تدخل اللغة الإندونيسية في اللغة العربية

الدكتور نصر الدين إدريس جوهر

(جامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية-سورابايا)

 

Abstrak: Mempelajari bahasa Arab adalah mempelajari kompleksitas system berbahasa di dalamnya. Bagi orang Indonesia ini tentu bukan proses sederhana, antara lain karena terdapat perbedaan yang signifikan antara sistem linguistik bahasa Arab dengan system linguistik bahasa Indonesia. Artinya, proses mempelajari bahasa Arab bagi penutur Indonesia adalah proses menguasai system berbahasa yang baru dan berbeda dengan apa yang terbiasa mereka pakai, baik dari aspek bunyi, bangunan kata, struktur kalimat, maupun system pemaknaan. Ketika proses tersebut berlangsung, secara alamiah akan terjadi interfensi linguistic bahasa Indonesia terhadap bahasa Arab, yaitu sebuah kecenderungan penutur Indonesia untuk menggunakan bahasa Arab pada berbagai tingkatan dengan cara yang –sadar atau tidak- dipengaruhi oleh system linguistic bahasa Indonesia.

Tulisan ini akan mengupas secara teoritis apa dan bagaimana interfensi tersebut terjadi, juga secara khusus memaparkan bagaimana interfensi tersebut terjadi dari bahasa Indonesia terhadap bahasa Arab serta serta bentuk-bentuknya pada berbagai tingkatan linguistic.

 Kata kunci: Bahasa Indonesia, Bahasa Arab, Interfensi.  

 

 

 

 

مقدمة

ثمة ما يشبه الاتفاق بين العلماء أن اللغة وليد مجتمعها وتشكل أداة لتبادل الأفكار بين أبنائه. ولعل أول من وضع مقدمة لهذا الرأي ابن جني الذي عرف اللغة بأنها أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم  (ابن جني، 1959:1052). وهذا يعني أن اللغة تنشأ في مجتمع بشري نتيجة إبداعه في توفير ما يلبي احتياجاته الاتصالية.  كما يعني أن اللغة في مجتمع تختلف من نظيرتها في مجتمع آخر لوجود ما بين المجتمعين من اختلافات ثقافية.

ثم تتطور اللغة وتتجاوز حدودها مواكبة لتطور احتياجات الاتصال لأبناء مجتمعها وتفاعلاتهم مع غيرهم من أبناء مجتمعات أخرى. فأصبحت اللغة لا تنحصر على مجتمعها و لا تخص أبنائه فقط وإنما تعبره وتخص غيرهم ممن يجيدها ويتخذها أداة للاتصال. إنه في هذا الحد تصبح اللغة نظاما مفتوحا قابلا للتعلم في غير مجتمعها وثقافتها وتصبح لغة أجنبية لغير أبنائها. وإنه في هذا الحد أيضا تصبح عملية تعلم اللغة الأجنبية ضرورة لا مفر منها لمن يريد أن يخوض ميدان الاتصال عبر الثقافات.

ولكن لا يعني ذلك أن اللغة تتخلى عن نظامها وثقافتها عند تجاوزها مجتمعها. إنها غير قابلة للتغيير نظاما وثقافة رغم أنها قبلة للتعلم. ذلك لأن العلاقة القائمة بين اللغة ونظامها وثقافتها يحرم فصلها. النظام يشكل اللغة واللغة تشكل بدورها وعاء لثقافتها. وهذا يعني أن عملية تعلم لغة أجنبية هي عملية تعلم نظامها وثقافتها. لا يمكن تعلم لغة بمعزل عن نظامها وثقافتها.

        ومما يترتب علي ذلك صعوبة عملية تعلم اللغة الأجنبية مما أدى إلى تعرض الأجنبيين لمشاكل لغوية وثقافية كثيرة. لأنهم يتعلمون اللغة التي تختلف من حيث النظام والثقافة من لغتهم فيجدون أنفسهم في أغلب الأحيان ملتقى تضارب اللغتين: لغتهم التي يتحدثون بها واللغة الأجنبية التي يسعون لإجادتها.

وفي مثل هذه الحالة مال كثير من متعلمي اللغة الأجنبية إلى ما يدعى بالتدخل، وهو تطبيق نظام لغتهم على اللغة الأجنبية التي يتعلمونها وممارسة ثقافة لغتهم عند أدائهم تلك اللغة الأجنبية.    

وقد وقع في هذا التدخل متعلمو اللغة العربية من الإندونيسيين. إن وجود الفجوة اللغوية والثقافية بين اللغة العربية ولغتهم الإندونيسية وقف وراء نقلهم نظام لغتهم وثقافتها أثناء تعلمهم اللغة العربية.

وتتناول هذه المقالة تدخل اللغة الإندونيسية في اللغة العربية عند استخدام الإندونيسيين اللغة العربية مبينا مفهوم هذا التدخل، عوامله، وأنواعه، ووجوهه. 

