أحلام المدينة--------؟................. بقلم الشاعر/ شاكر محمد

أحلام المدينة--------؟
كان يراه الناس في طريقه الى الجامع يحمل سجادة الصلاة على كتفهوفي يده مصحفه- ذو لحية كثيفة انيقة -مبتسما عليه ملامح الوقار -كان الناس يحبونه يبدأهم بالسلام -حديثه طيب ناصح -يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم -الورد لا يغادر بيته 
يهديه للتهنئة ولمن يسقط شهيدا- قلبه وسع الناس جميعا -الأطفال يحبونه لعطفه وللحلوى التي لم تفارق جيبه -
وعند خروجه لصلاة الفجر كعادته كان هناك من ينتظره عند الباب -
_ لماذا لا تنفق على الفقراء؟
_نقودي لا تساعد
_ أطلب من أغنياء المسلمين يساعدوك-أنفق على مريديك واتباعك
_ ليس لدي مريدين -
_ سيكون هناك ألوف منهم -
لم يعلم كيف وصل الى المسجد -وفي طريق عودته تذكر تفاصيل الحوار وشيء كبيرفي داخله تغير -
أخذ يساعد الناس من أموال الصدقات التي تصله-يساعد الطلاب والمحتاجين -يدفع اجرة اجراء العمليات الجراحية --ويساعد في نفقات زواج المعدمين -
ازداد عدد من يحبه ليشمل كل الحي وانتقلت سمعته العطرة الى الأحياء المجاورة
اصبح له مريدين واتباع يزداد عددهم كل طلعة شمس -
_ حدثنا ياشيخ عن طموحاتك وألامك-
_سرقوا كرم العنب وارض مزروعة بالزيتون وميراث جدي
_ نسترجعها يا شيخنا--
بدأ الشيخ الأعداد لأسترجاع ارضه وعندما مات رئيس الحي اتخذوه الناس رئيسا
أخذت معالم فكر الشيخ ترتسم وتصبح اكثر وضوحا
ظهر عنده حب السيادة والميل للتخوين ورغبته في الثراء- قنن عطاءه لأتباعه وخصص من الأتباع من يحب -
في أحدى سهراته زاره نفس الشخص الذي رآه
- هاهم الأتباع والمريدون يتكاثر عددهم-عليك ان تضيق الدائرة لتشمل وطنك فقط-عزبتك او كما تسميها -يجب ان يشاركك الجميع مزاجك و احساسك -انت القدوة والمنقذ
- كيف؟
_ بالوهم -أخوة يوسف- قابيل وهابيل--أين ذكاءك؟
تغيرت احوال الحي- تشدد حب المحبين وتغيرت أحوال الجميع-من يقتل من؟
هل انتصر أخوة يوسف؟ هل عاد هابيل لينتصر لدمه؟ الجب--لمن؟ هل هو قدرنا--؟السجن-للمظلوم؟ الغواية لمن يقبض على الجمر؟ 
ما أريكم ألا ما أرى --------هنا عاد الليل يلف أسوار المدينة -وعاد الشيخ شبحا يمزق أحلام المدينة-
---------------------------------------------
شاكر محمد المدهون 23/5/2014