ما التنمية المستدامة ؟ هي نظرية في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية تجعل الإنسان منطلقها و غايتها . الشرط الأساسي لتحقيقها هو الطاقات المادية . هدفها ليس فقط الزيادة في الإنتاج و إنما تمكين الإنسان من العيش في حياة أفضل و أطول. و حاجات الإنسان ليست كلها مادية بل كذلك معنوية و اجتماعية نجملها في: التعليم و الثقافة و توفر فرص لممارسة النشاطات الخلاقة و حق المشاركة في تقرير الشؤون العامة و حق التعبير و الحفاظ على البيئة لأجيال لاحقة. وتقوم على أربعة عناصر أساسية هي : - الإنتاجية ( قدرة الإنسان على الإنتاج ) - المساواة ( تكافؤ الفرص دون تمييز ) - الاستدامة ( عدم إلحاق الضرر بالأجيال اللاحقة ) - التمكين ( التنمية تتم بالناس و ليس من أجلهم فقط أي: الناس فاعلون ) هكذا تعزز التنمية قدرة الإنسان على تحقيق ذاته فيصبح هدفا و وسيلة في آن واحد ، انتقلت في الستينات من القرن العشرين إلى حقل السياسة لتهتم بتوجيه البلدان نحو الديمقراطية لمسايرة الدول الصناعية ، و زادت تطورا لتشمل حقل المعرفة و الرفع من مستوى الثقافة فظهرت تنمية اجتماعية و بشرية لدعم قدرات الفرد من أجل تحسين أوضاعه في المجتمع و قياس مستوى معيشته . و قد قال يوسف الخال: ” صيرورة الأشياء بمقام كينونتها ” أي أن الإنسان سيد الطبيعة هوالذي له الحق في تغييرها لصالحه ، و الكينونة هنا أصل ، أما الصيرورة فحالة لاحقة للكينونة. و يقول الله تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقنا منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.” فالآية الكريمة تصرح أن الإنسان أصبح سيد الطبيعة بعدما رفضت باقي المخلوقات ذلك ، و من وجهة نظر ثانية هناك من يقول ” ليس في الإمكان أبدع مما كــان ” فهذا قول إنسان متزمت جامد لا يقبل التغيير و السيادة و هو مناقض بطبيعة الحال للآية السابقة . و ما يهمنا هنا أن نقول إن الحياة يحدث فيها تغير مستمر تتبدل فيه نظرتنا إلى الأشياء ، و بما أننا نملك السيادة بالفطرة نتحرك نحو البحث عن طرق جديدة للتعبير عن هذا التغير . فأي تغيير ننشده في المنظومة التربوية و ماذا نغير و كيف نغير و متى نقر أنه هناك تنمية مستدامة في وسطنا التعليمي قائمة بمقوماتها الأربعة ( الإنتاجية و المساواة و الاستدامة و التمكين ). ألا نقول لنغير سلوكاتنا التربوية أولا و قبل كل شيء . ؟
Source : http://www.oujdacity.net/national-article-18281-ar/
ساحة النقاش