 مفهوم التدخل اللغوي

       يمكن تعريف التدخل اللغوي بأنه "التأثير السلبي للغة ما في تعلم لغة أخرى".(الخولي:2002/94) أي "تدخل أنظمة اللغة الأم وعاداتها في أنظمة اللغة الهدف"(العصيلي:1999/101). يسمى هذا التأثير سلبيا إذا إنه يؤدي إلى أداء خاطئ للغة الثانية مما يعني أن التدخل هو في الحقيقة أخطاء يرتكبها الفرد عند استخدامه اللغة الثانية نتيجة نقله أنظمة لغته الأولى إلى اللغة الثانية نقلا سلبيا. وهذا النقل السلبي ليس الوحيد الذي يحتمل أن يحدث عندما ينقل الفرد أنظمة لغته الأولى إلى اللغة الثانية. هناك ثلاثة احتمالات يمكن أن تحدث أثناء هذه العملية النقلية، هي:

أولا: النقل الإيجابي (positive transfer)، وهي عملية تحدث عند وجود الهيمنة إحصائيا في اللغة الأولى التي تتطابق مع نفس الهيمنة في نتيجة تحليل أداء اللغة الثانية، وهي (الهيمنة في اللغة الأولى) لا تؤدي إلى الأخطاء في ذلك الأداء إذ إنها تتفق بأنظمة اللغة الثانية.

ثانيا: النقل السلبي (negative transfer)، وهي عملية تحدث عند وجود الهيمنة إحصائيا في اللغة الأولى التي تتطابق مع نفس الهيمنة في نتيجة تحليل أداء اللغة الثانية، ولكنها (الهيمنة في اللغة الأولى) تؤدي إلى الأخطاء في ذلك الأداء إذ إنها تخالف أنظمة اللغة الثانية.

ثالثا:  النقل المحايد(neutral transfer)، وهي عملية تحدث عند انعدام الهيمنة إحصائيا في اللغة الأولى التي تتطابق مع ضعف الهيمنة في نتيجة تحليل أداء اللغة الثانية، جزء من الهيمنة في اللغة الأولى لا تؤدي إلى الأخطاء في أداء اللغة الثانية إذ إنها تتفق مع أنظمتها، وجزء آخر منها تؤدي إلى الأخطاء فيه إذا إنه تخالف أنظمتها (Selinker:1983/50-51)

والتدخل يسير من اللغة الأقوى إلى اللغة الأضعف أو من اللغة الأكثر هيمنة لدى الفرد إلى اللغة الأقل هيمنة لديه. فإذا كان الفرد يتقن اللغة الأولى أكثر من اللغة الثانية يسير التدخل غالبا من اللغة الأولى نحو اللغة الثانية. وعلى النقيض، إذا كانت اللغة الثانية أكثر إتقانا لديه فإن التدخل يسير غالبا من اللغة الثانية إلى اللغة الأولى (الخولي:1993/208). ولكن هذا لا يعني أن التدخل لا يسير مطلقا من اللغة الأضعف إلى اللغة الأقوى، إنما يعني أن التدخل من اللغة الأقوى إلى اللغة الأضعف أشيع من التدخل في الاتجاه المعاكس. ومثال ذلك التدخل في عملية تعلم اللغة العربية لدى الإندونيسيين، فبما أن اللغة الإندونيسية هي الأكثر هيمنة فيسير التدخل في أغلب الأحيان من الإندونيسية إلى العربية. ولكن قد يسير التدخل في حالات نادرة بالاتجاه المعاكس، كأن ينطق الطلاب الإندونيسيون الدارسون في الدول العربية بعض الأصوات الإندونيسية بنفس الطريقة التي ينطقون بها الأصوات العربية، مثل نطق /kh/  في كلمة “akhir” كأنهم ينطقون /خ/ في كلمة "آخر".

والتدخل عملية متعددة الأبعاد لا تنحصر فقط على الوحدات اللغوية مثل الأصوات، والكلمات، والتراكيب، والصرف، والنحو، والدلالة، وإنما تغطي أيضا كل من جوانب مَعْلُغَوية مثل الحركات المصاحبة للغة والجوانب الثقافية للغة. وإنه  قد يسهل اكتشفاه وملاحظته مثل تدخل الوحدات اللغوية، وقد يصعب ملاحظته إذ إنه يكون في بعض الأحيان محاولة ذكية لتجنب المناطق اللغوية الصعبة أي أنه يختفي وراء الأداء اللغوي الصحيح. 

والجدير بالذكر هنا أن التدخل لا يمثل جميع الأخطاء اللغوية التي يرتكبها متعلم اللغة الثانية أو بعبارة أخرى أنه ليس سببا وحيدا لوقوع الأفراد في الأخطاء عند تعلمهم اللغة الثانية. فقد أشارت الدراسات أن هناك أخطاء معينة في أداء اللغة الثانية يرتكبها متعلموها من خلفية لغوية مختلفة. فالأخطاء في اللغة الإنجليزية على سبيل المثال: did he comed, what you are doing, he coming from Indonesia, make him to do it, I can to speak Franch, من جملة الأخطاء الشائعة التي وقع فيها الأفراد من الخلفيات اللغوية المختلفة (Richard:1974/173). أي أن هذه الأخطاء يمكن أن يرتكبها كل من الإندونيسيين، والصينيين، واليابانيين، والعرب، وغيرهم، مما يعني أنها ليست نتيجة تدخل اللغة الأولى.

وكذلك في اللغة العربية، فإن الأخطاء حول التعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، ونطق الأصوات، واستخدام حروف المعاني، هي الأخطاء المشتركة للناطقين بغير العربية من الإندونيسيين، والتايلانديين، والملازيين، والفلبينيين، والتنزانيين، والصوماليين، والسودانيين، والسنغاليين، والكامرونيين، وغيرهم من أهل اللغات المختلفة عند تعلمهم اللغة العربية (عبدالله:2000/19-20).  

