وسائل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
د. نصرالدين إدريس جوهر
(جامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية – إندونيسيا)
1. مفهوم الوسائل
يقصد بالوسائل التعليمية "كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم، وتوضيح معاني الكلمات وشرح الأفكار وتدريب الدارسين على المهارات وإكسابهم العادات وتنمية الاتجاهات وغرس القيم، دون الاعتماد الأساسي من جانب المعلم على استخدام الألفاظ والرموز والأرقام".
2. أهمية الوسائل التعليمية:
تكمن أهمية الوسائل التعليمية في كونها مخاطبة لحواس الإنسان، والحواس هي المنافذ الطبيعية للتعلم، ويرى بعض المربين أنه يجب أن يوضع كل شيئ أمام الحواس كلما كان ذلك ممكنا إذ إن المعرفة دائما تبدأ من الحواس. ولذلك دعا المنشغلون في مجال التعليم إلى استخدام الوسائل التوضيحية، لأنها ترهق الحواس وتوقظها وتعينها على أن تؤدي وظيفتها في أن تكون أبوابًا للمعرفة.
وتتمثل أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم في تأثيرها الفعال على العناصر الرئيسة الثلاثة من عناصر العملية التعليمية التعلمية وهي: المعلم، والمتعلم، والمادة التعليمية، كما يتلخص في الآتي:
أ. أهميتها للمعلم:
يساعد استخدام الوسائل التعليمية المعلم في عملية التعليم على الأمور التالية:
1. تساعده على رفع درجة كفايته المهنية، واستعداده.
2. تغير دوره من الناقل والملقن إلى دور المخطط، والمنفذ، والمقوم للتعليم.
3. تساعده على حسن عرض المادة، وتقويمها، والتحكم بها.
4. تمكنه من استغلال كل الوقت المتاح بشكل أفضل.
5. نوفّر وقته وجهده المبذولين في تحضير المواقف التعليمية وإعدادها.
6. تساعده في إثارة دافعية طلابه.
7. تساعده على التغلب على حدود الزمن والمكان في حجرة الدراسة، وذلك من خلال عرض بعض الوسائل عن ظواهر وقعت في زمن فات أو في مكان بعيد.
ب. أهميتها للمتعلم:
وتكمن أهمية الوسائل التعليمية للمتعلم من خلال الآتي:
1. تنمي في المتعلم حب الاستطلاع، وترغبه في التعلم.
2. تقوي العلاقة بينه وبين المعلم، وبينه وبين زملائه.
3. توسع مجال الخبرات التي يمر بها.
4. تزيد ثروته اللفظية سواء كانت عن المحسوس أم عن المجرد.
5. تسهم في تكوين اتجاهات مرغوب فيها.
6. تشجعه على المشاركة والتفاعل مع المواقف الصفية المختلفة.
7. تثير اهتمامه وتشوقه إلى التعلم.
8. توفر من وقته وجهده في التعلم.
أ. أهميتها للمادة التعليمية
أما أهمية الوسائل التعليمية للمادة التعليمية فتكمن في النقاط التالية:
1. تساعد على توصيل المعلومات، والمواقف، والاتجاهات، والمهارات المضمنة في المادة التعليمية إلى المتعلمين، وتساعدهم على إدراكها إدراكا متقاربا، وإن اختلف مستواهم.
2. تساعد على إبقاء المعلومات حية وذات صورة واضحة في ذهن المتعلم.
3. تبسيط المعلومات والأفكار وتوضيحها، وتساعد الطلاب على القيام بأداء المهارات كما هو مطلوب منهم.
وإلى جانب ذلك تكمن أهمية الوسائل التعليمية في الجوانب السيكولوجية التعليمية، وذلك لأن الوسائل التعليمية تستطيع أن توفر كل الشروط الأساسية التي –على حد ما يعتقده علماء علم النفس التربوي- تُحدث عملية التعلم بصورة أفضل عند توافرها، وهي:
1. يتشوق المتعلم للمادة التي يتعلمها، ويشارك كثيرا في العملية التعليمية التعلمية. والوسائل التعليمية تصمَّم لإثارة مشاركة المتعلم.
2. يمكن تطبيق ما يتم تعلمه في حجرة الدراسة في مواقف الحياة الواقعية. والوسائل التعليمية تنقل المتعلمين إلى ما هو قريب من الحياة الواقعية، أو تنقل العالم الخارجي إلى داخل الصف.
