط يتعجل مرور الوقت فأخيراً وافقت بسمة على أن تقابله بعد تعارف دام شهور على شاشة الحاسوب.
هناك التقيا وتعارفا كأصدقاء ثم زادت أواصر الصداقة بينهما شيئاً فشيئا بعدما وجدا توافق بينهما وتشابه في كثير من الخصال والإهتمامات.
صارح كل منهما الآخر بكل ظروف حياته ومافيها وأسر كل منهما للآخر بتفاصيل دقيقة بعدما شعركل منهما بكل الثقة في الآخر, وتطورت الصداقة بينهما لتأخذ شكل علاقة حب طاهرة من نوع خاص فقد وجد كل منهما ضالته في الآخر , واتفقا أن يلتقيا في عالم الواقع بعيداً عن العالم الإفتراضي, اتفقا أن يلتقيا في أحد الأماكن العامة المعروفة وحددا موعد اللقاءالساعة الواحدة ظهراً.
راح طاهر يستعد ويجهز ملابس خاصة لأول لقاء مع بسمة وانشغل بعض الوقت في كي ملابسه وتلميع حذاءه وأثناء إنشغاله نظر إلى الساعة فوجد العقارب تشير إلي الواحدة,
إنتفض طاهر من مكانه وهرول يرتدي ملابسه وهو في منتهى الضيق لأنه سيتأخر على اللقاء فمنزله يبعد نصف ساعة على الأقل عن مكان اللقاء ونزل طاهر وهو يأمل أن تنتظره بسمه ويعتذرلها عن التأخير وركب سيارته يسابق الزمن ووصل إلي مكان اللقاء بعد حوالي الساعة إلا ربع نظراً لازدحام الطريق ونزل مسرعا من سيارته واندفع يبحث عنها,لكن لا جدوى.
جلس طاهرفي المكان المتفق عليه وهو يكاد يقتل نفسه لوماً على الأخير.
وأخذ يحدث نفسه: ترى ماذا تقول عنى الآن؟
بأي شكل تثق في مرة أخرى وتوافق على اللقاء؟
وبينما هو في هذه الحالة سمع رجل يقول لصديق له وهما يسيران بجاور المقعد الذي يجلس عليه : لماذا تأخرت ؟ كان موعدي معك للذهاب إلي الطبيب الساعة الثانية عشرة والآن الساعة الواحدة وخمس دقائق.
نظر طاهر للرجل بدهشه وسأله: كم الساعة من فضلك؟ نظر الرجل إليه وقال له لماذا لاتنظر إلى هاتفك أليس به ميقات؟
حملق طاهرفي هاتفه المحمول وهو مندهش ويسأل نفسه كيف لقد خرجت من بيتى منذ أكثر من ساعة وكانت الساعة الواحدة وبينما هو فى زهوله أحس بيد تطرق كتفه طرقة خفيفة وصوت هامس بنغمة رقيقة يقول:
آسفة طاهرتأخرت عليك خمس دقائق.
إنتبه طاهر إلى وجود بسمه ووقف متبسماً يرحب بها وفطن إلى شيء بسيط لطاما وقع فيه الكثيرون وهو أنه ابدل قراءة العقارب فلم تكن الساعة الواحدة بل كانت
الثاية عشرة وخمس دقائق........
محمد ابو الفتح