 عوامل مؤدية للتدخل

        إن التدخل اللغوي لا ينتج عن فراغ، إنما هو وقع نتيجة لوقوع مواقف وحالات معينة. وثمة مواقف وحالات رئيسية تؤدي في أغلب الأحيان إلى حدوث التدخل، منها (الخولي/102):

1-   طبيعة المهمة اللغوية. إذا طلب من فرد أن يترجم نصا من اللغة الأولى إلى اللغة الثانية، فإن هذا الموقف يفرض عليه التدخل من اللغة الأولى إلى اللغة الثانية. وهذا يعني أن بعض المهام اللغوية تؤدي بطبيعتها إلى زيادة التدخل.

2-   ضغط الاستعمال المبكر. إذا اضطر الفرد إلى التكلم اللغة الثانية قبل أن يكتمل تعلمه لها، وهذا ما يحصل غالبا، فإن هذا الموقف يجبره لا شعوريا على الاستعانة باللغة الأولى، الأمر الذي يزيد من تدخل اللغة الأولى.

3-    ضعف الرقيب، إذا كان الفرد لما يمتلك بعد رصيدا كافيا من القوانين اللغوية التي تقوم بدور الرقيب على استخدام اللغة الثانية، فإن إنتاجه للغة الثانية سيتعرض للتدخل.

4-   إتقان اللغة الأولى واللغة الثانية.كلما اتسع الفرق بين درجة إتقان اللغة الأولى ودرجة إتقان اللغة الثانية، زاد التدخل من اللغة الأقوى إلى اللغة الأضعف. وهذا يعني بصورة عامة التدخل يكثر في أولى مراحل تعلم اللغة الثانية، ويقل مع تقدم تعلم اللغة الثانية حين يضيق الفرق بين درجتي الإتقان.

5-   مكانة اللغة. إذا تقاربت اللغة الأولى واللغة الثانية في درجة الإتقان، فإن الاحتمال يبقى أن التدخل يسير من اللغة ذات المكانة المرموقة إلى اللغة ذات المكانة الأدنى لأسباب نفسية واجتماعية. ويمكن تفسير ذلك على أنه حيلة لا شعورية لتعزيز مكانة الذات عن طريق إدخال عناصر من اللغة المرموقة. غير أن اللغة الأدنى مرموقية قد تقوم هي بتدخل خاص في اللغة الأعلى مرموقية، إذ قد تعطيها بعض المصطلحات السيئة الدلالة مثل الشتائم.  

6-   محدودية التعرض. حتى في حالة إتقان تراكب اللغة الثانية، من المحتمل أن متعلم اللغة الثانية لم تتح له فرص كافية للتعرض لمواقف لغوية متنوعة، الأمر الذي يجعله قليل الخبرة في اللغة الثانية. وهذا يدفعه إلى الاستعانة باللغة1 كلما عجزت اللغة الثانية عن إسعافه. وكلما زاد عجزه مع اللغة الثانية، زاد تدخل اللغة الأولى.

7-   الموقف من اللغة الثانية. إذا كان الفرد غير راغب من تعلم اللغة الثانية لسبب من الأسباب ولكنه مضطر إلى تعلمها لظروف معينة وكان في الوقت ذاته متمسكا باللغة الأولى ويخشى التخلي عنها لأنه يعتبرها رمزا لكرامته وثقافته وأصله وتراثه، في هذه الحالة تراه يقاوم تعلم اللغة الثانية وتراه يبالغ في إبراز تأثير اللغة الأولى لا شعوريا، الأمر الذي يؤدي غلى ازدياد تدخل اللغة الأولى في اللغة الثانية. وبالمقابل، فإن الفرد الذي يقبل على تعلم اللغة الثانية بدافعية قوية يساعده عقله الباطن، أي اللاشعوري، على تحقيق الهدف عن طريق الحد من تدخل اللغة الأولى.

 

أنواع التدخل

يمكن تقسيم التدخل اللغوي بوجه عام إلى ثلاثة أقسام وهي تدخل الوحدات اللغوية، وتدخل المصاحب للغة أو التدخل الحركي أو المَعْلُغَوِي (paralinguistic interference)، والتدخل الثقافي  (cultural interference). وستناول السطور التالية كلا من هذه الأقسام  الثلاثة وما يتفرع منها من أنواع فرعية مع الإشارة إلى بعض النماذج.

1- التدخل الصوتي (phonological interference). وهو الأخطاء النطقية التي يرتكبها متعلم اللغة الثانية نتيجة نقله السلبي للنظام الصوتي في اللغة الأولى إلى نظيره في اللغة الثانية. وينتج عن هذا النوع من التدخل نطق غير مألوف لدى ناطقي اللغة الثانية الأصليين بل إنه في بعض الأحيان يضر بالمعنى. ويتمثل هذا التدخل في بعض الظواهر منها ما يلي:

-   نطق صوت في اللغة الثانية كما ينطق في اللغة الأولى. مثال ذلك نطق العربي الذي يتعلم الإنجليزية /t/ الإنجليزية اللثوية /ت/ العربية الأسنانية. أو نطق الأمركي /ر/ العربية التكرارية /r/  الإنجليزية الارتدادية.

-   نطق صوتين مختلفين في اللغة الثانية كأنهما متساويان قياسا على اللغة الأولى. مثال ذلك نطق العربي /b/ و /p/ الإنجليزيتين مثل نطق /ب/ العربية متأثرا بعدم التمييز بينهما في العربية.

-   نطق صوت واحد في اللغة الثانية مثل نطق صوتين مختلفين في اللغة الأولى لوجود التشابه بين نطق ذلك الصوت وهذين الصوتين. مثال ذلك نطق الأمريكي /ف/ العربية مثل  /b/ أحيانا و /p/ أحيانا.

