(الصياد)
لا أدري أين القاك
إذا كان النسيم يحتويك
من كل مكان
انظر الى الأرض
أراك للزهور أنت عطرها
أذهب للورود أشتنشقها
أراك أنت ذلك الرحيق المكنون
أين أنت لكي القاك
يا سيدة الوجود
في أي البساتين
جذروك تكون
في أي مكان من القمر
أرى مقلتيك
أم انت تلك الحدائق
التي لا يصلها البشر
حين تكون من لهيب
الشمس ترابها
أم أنت تلك الأمواج الهائجة
من البحار
التي لا ترضى بان
يعتليها أحد إلا من سكن تحتها
ويبقى ساكنا
خوفا أن تلقيه الى
عنان اسماء
ماهذا البركان الصارخ
بالدماء
حين أسمع دقات قلبك
تعتريني لك وحدك
تغازلني أطيافك في المنام
ويداعبني نور وجهك
حين أنظر الى السماء
ويزداد الشوق شوقا
اليك حتى يكون هو
ذلك الهيب من الشمس
فيدفء روحي
ويحرق دقات قلبي
أين القاك......
فكرت أن أرتقي الى النجوم
وأفتش عنك في مسالكها
أراك انت ذلك البريق
الذي أحبته الأرض والسماء
تسلقت تلك الجبال
فوجدتك تلك الزهور البرية
التي زينت تلك الجبال
وزادتها عطرا وجمال
ولكن حين لامس صدري
بهاء عطرها ..تذكرت عطر حبيبتي
تيقنت
أنها في تلك الزهور مسكنها
ثم تقربت الى تلك الزهور
فهمست لها قائلا
اين ارى قلب حبيبتي
قالت ...أانت ذلك الصياد
الذي يبحث عن قلبها
في نور القمر وجمال الشمس
فلم يجدها ...ثم بحثت عنها
في رقة النسيم وبريق النجوم
الم يخبروك شيء...من ذكرها
ثم عشقت البساتين لكي تراها
في جمال الزهور وعطرها
ثم القيت نفسك
في أعماق البحار
عسى أن ترى مسكنها
في ذلك الؤلؤ الجميل
تم تسلقت الجبال
فلم تجد غير عطرها
وجمالها....
وقد قالوا فيك الكثير والكثير
قالت ولكن ...الم يقولون
بأنك ذلك الصياد
الذي يصطاد العطر
من بين طيات النسيم
ويصطاد نور القمر في وضح النهار
ويصطاد جمال الشمس
في وقت الغروب
ويسحب اليه بريق النجوم
بنظرة من جماله
وانت الذي تصطف اليك
امواج البحار تحيتا
حين تمسي عليها
وتحبك الجبال حين
تسكن واديها
ولكن اني اراك جمال في جمال
فلماذا هذا العناء
دعها هي التي تسعى اليك
بدلا من هذا العناء
فان المراة اذا احبت الرجل
سكنت قلبة وأتخذنه
مسكنا لها
الم يخبرك احد برقة جمال المراة
بأنها لا تسكن الا دقات القلوب
ولكني اراني ناصحتا لك
ايها الصياد الوسيم
اذهب الى شاطئ جميل
وفي وقت المساء
لكي ترى نور القمر وجمال الشمس
وبريق النجوم...لأنهم لا يجتمعون معا
الا في وقت المساء
وسوف يأتيك النيسم
محملا اليك بذلك العطر الجميل
حين يلقي تحيته على الزهور
ويداعب امواج البحر
ثم القي بشباكك الى السماء
ودعها تسقط في اعماق البحار
فحتمن انك سوف تصطادها
لان شباكك لامست الارض والسماء
واحتضنت اعماق البحار
اذهب مسرعا فأن المساء
اوشك ان يغادرنا
ثم ذهبت مسرعا ..فالقيت شباكي
في السماء
حتى احسستها انها لا مست النجوم
ثم سقطت في اعماق البحار
فأنتظرت قليلا ...ثم سجبتها
فلم اجد شيئا
فرجعت مسرعا الى تلك الزهور لكي اعاتبها
بما فعلت بي من ألم
ضاق به صدر وأدمعة به حزنا تلك العيون
فلما راتني من بعيد تبسمت لي
وقالت هل وجدتها....
قلت لها لم اجدها ... فقلت لها
ايها الزهور اقسم عليك بمن احببتي
ان ترشديني اليها لعلي
ارى نفسي بين عينيها
فلم يعد الرشد عندي رشدا
الا الما وانين
قالت سوف ادلك عليها
ولكن تعاهدني ان لاتهجرها ابدا
كما لا تهجر الروح تلك الانفاس
قلت لها لك عهدي حتى الممات
قالت ...تيقنت بانك تحبها
كما تحب الروح تلك الحياة
ولكن ما اطيب قلبك ايها الصياد
وما اعظم حبك لها
فهنيئا لها هذا القلب الذي
احتواه النور والصدق من كل جانب
ولكن ايها الصياد الوسيم
هل هي تحبك...
قلت لها نعم تحبني
كما يحب الطير طيات الهواء
لكي يعلو في طبقات السماء
كما تحب الارض مائها
لكي تلد من جديد
قالت أني اخبرتك مكانها
حين قلت لك بأن المراة
اذا احبت الرجل
لا ترضا لها مسكنا
الا القلوب
وتكون دقات قلبك
هي عمرها
فأغلق باب قلبك عليها
ولا تفتح لأحد غيرها
تكن لك روحا وجمال
طلال السامرائي
مجلة ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ ... رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ...... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي
نشرت فى 1 أكتوبر 2015
بواسطة samaty
مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
88,796