أقـــبلت........
وتهادت مُنىَ بين زهــيرات الـربى............كفراشة على جناح الأريج تــــطير
ترافقها حمائم وكــأنها جـــند لـها.............تحرسها ومن العيون عليها تغــــير
وتراقص الزهـــر علي خــطـواتـها.............وتباهى الدرب بخطاها أنَىَ تسير
أقبلتْ والمُحيَا من بـعيـدِ قـد بــدا.............كالبدر وآيــاتُ الحسن فيـه تُنـــير
فضمتها الجفـون والقلـب هــــوى.............فمن ذاك من هذا الجمال يـُـجيــر
سلم لها كل الحصون وارتضـــــى.............بأن يكون لهاتــيك العـيون أســير
وتبسمت فهـام الفـؤاد وارتــــوى.............بعذب البسمات من نبعها الغـــزير
وأمسى غيرحُـسن مُنى لا يرى............ لأجل حسنها فحسب بـات بصـير
ونهـرالهوى بين الحنايا قد جـرى............بسلسبيل عشق يلاحـقه الـبشير
وسرٌمن الغرام بيننا قــد ســرى............ مكبلاً بلهفةِ ويضنيه الشوق الكثير
وعن الكون يلهينا أحلام الكـري............. ويأتينا صوت الفراق الأليم نــــذيـر
يفيق قلبي من سكرات الهـوي............. علي دمعات جرح الهجر العــسير
ويغيب للحظـات مذاق الجــوى...............ويفيض علي القلوب نبض كسير
تتوق النفوس لأحضان الثـــرى...............فليس لنا بعد الفراق سواه مصير
محمد ابو الفتح