-   تعديل نظام العناقيد الصوتية في اللغة الثانية بحيث يصبح قريبا من نظام العناقيد في اللغة الأولى. مثال ذلك أن ينطق العربي explain بزيادة /i/ قبل /p/ لمنع اجتماع السواكن في مقطع واحد.

-   نقل نظام النبر في اللغة الأولى إلى اللغة الثانية مما يسبب تغير مواضع النبر في كلمات اللغة الثانية من مقاطع صحيحة إلى مقاطع غير صحيحة. مثال ذالك أن ينبر الجاوي الذي يتعلم العربية المقطع الأخير للكلمات العربية: باب، كتاب، طالب، خالد، مجتهد، وغيرها من الكلمات التي تنتهي بالباء والدال.  

-   نقل نظام التنغيم في اللغة الأولى إلى اللغة الثانية مما يؤدي إلى نطق جمل اللغة الثانية بطريقة تشبه تنغيم جمل اللغة الأولى. مثال ذلك أن ينطق الإندونيسي "السلام عليكم" بزيادة الواو بعد الكاف. أو أن ينطق "خاطب" بزيادة الياء بعد الطاء. 

2- التدخل الصرفي (morphological interference). وهو أن يتدخل نظام الصرف في اللغة الأولى في اللغة الثانية. مثال ذلك جمع الاسم وتثنيته وتأنيثه وتعريفه وتنكيره  وتصغيره وتحويل الفعل من ماض إلى مضارع  وأمر ونظام الاشتقاق ونظام السوابق واللواحق والدواخل والزوائد.

3- التدخل المفرداتي (lexical interference). وهو أن تتدخل كلمة من اللغة الأولى أثناء التحدث باللغة الثانية. وأشارت الدراسات أن أكثر الكلمات تدخلا الأسماء، ثم الأفعال، ثم الصفات، ثم الأحوال، ثم حروف الجر.

4- التدخل النحوي (syntactic interference). وهو أن يتدخل نظام نحو اللغة الأولى في نظام نحو اللغة الثانية. مثال ذلك أن ينقل الإندونيسي نظام العدد والمعدود الخاص بلغته إلى نظام العدد والمعدود في كل من اللغة العربية والإنجليزية، كأن يقول: "خمسة بيت" في العربية، و "five house" في الإنجليزية متأثرا بنظام العدد والمعدود في لغته الذي لا يجمع المعدود مهما كان العدد.

5- التدخل الدلالي (semantic interference). وهو أن تتدخل دلالة اللغة الأولى في فهم كلمات اللغة الثانية واستخدامها. مثال ذلك كلمة "مدرسة ثانوية" التي قد يعطيها الإندونيسي معنى "مدرسة متوسطة". أو أن يقول الإندونيسي "هذا شيء لازم" مشيرا إلى ما تعنيه الجملة "هذا شيء عادي" تأثرا بكلمة lazim في اللغة الإندونيسية التي تعني "عادي". 

6- التدخل الحركي. وهذا نوع من التدخل المعلغوي (paralinguistic interference) وهو أن يستخدم الفرد وهو يتكلم اللغة الثانية حركات وإشارات اعتاد أهل اللغة الأولى على استخدامها. ومثال ذلك أن يقول الإندونيسي "السلام عليكم" خاضع البدن.

7- التدخل الثقافي (cultural interference). وهو أن تتدخل ثقافة اللغة الأولى في أداء اللغة الثانية. مثال ذلك أن يضمن المتكلم كلامه في اللغة الثانية قيما، وأفكارا، وأمثالا، مستقاة من ثقافة لغته الأولى. ويزداد هذا التدخل كلما تمسك المرء بثقافته الأولى. 

8- التدخل السلبي (negative interference). وهو أن يتجنب الفرد إنتاج تراكيب معينة في اللغة الثانية لأنه يجدها صعبة بالنظر إلى اختلافها عما يقابلها في اللغة الأولى. وبدلا من استخدام التراكيب الصعبة التي لا يتأكد من صحتها يتجنبها ويستخدم التراكيب السهلة. وصعب اكتشاف هذا التدخل لأنه يختفي وراء الصواب أو وراء جمل لا أخطاء فيها. ولكن يمكن اكتشافه بمحاولة التعرف على التعبيرات التي لا يستعملها المتعلم ثم محاولة التعرف على سبب تجنبه لاستعمالها.

9-   التدخل الداخلي (internal interference). بخلاف أنواع التدخل السابق ذكرها التي تحدث بين اللغتين (اللغة الأولى واللغة اللغة الثانية) فإن هذا النوع من التدخل يحدث ضمن لغة واحدة ويدعى أحيانا بالتدخل الضِّمْلُغَوِي (intralingual interference). وجاء هذا التدخل نتيجة ما يعرف بفرط التعميم  (overgeneralization) وهو أن يطبق الفرد نظاما سبق أن تعلمه في لغة معينة عندما تعلم نظاما آخر جديدا في اللغة ذاتها. ومثال ذالك أن يطبق الفرد زيادة "ات" في جمع المؤنث السالم على جميع الحالات فقال "أمات" بدلا من "أمهات" عندما وضع صيغة الجمع للاسم المفرد "أم". ورغم أن هذا النوع من التدخل لا يحدث بين الإندونيسية والعربية، إلا أنه من المفيد الإشارة إليه إذ إنه وقع فيه كثير من الإندونيسيين الذين يتعلمون اللغة العربية.    

