المركز الخامس عشر عبدالله عبدالمنعم ... مصر عن قصته معاناة
معاناة
جلس الوالد حزينا شريد الفكر وكأنه يحمل فوق رأسه جبالا من الهموم .. بعد أن ظن أنه قد أدي مهمته في الحياة من تربية الأولاد والبنات أفضل تربية وتعليمهم أحسن تعليم وكل منهم قد اعتمد على نفسه وشق طريقه وتزوجوا جميعا ..
وما زاد همه أكثر ابنته الصغرى والتي تزوجت حديثا والتي جاءت إلى بيت أبيها غاضبة من زوجها الذي يتهمها مع أحد الجيران والذي يقول أن الجيران رأوه أكثر من مرة يخرج من شقته أثناء وجوده في عمله مما أغضب الوالد وجعله يثور هو وأبناؤه على زوج ابنتهم وكاد الأمر أن يتطور إلى معركة بين العائلتين لكن الله سلم.
وفي يوم من الأيام جاءه أحد أصدقائه في زيارة وكان رجلا حكيما ذو نظرة ثاقبة وعقل راجح وخبرة كبيرة في الحياة فسأله مالي أراك مهموما فحكى له القصة كاملة وهو يحكي ظاهر على وجهه علامات الغضب ويريد أن ينتقم من زوج ابنته فقال له الرجل قد تكون مخطئا في حكمك عليه فقد يكون محقا فاشتاط غضبا أكثر
فقال له الرجل الحكيم أريد أن أجلس مع ابنتك وحدنا وأحضر لي جهاز تسجل وكاسيت دون أن تعرف وأرجو أن تحافظ على هدؤك وترضى بالأمر الواقع مهما كان .. فرضى الرجل على مضض وهو غير مقتنع بما يحدث.
دخلت الإبنة على الرجل الحكيم وسلمت وجلست وخرج والدها بعد أن قام بتشغيل جهاز التسجيل كما أمر الرجل الحكيم وبدأ الرجل يُحدثها ويطمئنها ويسألها أن تحكي له كل ما حدث بالتفصيل دون أي حرج ولا تخبي شيئا مهما كان ولن يعلم أحد بما دار بينهما من حوار.
اطمئنت الإبنة وبدأت تحكي له كل شئ من البداية حتى النهاية وهو يستمع لها ولا يقاطعها حتى انتهت فقال لها اخرجي يا ابنتي وأرسلي لي أباكي ولا تحكي لأحد أبدا ما حدث مرة أخرى
دخل الوالد وهو ينتظر النتيجة فقال له أحضر جهاز التسجيل وشغله ولكن لا تنطق بكلمة واحدة بعدها ونفذ ما سأحكم به فقط .. استمع الوالد إلى التسجيل مصدوما مندهشا لا يكاد يُصدق ما حدث أبدا
قال له الرجل الحكيم هل استمعت جيدا ؟ ألم أقل لك أن زوجها قد يكون محقا ؟! والرجل يسمع ولا يتكلم .. وبعد سكوت طويل قال الوالد وماذا أفعل الآن في رأيك؟!
قال له الحكيم ابنتك مظلومة وزوجها معذور وضع نفسك مكانه قد تفعل ما لا تتوقع فِعله أرى أن تعود إلى زوجها في هدوء مع تغيير محل السكن ويسكنوا في مكان آخر وعفا الله عمَّا سلف.
