,,,,, مـــــــقـــــــــال ,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلم / عبدالمجيد الديّهي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, هـمـاز مـشــاء بـنـمـيــــــم ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدعابة والفكاهة لم تكن في يوم .. ما .. مرفوضة أو غير مطلوبة .. بل هي
واجبة ومحبوبة .. للتـــرويح عن النفس .. وعما يعانيه الإنسان ويقاسيه في
حياته .. وكثيراً ما يتداعب الأصدفاء ويتبادلون النكات والفكاهات طرحاً للكلفة
وثقةً بالألفة وترويحاً للنفس وإظهاراً للقدرة علي التندر من غير حرج ولا ثلب
وهــــم حينما يتفاكهون يتخيرون بعض جوانب من الفكاهة أو الهزل المشبع
بروح الأدب والبعيد عن الإستهزاء .. والرياء .. والنفاق .. والكذب ولا يسخرون
من أحـد .. ولا يجعلـــون من قــد يكـون افضل منهـم مادة لتندرهم أو عرضة
لهمزهم أو لمزهم .. أو شيئ من هذا . ويؤلفون النكات علي ذلك وغير ذلك
وهذا ليس من الأدب في شيئ .
والأدب عــزيـزي القارئ باب يبحث عنه كل من يريد أن يدخل مدينة الأخلاق
إذ .. أنَّ .. التخلق بشـمائل الدين واجب مفروض علي كل مسلم .. ومكارم
الأخلاقتحثنا علي الترفع عن الأهواء وتنأي بالإنسان عن الذم والإتهام
ونبعده عن الكبر والتعالي والعجب والوفوع في الخطأ وتنجيه من السقوط
في بحر بحارالشبهات ومزالق الشيطان .. وما أهلك الناس إلا عشق الهوي
وحب الظهور أمام خلق الله بما ليس فيهم ولا منهم .
ولقـد تعلمنا وعلمنا رسول الله .(صلي الله عليه وسلم ). أنَّ الإخلاص يجب
أنْ يكون مقرون بالنية .. إذ أنَّ الأعمال ينبغي لها أنْ تكون خالصة لله .. ولقد
قال صلي الله عليه وسلم . ( مـن أخلص لله أربـعـيـــن صباحا تفجرت ينابيع
الحكمة من قلبه علي لسانه ) .
إذ أنَّ الحكمة هي ثمــــرة الإخلاص وهي بالتالي السبب الأوحد في ظهور
تصانيف الإبداع العقلي والفكري الخالي من الغيبة و النميمة والسعي بين
الناس بالباطل .. وإشاعة الأقاويل .. للإساءة .. وتسويد .. سمعة خلق الله
بالكــذب والبهتان والـبـعـيــد عن الهمز والغمز واللّمز والتشبه بالنساء الغير
مـحـتـرمات المتمحكات بالرجال والنساء علي حد سواء لبث الفــرقة وخلق
الفتنة . ( إنَّ الذين يحبون أنْ تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. فبـشـرهم
بعذاب أليم ) .
إذ أنَّ الغيبة والنميمة وإشاعة الآكاذيب صفات قبيحة لنوعية غير قليلة من
الـبـشـر ولـقـد وضـح المولي عز وجل المنهـج السوي الذي يجب أن يسير
عليه الإنسان باحثا عن الحقيقة حتي يصــــل إليها دون عناء أو ضلال عـن
طريق إستخدام العقل الـذي هــو مناط الفكــر في مملكة الحياة والذي به
يميز الإنسان بين المتناقضات وبه يعرف الخير من الشر والغث من السمين
والصالح والطالح .
ويجب أن يكــون لــدي الإنسـان الإستعداد الغريزي في أن يستخدم عقله
ليكون هو المحرك الأول الأوحد في رسم خطوط الحكـم علي الكلمة التي
تقال ويتفوة بها ( صادقة كانت أم كاذبة ) ولا يسير خلف شهـوات النفـــس
الأمارة بالسوء والشيطان ويتعاون مع أبالسة الإنــس .. والجــن .. في زرع
بذور الفتنة بين عباد الله تحت دعاوي معقولية العبث الهزلي الذي يبيح كل
شيئ وأي شيئ دون ضابط أو رابط وتسقط من حساباته الصورة الطاهــرة
النقية لسلوكيات الإنسان المـسـلـم الـــذي يخاف الله ويتقيه في أعـراض
الناس وبالتالي يقع في مستنقع الهلاك والضلال .
ويجب أن يعلم الإنسان أنَّ النفس مجبولة علي محبة الله . وطاعته . فيما
أمــر به ونهي عنه .. غيــر أنَّ هناك مواقف عرضية قد يتعرض لها الإنسان
وتملي عليه وتجعله يتعامــل معها بشيئ من المــرح والمزاح للترويح عن
النفس بالقدر الذي يطفي علي المتعامل معه في المـــوقف نـوعا .. ما ..
مـن الألفة والصحبة وإدخال السرور والسعادة دون ما حــرج ولا تـقليل من
قدر من يتعامل معه كما حدث .. مع رسول الله صلي الله عليه وســـلم ..