10-  التداخل (mutual interference). إذا كان التدخل بشتى أنواعها عملية أحادية الاتجاه تسير من اللغة الأقوى هيمنة لدى الفرد إلى الأخرى الأقل هيمنة لديه أو ما يسير في أغلب الأحيان من اللغة الأولى إلى اللغة الثانية، فإن التداخل هو عملية ثنائية الاتجاه لا يسير من اللغة الأقوى (اللغة الأولى) إلى اللغة الأضعف (اللغة الثانية) فقط وإنما يسير أيضا –في الوقت ذاته-  في الاتجاه المعاكس أو تأثير متبادل بين اللغتين.    

 

تدخل اللغة الإندونيسية في اللغة العربية

إن تعلم اللغة العربية لدى الإندونيسيين يتعرض إلى حد كبير لأنواع من التدخل اللغوي وذلك لأسباب كثيرة يتلخص أهمها فيما يلي:

وجود الفروق سواء كانت لغوية (صوتية، ونحوية، وصرفية، ودلالية) أو ثقافية بين اللغة العربية واللغة الإندونيسية، مما يؤدي إلى صعوبة إجادتها لدى الإندونيسيين ومن ثم إلى تدخل لغتهم الإندونيسية في عملية تعلمها.

إن اللغة العربية في إندونيسيا لم تكن شائعة الاستخدام كغيرها من اللغات الأجنبية. إنما تتعلمها وتستخدمها فئات معينة من الإندونيسيين في بيئات محدودة. وهذه يجعل متعلميها قليل الخبرة في الاتصال بها –الأمر الذي يفتح بابا لبقاء هيمنة اللغة الإندونيسية وتدخلها فيها.

إن نظام التعليم في مراكز تعليم اللغة العربية وفي مقدمتها المعاهد الإسلامية تفرض الطلاب على التحدث باللغة مبكرا قبل أن يكون لديهم ما يكفي من الرصيد اللغوي. وهذا يجعلهم يلجئون كثيرا إلى نظام اللغة الإندونيسية وينقلونها عند أدائهم اللغة العربية. فلا يبقى في كلامهم من سمات الكلام العربي إلا ألفاظ وكلمات.   

إن معلمي اللغة العربية في إندونيسيا كان معظمهم لا يتمتعون بالخبرات اللغوية الكافية معرفية كانت أم مهنية. وأسوء ما يترتب على ذلك أنهم يتعرضون لمشكلة التدخل ذاته ويعجزون عن أداء دور الإشراف اللغوي على طلابهم لتذليل مشكلاتهم اللغوية.

إن تعليم اللغة العربية مازال بوجه عام مفتقرا إلى الوسائل التكنولوجية السمعية الشفوية الحديثة التي تساعد الطلاب أن يتعلموا اللغة العربية اتصاليا ويستخدموها بطريقة يستخدمها بها أهلها.

هناك عدد غير قليل من الكلمات الإندونيسية مقترضة من اللغة العربية. وبعض هذه الكلمات بعد أن صارت خاضعة لنظام اللغة الإندونيسية تغيرت صوتيا، وصرفيا، ودلاليا. والإندونيسيون عندما مروا بهذه الكلمات أثناء تعلمهم واستخدامهم اللغة العربية، خاصة في المراحل الأولى من تعلمهم، مالوا إلى استخدامها وفقا لنظام اللغة الإندونيسية، مما يؤدي إلى تدخل صوتي وصرفي ودلالي.  

وقد أدت هذه العوامل إلى تدخل اللغة الإندونيسية في عملية تعلم اللغة العربية ومن ثم يسبب ارتكاب الطلاب الإندونيسيين أخطاء كثيرة عند أدائهم اللغة العربية.

وستناول فيما يلي ضروب هذا التدخل مع الإشارة إلى النماذج التي سجلها الباحث من الأخطاء اللغوية التي ارتكبها طلابه خلال تعليمه مادة اللغة العربية في السنوات الثلاث الأخيرة.

 

التدخل الصوتي

يعد تدخل اللغة الإندونيسية الصوتي في اللغة العربية هو أشيع أنواع التدخل وأكثرها وضوحا وأسهلها اكتشافا وملاحظة، وذلك نتيجة  وجود الاختلاف بين نظام الأصوات العربية والأصوات الإندونيسية. وفي هذا التدخل الصوتي قد تحدث  إحدى الظواهرالآتية:

نطق /ث/ العربية بين الأسنانية مثل /s / الإندونيسية اللثوية. ومثال ذلك: 

- نطق الكلمة "حديث" العربية مثل الكلمة "hadis" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "ثانوية" العربية مثل الكلمة "tsanawiyah" الإندونيسي

 

نطق /ص/ العربية الذلقية اللثوية الأسنانية مثل /s / الإندونيسية اللثوية . ومثال ذلك:

-         نطق الكلمة "صلاة" العربية مثل الكلمة "sholat" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "صدقة" العربية مثل الكلمة "sedekah" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "حصيلة" العربية مثل الكلمة "hasil" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "مصيبة" العربية مثل الكلمة "musibah" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "فصل" العربية مثل الكلمة "pasal" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "نصيب" العربية مثل الكلمة "nasib" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "فصيح" العربية مثل الكلمة "fasih" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "صفة" العربية مثل الكلمة "sifat" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "صبر" العربية مثل الكلمة "sabar" الإندونيسية

-         نطق الكلمة "قصة" العربية مثل الكلمة "kisah" الإندونيسية

نطق /ش/ العربية بين اللثوية والحنكية (الغارية) مثل /s / الإندونيسية اللثوية. ومثال ذلك:

-  نطق الكلمة "شريعة" العربية مثل الكلمة "sari’at" الإندونيسية.

-  نطق الكلمة "شرك" العربية مثل الكلمة "s(y)irik" الإندونيسية.

