الاعلام اقوى الاسلحة للتأثير علي العقول:
مع تداخل الجيد مع الردئ فيما يبث عبر وسائل الإعـلام نتيجة التنافس المحموم بين القنوات الإعلامية على استقطاب شريحة أكبر من جمهور
المشاهدين، فإنه من المهم الانتباه إلى تأثير المحتوى الإعلامي في تشكيل الوعي والثقافة لدى المتلقين خصوصا في أوساط فئة الشباب والناشئة الأكثر متابعة واهتماما بما يطرح ويتداول في
الوسائل الإعلامية المختلفة.
وأضافت الثورة المعلوماتية وتقنيات الاتصال المتطورة تأثيرا بالغا لوسائل الإعلام، بعدما باتت الأخبار والمعلومات والصور والرسائل والفيديوهات المختلفة تصل مباشرة وفي اللحظة نفسها إلى شرائح متنوعة من الجماهير عبر أجهزة الهواتف الحديثة.
ولم يعد أحد ربما باستطاعته أن يفصل حياته العادية عن وسائل الإعلام التي أصبحت تنقل الحدث من دون أي قيود يفُرضها المكان والزمن حتى بات الإنسان في تواصل دائم ومستمر مع الأخبار والأحداث، وهذا ما جعل من وسائل الإعلام في العصر الحديث ذات تأثير بالغ ودور كبير في تشكيل الوعي المجتمعي وتعليم القيم والمعتقدات.
وتتداخل علاقة الإعلام في المجتمع بصورة كبيرة مع استمرار تطور التكنولوجيا الحديثة وقدرتها على الوصول إلى الناس على اختلاف اهتماماتهم وخلفياتهم وهو ما يجعلها قادرة على التأثير في شخصياتهم وقيمهم ومفاهيمهم، وخلق ثقافة جديدة لدى المتلقين.
ويعد الإعلام السلاح الأقوى في التأثير على العقول بما لديه من أدوات و وسائل مختلفة حتى أصبحت الكثير من الدول تستخدم هذا السلاح في کسب التأييد لها والدفاع عن مصالحها أو تشويه سمعة خصومها.
كما أن الكثير من أعداء الإسلام استخدموا الإعلام في تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيـف وإثــارة
الفتن وتفكيك المجتمعات الإسلامية وإضعـاف العقيدة من خلال بث وتوجيه برامج تركز على هذه الأهداف في العديد من الوسائل الإعلامية
المختلفة.
ولمواجهة قوة التأثير السلبي لوسائل الإعلام ودورها في تشكيل وعي وقيم المجتمع فإنه من الواجب العمل على صياغة خطاب إعلامي وإعداد برامج ذات محتوى ايجابي من شأنها تعزيز القيم الإيجابية ونشر مبادئ الدين الحنيف، وإبراز الصور الإيجابية التي تكرس قيم المجتمع الإسلامي ودور الأسرة والتماسك الاجتماعي ونبذ العنف والكراهية والتأكيد علي ان قوة المسلمين تكمن في التزامهم بتعاليم الدين الإسلامي.