مــــع المرأة العجوز التي جاءت إلي رسول الله تسأله أن يدعوا لها الله أن
يــدخلها الجنة .. فقال الرسول الكريم .. لايدخل الجنة عجـــوز .. فتأثــرت
العجوز من قول الرسول الكريم وتــــركت المكان وهمـت أن تبـكي فطلبها
رســول الله قائلا لها فـيـمـا مـعـنـاه ( أنَّ الله سبحانه وتعالي خلــق الجنة
للـنـعـيـم الأبـدي الذي لابعده نعيم ولا قبله نعيم ولا يدخل الجنة عجوز ..
وتليّ صلي الله عليه وسلم قوله تعالي في سـورة الواقعة ( إنَّا أنشأنهنّ
إنشاءاً * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أترابا ) .
اجل الإنسان لايدخل الجنة إلا وهو في ريعان شبابه وعنفوان قوته ليتمتع
بما لذ وطاب في جنان الـخـلــد التي أعدّها الله لعباده المتّقين في الــدار
الآخرة .. وفي المقابل .. إن كان الإنسان من أهل النار عافانا الله وإياكــم
منها فينال وبال أمره من عــــذاب الله علي ما قد سلف منه وهو في قمة
صحته ويشاهد بأم عينيه مقعده الذي أعده الله له في الجنة والذي أبدله
غيره في النار .. فيتحـسر .. ويـنــدم .. ويتألم .. وهو في عنفوان قوته ولا
يملك من أمره شيئا .
إذ أنه .
يجب اصلاح النفس والعودة الي مبادئ الدين وتهذيب الأخلاق وتــــرويض
النفس علي محبة الخير للناس .. كل الناس .. ولقد ذكــــر لنا التاريخ أن
تلاميذ سقراط طلبوا منه أن يأمرهم بما يفعلوه بأهله وولده بعــــد مــوته
فقال لهم .. لست آمركم بشيئ جديد بل هو الذي لم أزل آمــركــــم به
قديما .. وهو الإجتهاد في اصلاح النفس .
واصلاح النفس هو ديدنة كل دين ومذهب أخلاقي عظيم أقر به كثير من
الحكماء والصالحين وجاءت به الأنبياء والمرسلين .. ولقــــد جعل الإسلام
الإنضباط الخلقي هو المسيطر علي سلوكيات المسلم ويجب الـتـغـلب
علي هوي النفس والركون الي التــــزين بالفضيلة .. وتــطــويــر الطبيعة
البشرية والإرتقاء بها الي أدبيات المثابرة والإنصهار الـذاتي لـتـسـتـقـيـم
حياة النفس ويسهل السيطرة عليها بعيــــدا عن حـب الــذات والهـــوي
والشيطان .. حيث أن هدف الأديان كل الأديان هو تـــربية الإنسان علي
القيم الأخلاقية والسلوكيات الأدبية .. وهي دعــــوة وضَّائه للبناء والخير
واحترام الغير ودعوة طيبة للإصلاح والفلاح .
ولـقــد اقامت الأديان نظما خلت من الجور بين الأفــراد واتسمت بالحب
والإيثار وظهـر هذا واضحا كوضوح الشمس في عــــز النهار بـيـن صحابة
رســــول الله في مجتمـع المدينة حيث آخي صلي الله عليه وسلم بين
المهاجرين والأنصار وظهــرت أخلاقيات الأسلام في تعاملهم وتعاملاتهم
مع بعضهم البعض .. وشـتان ثم شتان بين أخلاق الأمس وأخلاق اليوم
حيث أن في القلـــوب أمـــراض كامنة تـثـيــرها الشهوات وأخري تثيرها
الشبهات .. والإعتقاد لــدي كثير من الناس أن الـمــزاح الخالي من روح
الأدب .. هــو .. خفة ظــل .. ( وساعة لقلبك وساعة لربك ) كما يقولون
والكثير من أمثلة هذه الأوراث المبعثرة داخل النفوس المريضة .
ويجب أن يعلم الإنسان أن هناك عن يمينك وشمالك ملكين يـسـجـلان
عليك قولك وفعلك ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيـد ) .. فـيـجـب
استعمال اللفظ واستخدامه بحكمة عقلانية لأن المعني اللغوي الخالي
من الأدب سوف يهوي بصاحبه في نار جهنم سـبـعـيـــن خريفا كما قال
رسول الله في الحديث ( ما معناه ) . وانتقاء واختيار الألفاظ الغير جارحه
مـطـلـوب في مثل هـذه الأطروحات من الفكاهة والمزاح لكي يأتنس بك
من تمازحه وتبادله الفكاهات والنكات وتــذداد بـيـنـكم الألفة وتوثق فيما
بينكم الإلفة .. وتنفك وتنحل عروات الجفـــوة .. وتتعالي نسمات الأخوة
والصحبة .. وترضي نفسك ونروح عنها برضاء الله وعباده .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلم الكاتب / عبدالمجيد الـــــــــديّهي
جمهورية مـصــــــــر الـــعـــــــربية
من كتابي ( قراءة في أوراق الواقع )
......................................
*************************