-  نطق الكلمة "عشاء" العربية مثل الكلمة "is(y)a" الإندونيسية.

-  نطق الكلمة "شيطان" العربية مثل الكلمة "setan" الإندونيسية.

-  نطق الكلمة "شكر" العربية مثل الكلمة "s(y)ukur" الإندونيسية.

 

نطق /ذ/ العربية بين الأسنانية مثل /z / الإندونيسية اللثوية. ومثال ذلك

-         نطق الكلمة "إذن" العربية مثل الكلمة "izin" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "مؤذن" العربية مثل الكلمة "muazin" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "عذر" العربية مثل الكلمة "uzur" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "ذوالحجة" العربية مثل الكلمة "zulhijjah" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "عذاب" العربية مثل الكلمة "azab" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "ذكر" العربية مثل الكلمة "zikir" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "ذكر" العربية مثل الكلمة "zakar" الإندونيسية.

 

نطق /ط/ العربية الذلقية الأسنانية اللثوية المجهورة مثل /t/ الإندونيسية اللثوية المهموسة. ومثال ذلك:

- نطق الكلمة "طاعة" العربية مثل الكلمة "taat" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "نقطة" العربية مثل الكلمة "noktah" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "سلطان" العربية مثل الكلمة "sultan" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قرطاس" العربية مثل الكلمة "kertas" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قطب" العربية مثل الكلمة "kutub" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "فطر" العربية مثل الكلمة "fitri" الإندونيسية.

 

نطق /ق/ العربية اللهوية مثل /k/ الإندونيسية الحنكية. ومثال ذلك:

-       نطق الكلمة "قرطاس" العربية مثل الكلمة "kertas" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قبر" العربية مثل الكلمة "kubur" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قبلة" العربية مثل الكلمة "kiblat" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "نقطة" العربية مثل الكلمة "noktah" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قصة" العربية مثل الكلمة "kisah" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قطب" العربية مثل الكلمة "kutub" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "فاسق" العربية مثل الكلمة "fasik" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "مقبول" العربية مثل الكلمة "makbul" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "خالق" العربية مثل الكلمة "khalik" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "مخلوق" العربية مثل الكلمة "makhluk" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قيامة" العربية مثل الكلمة "kiamat" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "قمر" العربية مثل الكلمة "komar" الإندونيسية.

 

نطق /ع/ العربية الصامتة مثل /a/ الإندونيسية الصائتة. ومثال ذلك:

- نطق الكلمة "علم" العربية مثل الكلمة "ilmu" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عليم" العربية مثل الكلمة "alim" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "علماء" العربية مثل الكلمة "ulama" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عالم" العربية مثل الكلمة "alam" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عمر" العربية مثل الكلمة "umur" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عمر" العربية مثل الكلمة "umar" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عرب" العربية مثل الكلمة "arab" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عيب" العربية مثل الكلمة "aib" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "علامة" العربية مثل الكلمة "alamat" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عموم" العربية مثل الكلمة "umum" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عبارة" العربية مثل الكلمة "ibarat" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عبادة" العربية مثل الكلمة "ibadah" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عشاء" العربية مثل الكلمة "isya’" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عذر" العربية مثل الكلمة "uzur" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عزيز" العربية مثل الكلمة "aziz" الإندونيسية.

- نطق الكلمة "عيد" العربية مثل الكلمة "id" الإندونيسية.

نطق /غ/ العربية الاحتكاكية مثل /g/ الإندونيسية الانفجارية. ومثال ذلك:

-         نطق الكلمة "غيب" العربية مثل الكلمة "gaib" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "مغرب" العربية مثل الكلمة "magrib" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "مبلغ" العربية مثل الكلمة "muballig" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "غفران" العربية مثل الكلمة "gufron" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "غفور" العربية مثل الكلمة "gofur" الإندونيسية.

 

نطق /ظ/ العربية بين الأسنانية مثل /z/ الإندونيسية اللثوية. ومثال ذلك:

-         نطق الكلمة "ظهر" العربية مثل الكلمة "zuhur" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "ظالم" العربية مثل الكلمة "zalim" الإندونيسية.

-         نطق الكلمة "عظيم" العربية مثل الكلمة "azim" الإندونيسية.

 

تدخل نحوي

ويعني هذا التدخل –كما سلف بيانه- أن ينقل الإندونيسي نظام النحو في لغته الإندونيسية في تركيب الجملة العربية. وهذا التدخل يظهر في عدة أشكال، منها ما يلي:

جمع فعلين متتابعين دون أن يفصل بينهما حرف. مثال ذلك:

-         أريد أرجع إلى البيت 

-         تريد تذهب الآن ؟

-         يريد يزورني هذا المساء

هذه الجمل الثلاث هي جمل عربية تخضع أجزائها لنظام النحو الإندونيسي الذي يسمح وضع فعلين متتابعين في جملة واحدة بدون حرف فاصل، كما يتضح مما تعنيه هذه الجمل الثلاث في اللغة الإندونيسية:

Saya mau pulang

Kamu mau pergi sekarang?

Ia mau mengunjungiku sore ini

 

تعدية "الأفعال المتعدية بالحروف" مباشرة، ومثال ذلك:

-         أنا احتاج مساعدتك

-         هي تشعر السعادة

-         التلاميذ يستمعون الأستاذ

-         اتصلته هاتفيا بالأمس

جاء هذا التدخل نتيجة للنقل السلبي لنظام الأفعال الإندونيسية إلى تركيب الجمل العربية. فالأفعال الثلاثة في تلك الجمل تقابل كلا منها كل من هذه الأفعال الإندونيسية " membutuhkan, merasa, mendengarkan, menelepon " التي لا تتعدى بحرف. فتأثر الإندونيسي بهذا النظام وطبق نظام هذه الأفعال الإندونيسية على نظائرها العربية فارتكبت هذه الأخطاء. 

