♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصير ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ زمن الحيرة ♠ ♠ ♠
♠ ♠ هناك معادلة صعبة وتؤدي الى تسأل ، وهي كيف تشعر بالغربة وعدم الألفة وأنت في بلادك وبين أهلك حدث هذا لبطل قصتنا ، في يوم من الأيام ، علماً بأنه هو يعشق تلك البلاد ، بكل تفاصيل هذه الكلمة ،ومن أجلها ترك الحياة السهلة خارجها ، وأصر على الرجوع الي بلاده بعد أن أنهى دراساته خارجها ، وقبل سرد قصتنا فإنه ، يدعو الي الإتفاق أولاً على أن مصر فوق الجميع قولا واحداً.
♠ ♠ إلا أن حال بعض المصريين فى السنوات التي تلت 25 يناير 2011 حتى أواخر 2013 جعلت هذا البعض من المصريين يفكر في الهجرة أما جغرافياً ، أو الهجرة تاريخياً ، لأن البعض نظر الى مصر فلم يجد مصر التى عرفها لا شوارعها ولا الميادين ، حتى السكان فكأنهم قد تغيروا ، وسادت أخلاق لم يتعود عليها بطلنا ، فمصر حضارة وسلوك وجامعات فيها مئات العلماء ، ومكتبات ومسارح ، وحياة ولكن تغير الحال وأدى ذلك الي أن بعض المصريين إختار السهل من الحل وهاجر الى الجغرافية ، أى هاجر البلاد الى الخارج حيث يجد الإستقرار الجسدى ، وإن كان سيشعر بالجوع العاطفى لمده الى أن تستقر نفسه ، ويهدأ باله بطل قصتنا الذي عاش كثيراً في أوربا وفي أمريكا ، رفض أن يهاجر كما فعل البعض الي الجغرافية ، ورضى أن ينضم الي الجزء الأخر من المثقفين الذين فضلوا وقرروا الهجرة الى التاريخ ، حتى يبحث كل منهم عن الزمن الجميل ، فقد رأى أن هذا الوقت الذي فقدت فيه القدرة على الإبداع ، كان هذا ، زمن جميل كان كل شئ فيه مميز أدباء أشاعوا النور في كل عالمنا العربي ، حتى الفنون كان يتردد الإبداع فيها في كل أنحاء مصر ، وفجاءة سكت الجميع ، وكأننا دخلنا الي عصر جليدي ، واستشعر الجميع أن الناس مقبلون على كارثة ، لأن المثقفين توصلوا الي نتيجة مؤداها أن لا الحاضر ممتع للبعض ، ولا حتى المستقبل يمكن الإبداع فيه ، ودعا بطل قصتنا من هم حوله الي رفض الهجرة الجغرافية ، والعمل مع التاريخ للوصول الي محاولة إيجاد صيغة تحد من كلتا الهجرتين ، وقامت مصر ، وأزالت ما عليها ، من غربه وغمامه ، وفوراً جاء الحل حيث دعت مصر أبناءها الي ضرورة بناء حاضراً مقبولاً ، يتناسب مع قيمة وقامة هذه الحضارة العظيمة ، وكان لابد أن يتكاتف الجميع لبناء مستقبل أهم مميزاته ،لكي تتطور فيه الحياة ، هو ضرورة أن نتمتع البلاد وكذلك العباد بأهم شروط الإبداع وهو شرط الأمان.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى