بالأمس حدثت جارتي عن (أكاديمية الملاذ الأدبية)قالت لي:ما تكون...أجبتها :أنها ملاذ يكتب فيها أدباء وشعراء ومثقفون.وانا أتصفحها بأستمرار.طلبت مني أن أكتب قصة أبنتها وأنشرها في الأكاديمية لعل تكون فيها عبرة يقرأها الناس.وبناء على رغبتها صغت قصتها هي من واقع شاهدته بنفسي واحداث قصة كالتالي.
{ناهد بنت الجيران}
كانت صوت ضحكاتها تعم المكان ..ناهد فتاة جميلة رزق والديها بها بعد قنوت دام عشرون عام أطلت عليها بخريف عمرهما تزين حياتهما بضحكاتها .كانت ان أتت من مدرستها تسمع شدو أغانيها...وصوت قدميها على سلالم العمارة يبعث بالبهجة شيء من الحياة ينبض في المكان.صار عمر الصبية خمسة عشر عام حسن وجهها وثغرها المبتسم ملفت للأنظار.أباها أصبح رجل مسن لا يرى جيدا"،أمسكت بيده الصبية وأخذته الى طبيبة العيون .بانتظار دورهما .كان رجل يجلس في العيادة ينظر الى الصبية بأعجاب.سأل الرجل اباها .فتعرفا.
في التالي دق باب الجيران .فتحت الام الباب.هم أناس أتاو لخطبة الصبية وكان الرجل بصحبتهم.
انه أبو الشاب حسان.
حسان هو العريس.شاب وسيم يشبه الفنانين .
من عائلة ثرية .واخلاق راقية
وافق أهل ناهد على العريس بعد ان أخذوا رائيها
الفتاة أعجبت بجمال الشاب.
قلت لجارتي :ناهد مازالت صغيرة
أجابتني :أريد ان أطمئن عليها فما عاد بالعمر أيام 
وحسان شاب مناسب.
وبالفعل أيام وتزوجت الصغيرة وشهد الحي عرس من اجمل الأعراس.
وهدات حركات والأصوات في العمارة..زقزقة ناهد أختفت...مر عام ورزقت الفتاة بطفلها الاول .تلاه عام واصبحت خمسة أعوام.
زيارة الفتاة لوالديها العجوزين قليلة جدا".بحجة أطفالها الصغار...وكلما نوا اهلها زيارتها مرات تعتذر حتى أخذوا موقف ان لا يزورها الا في ضرورة القسوة
ملامح ناهد تغيرت
اصبحت في العشرين من عمرها...شحب وجهها ..ما عادت تهتم بمظهرها الخارجي .احدى المرات سألتها ..لماذا خشنت يداكي يا ناهد ...أجابتني من تغير الجو
الحزن كان يسكن عيناها.
في صباح يوم ...دق باب الجيران دقة قوية..كنت أعلم انه ليس في الدار...فتحت باب بيتي وطلبت من ناهد الدخول...كانت تبكي وتشهق وكأن انفاسها الأخيرة تخرج منها.لم أسالها ما بها.وجهها كان يتكلم ...كدماته .وأصابع يداه مازالت تترك أثرها على وجه الصبية.
بعد ان هدات قليلا ..قالت لي اين اهلي ..أجبتها عند الطبيب ..فالأب مريض...عادا اهلها بعد ساعة ..ودخلت دارهم.وما هي الا لحظات صراخ ام ناهد عم المكان 
هرعت من الخوف ودخلت انظر ماذا جرى....ناهد تلك الصبية على الارض مرمية ...مغشي عليها...استدعينا الطبيب وقال انها منصاب بأنهيار عصبي .
وبعد.ساعة هدأ كل شيء وبدأت أمها تحدثني عما اصاب الصبية...خمسة اعوام وهي تخبأ عن والداها ظلم حسان لها.جعل منها خادمة لداره ودار أهله...يضربها لاتفه الاسباب ...يهينها...لا يقبل ان تزور اهلها..ولا ان يزورها..الآمها كانت كبيرة تخفيها...لانها تعلم ان والدايها لا يقوين على حمل همها ...كان تغفر لزوجها لانها تحبه...ومن اجل اولادها الصغار.
لكن هذا الصباح قد طفح كيلها ...من كثرت الضرب...انتظرت خروج زوجها...تركت اولادها نيام 
بأمانة اخت زوجها ..
ارادت ناهدان تطلق زوجها ...والسبب الضرب المبرح 
لقد خافت الصبية من حشرة تطير في بيتها وصرخت
استيقظ زوجها وقتل الحشرة وضرب ناهد وجعل رأسها على الارض وأطعمها الحشرة مكبل يداها.فلم تستحمل فهربت لعندي اهلها
حسان وافق على الطلاق بشرط ان تتنازل عن اولادها
المحامي قال لناهد تنازلي..وعند صدور ورقة الطلاق 
اقوم بأستئناف حق الأرائة من حق المرأة الخضانة
فطلقت ناهد
وأيام قليلة صدرت الورقة...وأقام المحامي الدعوة...ولكن للأسف حسان قد هاجر...أخذ أطفالها ورحل الى بلاد أوربية ..
مرى شهران وكادت تجن ...أتى العيد ...وقفت في شرفت منزلها تنظر الى الناس ..الاولاد الصغار مع امهم وابيهم ...الشوق لأطفالها زاد ...انهارت بالبكاء 
قد ضاعت أحلى ايام عمرها مع حسان ...حتى الاولاد أخذهم ...لم يبقى لها شيء ...الفتاة مريضة بأكتئاب 
وماهي الا ساعات قبل ان يأتي مساء ..سمعت ضربة قوية قد سقطت من مكان عالي...نظرت من شرفتي...رأيت ناهد رمت نفسها منتحرة...لكن رعاية الله أنها لم تمت ...أسرعوا بها الناس الى المشفى ...مازالت ناهد حية ...لكن لا تستطيع المشي .شلت من الصدمة...لا تتكلم ...تنظر الى شيء ما ...دائما تنظر الى سقف الغرفة...تبكي مرة ...تضحك مرة...وقلبي عليها حرقى....
هي ناهد بنت الجيران أصبحت هكذا ...السبب صمتها عن ظلم زوجها ..كانت حجتها انه سيتغير يوما ما ...ولكن انتهى كل شي ..أنظر الى شرفة منزل اهل ناهد ...ما عادت فيه زقزقة عصافير...
(قد صغت القصة )بقلم/سمراء غالي

samaty

مجلة ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ ... رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ...... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 16 نوفمبر 2015 بواسطة samaty

مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞

samaty
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

91,112