الطوف الغريق ..................... بقلم الشاعر/ محمد ابو الفتح ( المفكراتي )

الطوف الغريق
أصوات صاخبة ,دقات دفوف . همهمات غيرمفهومة وغيرمتناغمة,نظرات شهوانية تكاد تعري جسدها المرتجف, الأصوات تخفت و الأضواء تخبو,ويد تعبث بها وبكل مشاعرها وأحاسيسها, الأنفس وتتلاحق الصدر يعلو ويهبط, تشعر بأن جسدها يخذلها ,تستسلم تروح في غفلة وسبات. تفيق منه علي أصوات ناعمة رقيقة ليست كأي أصوات سمعتها من قبل, نظرت فرأت طفليين يتشبثان بها ويحتضنان رجليها وينظران اليها نظرة كلها أمل وتمسك بالحياة ورجاء دفين ممزوج بالقلق, تريد الحركة تخشى أن تتسبب لهما في الألم . تري نفسها تنزلق في بحر موحول
ماؤه أسود ورائحته كريهه كلما حاولت الخروج منه تنزلق فيه أكثر تتلفت تحاول أن تجد من يساعدها . تبحث عن يد تعاونها علي الخروج من هذا الخضم المهلك,
نظرات الأطفال تنظر في حيره في رعب وهي تحاول أن تبتسم رغم كل الوجع في كل أنحاء جسدها.رأت أيادي تمتد لها من كافة الإتجاهات فرحت إقتربت وبكل كيانها منها تحاول أن تمسك بيد واحدة تنتشلها وإقتربت من اليد فوجدتها ليست كأي يد تعرفها يد خشنة الجلد حادة الأظافرنظرت في باقي الأيدى وجدتها علي نفس الشاكلة, نظرت للوجوه انها ليست وجوه أحياء إنها أشلاء موتي ,صدور بلا قلوب وقلوب بلانبض لهم عيون نعم لكنها لا ترى , وأفواه فاغرة لكنها لاتتكلم ولا تنطق ببنت شفه.
خافت إرتعبت هرولت إلى داخل البحرتحاول الهروب من هذه النواصل التي تكاد تمزقها قبل ان تلمسها, فرت تطاردها نظرات عيون ميته ليس لها معنى وفيها كل معنى. إلتفتت الي السماء لتري طير أبيض تطارده غرابيب سود جارحة تحاول أن
تفترسه وتمزقه وهو يراوغها في كل إتجاه, وصعد إلى أعالي السماء وهي تتابعه
وإنهارت أجنحتها وإرتد هو إلى البحر ليسقط بجوارها ويتحول إلى زورق جميل تحتضنه وتلقي نفسها داخله ليحتويها ويمضي بها بين موج غاضب مملوء بالخيبة
مثل وحش ضاري خسر فريسته , ويمضي ليهدأ البحر وتنسحب الموجات الغاضبة ويتهادي الزورق مع نسمات رقيقة تداعب وجنتيها وجبينها وتنسدل خصلات شعرها الأسود الناعم علي الزورق وتروح في لذة النعاس..............
محمد ابو الفتح.................. المفكراتي