بمناسبة ما تمر به سوريتنا الحبيبة .. و ما يمر به الوطن العربي من مآس .. كانت هذه القصيدة
الشاعر ..الوطن .. و الزمان
ماذا عليــه اذا استقــلَّ الآنجُمـــــا
...............................ضحكَ الزمــانُ لشاعرٍ فتبسّمــــا
ماذا عليـــــهِ أن يغـــازلَ نجمـــةً
...............................أهــــدتْ له قمــرًا .. فردّ تبسُّمــا
ماذا عليه اذا ارتقى قمم العــــــلى
...............................و اذا التقى فيها الكـرامة و انتمى
هتفتْ و رحبتِ الريــاضُ بركبِـه
...............................و شدتْ بلابلُــها .. فــردَّ و سلّما
أغوتْـــهُ أحلامُ الصِّبا و لربمـــــا
..............................جمحَ الخيالُ به ، فصادَ الأنجمـــا
لعبــتْ بهنَّ يــــدُ الزمانِ و طالما
...............................ملك الزمـــانُ عنــانَه و تحكّمـــا (1)
حتى اذا ضحكتْ له قممُ الــربى
...............................عبسَ الزمانُ بوجهِــهِ و تجهّمـــا
أوما كفاهُ من الضنى ما قد مضى
................................فقستْ عليـــــه يــدُ النوى فتـألما ؟!
هلّا مسحتِ له محــاجــرَ دمعـــةٍ
................................سالتْ على جفنٍ فحدّق مُرغَمـــا
عبثـتْ بمقلتِــه ســوافـِـحُ عــبرةٍ
..................................نزفتْ محاجـــرُها فسالتْ عَنْدما (2)
فكأنّ محجرَ عينـِــه و جفونـَــــه
.................................صارت منابعَ للدموعِ و منجَمــا
لا تعذلي جبلا تطــاولَ في الذُّرى
................................عصفتْ به ريـــحُ البِلى فتحطمـــا
ملّ الهــوى و الحبَّ لا عن رغبـةٍ
.................................و لربمـــا مـلّ الفضـــاءُ الأنجُمـا
..................
يا موطنــــا غفلَ الزمانُ ربوعَــه
.................................عـزّت على الأعدا يَرَوْكَ مُنعّمـا
يا بسمــــةً بفــــم الزمـــانِ و درّةً
.................................عـــزّت على الغواص أن يتقحّمـا
كم بسمةٍ لك في الفؤادِ و ضِحكــةٍ
.................................رسمتْ على شفةِ الزمــــانِ تبسُّما
في كل شــــــبرٍ من ثراك قصيدةٌ
.................................عصماءُ وشّحــــها الندى و تنسّما
لعبتْ بساحتـِــهِ الريـاحُ و طالمـــا
................................لعبَ الفَخــارُ بساحــــه .. و ترنّما
ما ان يضاحِكـُــه النهارُ منـــورًا
.................................أطفا مشاعـــلَه .. وعاد فأظلمــــا
من طول ما عبــثَ الزمان بربعِهِ
.................................أضحتْ منازلُهُ الكئيبـــةُ مَعْلمـــا
.....
لهفي على وطنٍ تعملق في الذرى
..................................جارت عليـــه عواصفٌ فتقزّمــــا
أبكي عليه .. و العيونُ سوافح الـ
..................................ــعبرات ، و الأكبادُ ، أن يتقسمـا
نــالَ الزمانُ به فلم يتــــــركْ له
..................................الا الـمصائبَ ، أو لسانًـا أعجمـا
كم أعينٍ ..جفتِ الكرى.. ومدامعٍ
.................................سهُدتْ و أرّقها النوى .. فتلعثمــا
هوّن عليكَ .. فلستَ أول موطــنِ
................................جارت عليه يد البـــلى .. أو هدٍّما
كم في بلادِ العرْبِ دونك موطــنٌ
...............................عبثــتْ بـــه أبنــــــاؤهُ ..فتهدّمــــا
أشقته غربةُ بيــته ، و دروبـُــــهُ
...............................ضاقتْ مسالكُها فأضحت مُبهما
كم من رزيئــــــــةِ أمـــةٍ و بليــةٍ
................................نكأتْ جراحاتٍ و أوهتْ أعظُمـا (3)
أحسبتَ أهل الغرب عندك مغنمًا
.............................حتى اتصلت بهم فأضحوا مَغرمًا
أسلمتِهِ للعاتيــــــاتِ من الهــوى
................................و منعتِهِ من أن يصولَ و يُقدمـا
ردي له بعضًــا و ردي روحـَـه
...............................فلربما سمحَ الهــــوى .. فتندّما
...........
يا موطنًا شَـدَتِ الطيورُ بدوحِــــهِ
..............................و غفا الربيعُ على ثــراه و أنعمـا (4)
كم قد قضى فيه ، لباناتِ الهــوى
.............................أذكرتِــهِ زمنـــًا هنـــاك تصرّمـــا (5)
أواه يا وطني .. وكم من سرحة
.............................كانت تعانقها الطيـــورُ ترنُّمـــــا (6)
يا موطنـــــــًا لعبَ الحريقُ بربعِهِ
............................أخشى عليــــهِ اليومَ أن يتفحّمـــا
............
خالد خبازة
اللاذقية / سوريا
.....
1- الضمير في لعبت بهن ، تعود الى أحلام الصبا في البيت السابق
2- عندما : العندم ، اللون الأحمر ، أي لون الدم
3- رزيئة : مصيبة . و نكأت : يقال نكأ القرحة ، أي قشرها قبل أن تبرأ ، أوهت : أضعفت
4- الدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ، من أي نوع من الشجر كانت .
5- تصرما : انقضى و مضى
6- السرحة : نوع من الشجر ، جمعها سرْح ، و هو الشجر الكبير و العظيم و الطويل ، يستظل الناس تحتها