3. المواد تقدم في أصغر وحدة ممكنة حتى يتمكن المتعلم من متابعتها واستيعابها. والوسائل التعليمية مثل التلفيزيون، والأفلام، والمعامل اللغوية، تصمم في ضوء هذا المبدأ.
4. المواقف التعليمية منظمة حتى يتمكن كل طالب من التعلم وفقا لمستواه. المتعلم "البطيئ" تقدَّم له التدريبات السهلة، بينما تقدم للمتعلم الأكثر تقدما التدريبات المتقدمة. والوسائل التعليمية التي لا تعرض على الشاشة مثل جهاز التسجيل، والبطاقات، ونصوص القراءة المتدرجة، تصمم للتعلم الذاتي وتستخدم بشكل يمكن كل متلعم من اختيار ما يناسبه في التعلم.
5. يعرف المتعلم دائما هل هو يصيب أم يخطئ، ويتلقى التشجيع حين يصوب. وفي التدريبات المختبرية تعطى الإجابة الصحيحة بعد أن يأتي كل الطلاب بإجاباتهم.
3. أنواع الوسائل التعليمية
تنقسم الوسائل التعليمية من حيث الحواس التي تعتمد عليها إلى الوسائل السمعية (Audio Aids)، والوسائل البصرية (Visual Aids)، والوسائل السمعية البصرية (Audio-visual Aids). وتنقسم من حيث طريقة عرضها أو استخدامها في عملية التعليم إلى الوسائل التي تعرض بواسطة جهاز العرض (Projected aids) والتي لا تعرض بواسطة جهاز العرض (Non-Projected aids).
أما في مجال تعليم اللغات الأجنبية بما فيها اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية فتنقسم الوسائل التعليمية حسب المهارات اللغوية التي تستخدم هذه الوسائل في تعليمها، وهي: الوسائل التعليمية لتدريس الاستماع (Listening Aids)، والوسائل التعليمية لتدريس الكلام (Speaking Aids)، والوسائل التعليمية لتدريس القراءة (Reading Aids)، والوسائل التعليمية لتدريس الكتابة (Writing Aids).
وفيما يلي الوسائل التعليمية التي تستخدم في تعليم كل من هذه المهارات اللغوية الأربع:
أ. الوسائل التعليمية لتدريس مهارة الاستماع، وأهمها ما يلي:
1. جهاز الأسطوانات (الحاكى).
2. جهاز التسجيل والأشرطة.
3. الراديو.
4. المحادثة الهاتفية.
هذه الوسائل، وغيرها من وسائل تدريس الاستماع، تستخدم لتحقيق الأهداف التالية:
1. التعرف على أصوات اللغة الأجنبية.
2. التفريق بين هذه الأصوات وحل رموزها.
3. التوصل إلى المعنى الذى يهدف إليه المتعلم.
ب. الوسائل التعليمية لتدريس مهارة الكلام، وأهمها ما يلي:
1. اللوحات الوبرية: وتستخدم لتدريب الطلاب على النطق والكلام.
2. الأفلام الثابتة: وتستخدم في عرض منظم لسلسة من الاطارات أوالصور التي تعين الطلاب على التعبير عن التتابع الزمني للقصة، كما تستخدم كمثيرات لبعض العبارات والجمل.
3. مختبر اللغة: ويستخدم لتدريب الطلاب على تطبيق وممارسة ما سبق أن تعلموه في الصف من والتلفظ، والمفردات، والتراكيب اللغوية، والجوانب الحضارية للغة. كما يستخدم لتقديم التدريبات النمطية والتدريبات السمعية الشفوية التي تتطلب كثرة التكرار، بهدف تزويد الطالب بما يمكنه من التعبير الصحيح عن نفسه والتغلب على الحاجز النفسي عند التعامل مع أهل اللغة.
ت. الوسائل التعليمية لتدريس مهارة القراءة، وأهمها ما يلي:
1. البطاقات الومضية (Falsh-Cards): وتستخدم لمساعدة الطلاب على قراءة الكلمات، أوالتعبيرات، أو الجمل بدون تجريدها إلى المقاطع والحروف. كما تستخدم لإنماء ثروة المفردات، وممارسة بعض القواعد النحوية.
2. بطاقات القراءة (Reading Cards): وهي أقل حجما من البطاقات الومضية، وتستخدم للتدريب على القراءة الاطلاعية والاستيعاب.
