يا من سألتَ عن الكتاب فإنَّه ...........قَبَسٌ يُنيرُ الدربَ في الظُّلمات
وترى الكتابَ ولَو تقادَمَ عهدُه ...................كالدُّر يَلْمَعُ أصفرَ الوَرَقات
وترى الكتابَ لِكلِّ بيتٍ زينةٌ......... ....وعلى المكاتبِ نافَسَ الزّهرات
إنَّ الكتابَ رفيقُ كلَّ مثقفٍ ..................وخليلُهُ في اليُسرِ والأزَمات
فإذا اعترتهُ من الهُمومِ نوائبٌ ..............والقلبُ باتَ يُكابدُ الحَسَراتِ
تَلقاهُ يهرعُ للكتابِ مُطالعاً .....................وتراهُ يقضي أرْوَعَ الأوقات
ولقد قرأتُ منَ الكتاب صَحائفا ..................خُطَّت بتاريخِ بها وعِظات
خَطَّت حضاراتٍ مضَت وتقادَمَت ...........لولا الكتابُ تَتيهُ في الفَلَواتِ
قُم سائِل التاريخَ عنها ساعةً......... واقرأ عن الأجدادِ في الصَّفَحاتِ
يا من ترى في العلمِ نورَاً خالداً..........لولا الكتابُ لأظلمتْ طرقاتي
في المَكْتَباتِ إذا قَرأتَ مَناهلٌ...........شَمخَت بها فوقَ العُلا راياتي
وهي التي فيها الحضارةُ تزدَهي ............بالعلمِ صارت تنثُر النَّفحات
مهما اعتلتْ قِممُ الحضارةِ سُلَّماً .............وتعانَقَت في نِتِّها قَنَواتي
أجِدُ الكتابَ وإن تباعَدَ ذكرُة ...................... نوراً يبددُ أحلَكَ الظلمات
ولقد مررتُ عن الكتابِ فساءَني .مُلقىً على الإسفلتِ في الطُّرُقاتِ
كُتُبٌ على كُتبٍ تقادَمَ عَهدُها .................كانَت تُباعُ بأثمنِ العُمُلاتِ
واليومَ قد صارت مَداساً مُهمَلاً ..................للعابرينَ معالمُ الخُطُواتِ
وبجانِبِ الكتُبِ القديمةِ مُقْعَدٌ.....................نادى بصوتٍ بُحَّ بالعَبَرات
من يشتري منِّي كتاباً أُجْزِهِ ................فوقَ الكتاب فضائلَ الدَّعواتِ
هل يا تُرى يجدُ الكتابُ مكانَهُ .. ............كي نَرفعَ التعليمَ بالدَّ رَجاتِ
وسلامُ ربّي والصلاةُ على الذي ................جاءَ العبادَ بأجملِ الآياتِ
___________________________________
أبو بكر فلسطين صباحالأربعاء, 25 تشرين الثاني, 2015
