إلى التي وِصالُها بَرْحٌ وفراقُها سَفْح ، وغيابُها نَصَب ومثولُها وَصَب ، فلا يكادُ المَرءُ يخلو في حالَتَيها مِن هَمٍّ أو يفيءُ إلى مَرفَإٍ مِن طِلاب :
جَميـلَــــةُ لا أدري بأيَّــــــةِ حيـلَـــــــةٍ
أُجالِــدُ عَن نَفسي هَـواكِ وعَن دَمـي
لَـقَد نـــالَ منِّي الــوَجدُ حتَّى أحالَـني
إلى حَيـــثُ لا أُمضي مَـرامَ الـعَزائِـــمِ
وأضرَى بِمِعــراجِ البَيــــــانِ غُلالَـــــــةً
تَـاَبَّى على النَّـجوَى تَـرَقْرَقُ مِن فَمي
أُحِبُّـكِ حُبَّ الطَّلِّ في الـرَّوْضِ لِلجَنَــى
وحُبَّ جَديــــبِ الأرضِ رِيَّ الغَمــائِـــمِ
وأشتـــاقُ أشْتَــفُّ التَّــعِلاتِ مِن فَــمٍ
تَخايَــلَ في شَطَّيــهِ لَـمعُ السَّجائـــمِ
وأنشَى شَميمَ الــوَردِ مِنْ عاطِرِ الرُّبـا
لِنَـهدَيكِ بَيـنَ البَهـــــوِ مَلهَـى البراجمِ
إذا ما أتـــاحَ الشّوقُ عِطفَيْــــكٍ ضَمَّةً
أراغا لَـــــدَى صَدري نِـــقارَ الحَمائِــمِ
فأحظَى بتهــــويم اللَّــــذاذاتِ كُلِّهــــا
تَدَفَّقُ في رُوعي وجِسمي ومِنسَمي
لَـــذاذاتُ عِربيـــــدِ قَضَى جُـــلَّ عُمرِهِ
لَهـيــــفًا إلى فَضِّ الجَمـالِ المُكَتَّــــمِ
أهيـــــمُ فَلا أنْفَكُّ في حَومَة الجَــوَى
أُواثِبُ دفْـقَ الشَّوقِ والشَّوقُ لاجِمي
وأعيـــا إذا مـــا رابــني مِنــكِ مَلــمَحٌ
يُنَبِّئُ عَن مَسرَى الجَفـا في النّـمائِمِ
وشَكـــوايَ حُبِّيــــــكِ الشَّقاءُ لأننــي
أخافُــــكِ أن تُفضي إلى جَفوِ صــارِمِ
وأخشَى فــراقًــا لا أرَى دَرءَ جَـــوحِـهِ
رَواحًـــــا كما يُعيى رِئــابُ المُهـــــدَّمِ
فَيا حَبـــوَةً ما عُدتُ أسطيـعُ بَرْحهــــا
وأنْــــزو لِفَقدِيهــــــا صَريــــعَ المــآزِمِ
غِيـــابُــكِ عَن طرفي عَمـــاءٌ لِنـاظري
ولُبثُــكِ في قلــــبي نُــــزَاءٌ لِاَعظُـمِي
فـلا القُربُ يُـــرخيني ولا البُــعدُ يَنثَني
بِـــرَوحِ حَشيدِ اللَّهــــفِ جَمِّ التَّبَـــــرُّمِ
وأشتاقُ رؤيا طَيــــفِكِ الحِبِّ مَوْهِـــنًا
إذا جَنَّــــكِ الإِغفالُ والهَــــجرُ قاصِمي
لِمـــرآكِ أنـــــــأى عَن وجودٍ يَجُرُّنِــي
إلى عَتَبـــاتِ الـوَجـــــدِ رَثَّ التَّنَـــــعُّمِ
ومـا هـــوَ إلا أن يُغَشِّيَـــكِ النَّـــــــوَى
فَتَــسوَدَّ فـي عَينَــيَّ غُــــرُّ المَعَـــالِِمِ
أيـــا مَنْ أرَى في قُربْها الجَوحَ مَغنَمًـا
وأسْلَى لِمَنــــآها جَنِـــيَّ المَغـانِــــمِ
أَهِلِّــي فلا تُنئِي شُخوصَِكِ عَن ضَرًى
لِكَفَّــيَّ بالضَّمِّ الوَثــــــيقِ المُطَهَّـــــمِ
أهــــلِّي كمـــا يرفَضُّ بِالمهـمهِ الجَدا
أهِلِّي على سَمعي وطَرفي ومِرقَمي
سأهوي إلى مَهوَى الوُرَيقاتِ إن نـأَى
رَوَاحُـكِ عَنْ أيـْــكي ويَنـــقضُّ قائِـمي
ويَــرفضُّ تَــغريـــــدٌ تَقَفَّـــــاكِ جَـرسُهُ
وَينــجابُ عنْ سَرحي رَوَاحُ النَّسائِـــمِ
فَاُفضِي إلى لا شَيءَ مِنْ بَعْـــدِ وَقْدَةٍ
هُـــمود رَمَــــادِ الجَمــرِ إثــرَ التَّــضَرُّمِ
عَدَدتُكِ زُخْرِي في الحيـَـــــاةِ ومَرفَئي
لِــــزَودِ مُلِمَّـــــــاتِ الشّقـَـــاءِ المُدَوِّمِ
فـــلا تُسلِمي لِلـشَّجوِ رُوعي وَتُرفِدي
شُجونِيَ رِفــدَ البِيـــدِ جَـوح السَّمائِـمِ
(محمد رشاد محمود)
مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
91,177