وجاء في رواية طقوس العبث
عشت وعروسي أيام شهر العسل في احتفال متواصل بالحب والحياة.
عروسة شابة عليك أن تقرأ همسها وتنصت لدقات قلبها، وتتعلم من
أنفاسها وعطرها معاني الحب. قلت في نفسي وأنا على يقين بأن ال زواج رحلة
طويلة مع شريك عمر تتمناه طويلاً وهو أقصر مما تتصور. كرست أوقاتي
للاستمتاع ببهاء زوجتي الشهية النظرة. كانت أنفاسها الزكية تملأ دنياي
جمالاً وعشق اً. اقتنعت بأن القلوب متقلبة وهي تظل دائم اً وأبد اً على
استعداد لركوب مغامرة الحب مهما كانت الظروف.
استيقظت في عز الليل وزوجتي في الفراش نائمة كطفلة صغ يرة متوردة
الوجنتين. كانت لدي رغبة في سيجارة، ولو أنني لم أكن أحب التدخين في
البيت، خاصة في غرفة نومي. استرقت النظر إلى وجه جميلة فوجدته
متوهج اً في الظلام كاللؤلؤ النادر. أشعلت ضوء المصباح فتجلى وجه خديجة
مشرق اً. وانتابني شعور غريب بأن حبي لزوجتي غير سليم، لأن فيه الكثير
من أطلال حبي القديم الذي لا يزال يرقد في جوارحي. رفعت جميلة عينيها
إلي ثم أغمضتهما وهي تقول:
الضوء يا حبيبي.
نامي حبيبتي. همست بصوت خافت وأنا أضغط على الزر الكهربائي.
وثبت إلى ذهني فكرة جنونية وهي أن أبوح بما يضغط على صدري
وقلبي وأنفاسي، وأصارحها وأخبرها أنها وحبيبتي خديجة صورة طبق الأصل.
ازدردت ريقي في توتر وعصبية وهياج نفسي مروع، وغادرت فراشي إلى
النافذة. أشعلت سيجارتي بعصبية.