(في دفاتري وردا)
سلسبيل هذا الذي ركناه
بين طيات الذكرى
فاصبح رمادا
فاح من اجيجه عطرا
غير لون السماء
فعطر النجم
وبكى من فراقه القمر
فبين نبض وسراب
قتلنا عطر اليسمين
ومن وراق الشجر
كانت الحروف تنسج مدادها
وي كأنها لا تذبل
يجددها الربيع
كلما بكت قطرات الندى
وعانقت في ليلها
نسيج العنكبوت
وغفت على تيجان الزهور
فاي لون ايها الحرف
تعاتبني به
وقد اهديتك الوان كل قوس
من غيث جميل
ها هو الورد بات على سطور
اوراقي منذ سنين
متاملا بان يداعبه مدادي
ويبكي معه على طعم الحنين
فيبس العود وهو للروح ناقلها
وجف العطر فسال الشهد
من تحت دفاتري
كأنه مناديا
ألا من يتذوقني
ويسعفني طعم الحياة
ألا من يراني
ويهديني سبيل الحاضرين
ألا من دليل لجمال دفاتري
ألا من صدى يخرق مسامعي
فلا مجيب إلا همس
رياح الوحده والهذيان
فيامن توشحت برداء الرحيل
وعصبت العيون لكي لا تراك
كل نسمة لقاء
الغيث يزيل كل رماد
خلفته نار الكبرياء
ويسقي اوراق الامل
فينبت في دفاتري وردا
يعانق مدادي من جديد
طلال السامرائي
21\11\2015