3. معامل القراءة (Reading Laboratories): وهي مواد تعليمية متدرجة حسب مستوى الصعوبة، وتصمم خصيصا لمساعدة المتعلم في تطوير مهارته في القراءة من مرحلة إلى أخرى وفقا لما لديه من القدرة.
4. الاستمارات (Forms): منها الجداول التي تبين مواعيد الطائرات، والقطارات، أو الاستمارات التي تستخدم لطلب العمل، أو لطلب الجنسية، أو جواز السفر، أو التأشيرة. وهذه الوسائل تدرب الطلاب على استيعاب المعلومات.
ث. الوسائل التعليمية لتدريس مهارة الكتابة، أهمها ما يلي:
1. الشرائط الصوتية المسجلة التي يستمع إليها الدارس ثم يكتب ما تمليه عليه.
2. الكلمات المتقاطعة التي تعين الدارس على معرفة معانى الكلمات وطريقة هجائها.
3. الأفلام السينمائية, وبرامج الإذاعة، والتلفيزيون التي تزود الدارس بالأفكار والمعلومات التي تلزمه في كتابة موضوعات الإنشاء والمحادثة.
4. الجرائد والمجلات (Newspapers and Magazines): وهي وسيلة تعليمية مفيدة في تعزيز التعلم وتزويد المتعلم بتقنية الكتابة ومضمونها.
4. معايير اختيار الوسائل التعليمية
بما أن تعليم أية مهارة لغوية يمكن أن يستعين بوسائل مختلفة فعلى المعلم أن يختار من هذه الوسائل ما يناسبه ويناسب الموقف التعليمي الذى يجد نفسه فيه، وذلك في ضوء المعايير الآتية:
أ. مدى ملاءمة الوسيلة لخصائص المتعلمين: ويقصد بذلك أن على الوسيلة أن تربط في محتواها وأنشطتها بفكر التلاميذ وخبراتهم السابقة، وأن تناسب قدراتهم على الإدراك.
ب. تعبيرها عن الرسائل المراد نقلها، وصلة محتواها بالموضوع: ويقصد بذلك أن على الوسيلة ومحتواها أن تتناسب مع موضوع المادة الدراسية.
ت. ارتباطها بالمنهج: ويقصد بذلك أن تلبي وتلائم محتوى المنهج، وأنشطته، وطريقة التدريس، وتحقيق الأهداف التعليمية.
ث. المعيار الخاص بالخصائص الفنية للوسيلة التعليمية، وهي:
1. وضوح الوسيلة، صوتية كانت أم كتابية، أو مشتركة.
2. دقتها العلمية ومدى مطابقتها للواقع.
3. التنظيم والتنسيق والحس الجمالي فيها.
4. الأمان: فعرض صورة عن الأفعى أكثر أمانا من عرض الأفعي حية.
5. سهولة استخدامها، وقلة التكاليف.
6. مناسبتها لمدة العرض.
7. بساطتها.
8. خالية من التشويس والدعاية.
ج. أن تعمل الوسيلة على جذب انتباه الطلاب وتثير اهتمامهم.
ح. أن تضيف الوسيلة شيئا جديدا إلى ما ورد في الكتاب المدرسي.
______________
المراجع
عبد المجيد سيد أحمد منصور، سيكولوجية الوسائل التعليمية ووسائل تدريس اللغة العربية، ط1، دار المعارف، القاهرة، 1401هـ/1981م
عبد العليم إبراهيم، الموجه الفني لمدرس اللغة العربية، دار المعارف بمصر، القاهرة، ص: 432.
محمد محمود الحيلة، تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، ط2، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 1421هـ/2000م
على القاسمي، مختبر اللغة، ط1، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 1390هـ/1970م
ماجدة السيد عبيد، تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، 1421هـ/2001م
Edward M.Stack, The Language Laboratory and Modern Language Teaching, Third Edition, Oxford University Press, London, 1971
Salah A El-Araby, Audio-Visual Aids for Teaching English: An Introduction to Material and Methods, Longman, 1974
نشرت فى 6 يونيو 2015
بواسطة sabaraa
(البراء) لتعليم اللغة العربية للناطقين بها ولغير الناطقين بها ِAl-Baraa For Teaching Arabic
* هذا الموقع يهتم باللغة العربية و تعليمها للناطقين بها ولغير الناطقين بها للكبار والصغار، كما يهتم بالباحثين في اللغة العربية وعلومها ناهيك عن تعليم العربية لغير الناطقين بها. * يمكنك من خلال هذا الموقع استخدام اللغة العربية في أنشطة تفاعلية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
21,741