تعدية "الأفعال المتعدية بنفسها" بالحروف، ومثال ذلك:

-         أريد أن أسأل إليك

-         أنا أحب إليك

الفعل "سأل" و "أحب" يعني في اللغة الإندونيسية "bertanya" و "cinta" وهما من الأفعال المتعدية بحروف حيث يتعدى الأول بـ "kepada" (إلى) والثاني بـ "pada" (إلى) فتأثر الإندونيسيون بهذا وارتكبوا هذا الخطأ النحوي.  

تعدية الأفعال بحروف غير مناسبة، ومثال ذلك:

- اللغة العربية تختلف مع اللغة الإندونيسية

- تعجبت مع فصاحته

- الكفار لا يؤمنون إلى الله

- هو ينضم مع مجموعة "ب"

- قلت إلى أحمد

- نزل القرآن في اللغة العربية

- تزوج أحمد مع عائشة

الفعل "اختلف" يتعدى بـ "عن"، و"تعجب" بـ "من"، و"آمن" بـ "ب"، و"انضم" بـ "إلى"، و"قال" بـ "ل"، و"نزل" بـ "ب"، و"تزوج" بـ "من"، أو "ب"، أو "على". ولكن الإندونيسي تأثر بالحروف التي تتعدى بها النظائر الإندونيسية لهذه الأفعال كما يتضح مما يلي:

-         "اختلف"  يقابله الفعل "berbeda" الذي يتعدى بـ "dengan" الذي يقابل الحرف "مع" في العربية. 

-         "التعجب"  يقابله الفعل "kagum" الذي يتعدى بـ "dengan" الذي يقابل الحرف "مع" في العربية. 

-         "آمن"  يقابله الفعل "percaya/beriman" الذي يتعدى بـ "kepada" الذي يقابل الحرف "إلى" في العربية. 

-         "انضم"  يقابله الفعل "bergabung" الذي يتعدى بـ "dengan" الذي يقابل الحرف "مع" في العربية. 

-         "قال"  يقابله الفعل "berkata" الذي يتعدى بـ "kepada" الذي يقابل الحرف "إلى" في العربية. 

-         "نزل"  يقابله الفعل "turun" الذي يتعدى بـ "dalam" الذي يقابل الحرف "في" في العربية. 

-         "تزوج"  يقابله الفعل "menikah/kawin" الذي يتعدى بـ "dengan" الذي يقابل الحرف "مع" في العربية. 

5. وضع الفعل بعد الظرف مباشرة دون أن يفصل بينهما حرف، مثال ذلك:

- تزوجت بعد تخرجت من الجامعة.

- قبل نرجع نأكل أولا.

يمكن في نظام النحو الإندونيسي وضع الظرف والفعل متتابعين في جملة واحدة بدون حرف فاصل بينهما، مثل:

Sebelum membaca qur’an kita berwudlu dulu

Setelah menyelesaikan studi dia mencari kerja.

    هذا يعد في نظام النحو العربي مخالفة للقاعدة. فعندما طبق الإندونيسي هذا النظام في جملة عربية وقع في مثل هذه الخطأ.  

6. تطبيق خاطئ لنظام العدد والمعدود، مثال ذلك:

- اشتريت ثلاثة قلم

- اشتريت ثلاثة سيارات

            من أهم ما يختلف به نظام العدد والمعدود في اللغة الإندونيسية عن نظيره في اللغة العربية أن المعدود مفرد دائما وأن العدد لا يتقيد بالمعدود تأنيثا وتذكيرا، كما يتضح مما تعنيه الجملتان في اللغة الإندونيسية:

Saya membeli tiga buah pensil

Saya membeli tiga buah mobil

ولما تأثر الإندونيسي بهذا النظام وطبقه في جملة عربية وقع هذا التدخل.

 

تدخل دلالي

ومن أبرز وجوه التدخل الدلالي أن يفهم الإندونيسي الكلمات العربية ويستخدمها حسب دلالاتها السائدة في اللغة الإندونيسية، مما يعني أن هذا التدخل وقع غالبا في الكلمات العربية المقترضة في اللغة الإندونيسية. ومثال ذلك:

- هذا شيء لازم                       (يعني: شيء عادي)

- أعطني علامتك                      (يعني: عنوانك)

- أنا طالب المدرسة الثانوية           (يعني: المدرسة المتوسطة)

- أنا طالب المدرسة العالية            (يعني: المدرسة الثانوية)

- هو رجل تواضع وصبر             (يعني: متواضع وصابر)

- أبوه علماء كبير                     (يعني: عليم)

- أبوه عليم نراه دائما في المسجد     (يعني: أهل العبادة)

هذه الكلمات العربية قد تغيرت دلالاتها بعد اقتراضها إلى اللغة الإندونيسية على النحو التالي:

- "لازم"                       =      "biasa" (بمعنى عادي)                   

- "علامة"                      =       “alamat” (بمعنى عنوان)

- "المدرسة الثانوية"           =      “madrasah tsanawiyah” (بمعنى مدرسة متوسطة)

- "المدرسة العالية"            =      “madrasah aliyah” (بمعنى مدرسة ثانوية)

- "تواضع"                       =      “tawadhu’ (بمعنى متواضع: تحول معناه إلى صفة)

- "صبر"                           =      “sabar”  (بمعنى صابر: تحول معناه إلى صفة)

- "علماء"                          =      “ulama” (بمعنى عليم: تحول معناه إلى مفرد)

- "عليم"                       =      "”alim (بمعنى أهل العبادة)

وجاء هذا التدخل نتيجة استخدام هذه الكلمات العربية بدلالات نظائرها المقترضة في اللغة الإندونيسية.

