المركز السابع مكرر شهرزاد مديلة ... الجزائر عن قصتها فى المقبرة
فِي اَلْمَقْبَرَةِ (قصة )
أُسْرَةٌ.. بِأكْمَلِها.. قَضَتْ لَيْلَةً وَاحِدَةً. لَسْتُ أَدْرِي مَا الَّذِي دَفَعَنِي، رُبَّمَا هَوْلُ اَلْمَجَازِرِ، أَوْ فُرْصَةُ إطْفَاءِ جَمْرَةِ الشَّوْقِ، نَوْعٌ مِنَ التَّوَاصُلِ. تَجَمَّعَتِ النِّسْوَةُ حَوْلَ اَلْقُبُورِ يَتَقاسَمْنَ تَفَاصِيلَ اَلْمَذْبَحَة. هِيَ كَانَتْ....أَو هكذا أَحْسَسْتُهَا، عُنْوَانًا وَاضِحًا يَعْلُوهَا فِي كِبَرٍ ثَابِتَةَ الخُطَى، رَاحَتْ تَتَنَقَلُ بَيْنَ شَطْرَي المقبرة، غَائِبِةً عَنَّا مُنْهَمِكَةً فِي أَدَاءِ حَرَكَاتٍ بَدَتْ طُقُوسَ عِبَادَاتٍ. اسْتَقر بِهَا الطَّوَافُ عِنْدَ قَبْرَيْنِ مُتَجَاوِرَيْنِ... انْتَفَضَتْ وَاقِفَةً. أَسْئِلَةً خَلَطَتْ كُلَّ أَحَاسِيسِي. هَبَّتْ أَعْضَائِي دَفْعَةً وَاحِدَةً، لَحِقْتُ بِهَا، فَمُهَا تَنْبَعِثُ مِنْهُ رَائِحَةَ المِسْكِ المُعْبَقَة لِحَكَايَاتِ الشُّهَدَاءِ. قَالَتْ : هَلْ تَرَيْنَ... ضَفَائِرِي ؟ ذِكْرَى بِعُمْرِهَا ، كَانَ يَعْبَثُ بِهَا عِنْدَمَا يُلْقِي رَأسَهُ فِي حِجْرِي. مَاتَ فِي زِنْزَانَاتِ التَّعْذِيبِ . يُرِيدُ أَنْ يَلْقَانِي طَاهِرَةً ، طَلَبَ مْنِّي أَنْ اَغْتَسِلَ ، جَلَسَ قُرْبِي ، أُعَانِقُهُ شَوْقًا أُلَثِّمُ رَقَبَتَهُ ، اَسْتَنْشِقُ رَائِحَةَ حَلِيبِي عَلَيْهَا ، وَأَفَقْتُ مِنْ حُلْمِي ، لَمْ يَمْضِ يَوْمٌ حَتَّى لَحِقَ بِهِ أَخُوهُ ، وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى صَدْرِي ، سَمِعْتُهُ يُوصِينِي بِالصَّبْرِ ، احْتَسَبْتُهُ شَهِيدًا، تَمَنَيْتُ أَنْ أَقْتَلِعَ مِنْ ذَاكِرَتِهَا الجُثَثَ المَغْرُوسَةَ، أَسْرِقُ شَيْئًا مِنَ الصَّبْرِ.