 

تدخل حركي

التدخل الحركي –كما سبق ذكره- نوع من أنواع التدخل المعلغوي ويحدث عندما يستخدم الإندونيسي –وهو يتحدث باللغة العربية- الحركات والإشارات التي يعتاد عليها عندما يتكلم اللغة الإندونيسية. ومثال ذلك:

- إلقاء السلام المصاحب بإخضاع البدن.

- إلقاء السلام المصاحب بتقبيل اليد.

إخضاع البدن وتقبيل اليد من الحركات التي اعتاد عليها الإندونيسيون عند إلقائهم السلام، ومثل هذه الحركات غير مألوفة عند العرب.

 

تدخل ثقافي

ثمة علاقة تداخلية غنية عن البيان بين اللغة وثقافتها فلا يمكن تعلم لغة مع تجاهل ثقافتها إذا شكل أحدهما جزءا لا يتجزأ من الآخر. لذا قد ينقل الإندونيسي ثقافة لغته عندما يستخدم اللغة العربية مما يؤدي إلى التدخل الثقافي. ومن ذلك جمل آتية:

-  ما اسم زوجتك؟ كيف حالها؟ هل حملت؟

(السؤال عن أزواج الآخرين شيء عادي في الثقافة الإندونيسية ولكنه عيب في الثقافة العربية).

-  من العائدين والفائزين

(هذه التهنئة يرددها الإندونيسيون فيما بينهم أيام العيد وقد أصبح من ثقافتهم، ولكنها غير مألوفة لدى العرب).

-  هذا أخي، هو عازب، لم يشعر بجنة الدنيا.

(جنة الدنيا عبارة عن العلاقة الزوجية لدى الإندونيسيين، ولكنها غير مألوفة لدى العرب).

-  الأستاذ يأكل التلميذة

(هذا التعبير شائع لدى الإندونيسيين ويوجهونه إلى من تزوج بإحدى طالباته، وهذا تعبير غريب لدى العرب).

 

تدخل أسلوبي

وهو ما يشبه ترجمة حرفية للتعبيرات الإندونيسية التي تخالف سمات التراكيب والأساليب العربية، ومثال ذلك:

-  أنا لا أحب أبي، قليل قليل غضب، أخرج ليل لا يجوز (أنا لا أحب أبي لأنه سريع الغضب ولا يسمح لي أن أخرج ليلا).

-  بعد خلاص رمضان نعود إلى المدينة (بعد رمضان نعود إلى المدينية).

-  ماجستير فقط صعب، كيف الدكتوراة (يشكل علي تحضير الماجستير فكيف الدكتوراة). 

-  في قريتي كثير مساجد ولكن صغير صغير (في قريتي مساجد كثيرة إلا أنها صغيرة).

ووقع بعض الإندونيسيين في مثل هذا التدخل في المراحل الأولى من تعلمهم اللغة العربية عندما اضطروا إلى التحدث باللغة العربية بينما لم يكن لديهم ما يكفي من المعرفة اللغوية.

 

الخاتمة

        اتضح مما سبق بيانه أن تدخل اللغة الإندونيسية في اللغة العربية يكاد يغطي كل الجوانب اللغوية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود الفجوة الكبيرة والاختلاف الشاسع بين أنظمة اللغة الإندونيسية واللغة العربية، كما يدل على ضعف محاولة تذليل هذه الفجوة من قبل المعنيين بتعلم اللغة العربية وفي مقدمتهم المعلمون.

        وأوصى الباحث باتخاذ خطوات تعليمية تعلمية فعالة تذليلا لهذه الظاهرة من خلال تركيز العملية التعليمية التعلمية على مناطق التدخل لغوية كانت أم معلغوية.    

 

 

 

المراجع

عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي، النظربات اللغوية والنفسية وتعليم اللغة العربية، مكتبة الملك الفهد الوطنية، 1999م.

 عثمان (أبو الفتح) ابن جني، الخصائص، تحقيق: محمد على النجار، ط1، دار الكتب المصرية، 1956م، ص:1052.

 عمر الصديق عبد الله، تحليل الأخطاء اللغوية التحريرية لدى طلاب معهد الخرطوم الدولي للغة العربية الناطقين باللغات الأخرى، معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، 2000م.

 محمد علي الخولي، الحياة مع لغتين: الثنائية اللغوية، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الأردن، 2002م.

 

___________،مدخل إلى علم اللغة، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الأردن، 1993م.

 

 

Jack C Richard, A Non-Contrastive Approach to Error Analysis, Jack C.Richard (Ed)  Error Analysis Perspectives on Second Language Acquisition, Longman, 1974.

 

Larry Selinker, Language Transfer, Susan M.Gass and Larry Selinker (ed.), Language in Language Lerning, 1983.

(البراء) لتعليم اللغة العربية للناطقين بها ولغير الناطقين بها ِAl-Baraa For Teaching Arabic

sabaraa
* هذا الموقع يهتم باللغة العربية و تعليمها للناطقين بها ولغير الناطقين بها للكبار والصغار، كما يهتم بالباحثين في اللغة العربية وعلومها ناهيك عن تعليم العربية لغير الناطقين بها. * يمكنك من خلال هذا  الموقع استخدام اللغة العربية في أنشطة تفاعلية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,748