محمد عساف
بقلم الدكتور داود فلنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداية فأنا لست ضد محمد عساف أو نجاحه أو مؤيديه ، إنما تهويل وتضخيم الامور الذي وصل لدرجة هستيرية كشف عن ضعف حقيقي للإنسان والقيادة الفلسطينية أمام الإسرائيلي ، والتي فشلت في تحقيق اي شيء يذكر على كافة المستويات والأصعدة عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا حتى بات الإنسان الفلسطيني مفرغ داخليا. فإشغال الناس بتوافه الأمور ، ودرجة الخذلان الكبيرة التي وصل إليها الناس حتى بات الفوز بأغنية يسمى انتصارا لكثرة الهزائم التي لحقت وما زالت على أرض الواقع ، لدرجة تحقير الفكر الفلسطيني وتقزيمه إلى أدنى مستوياته .وأعتقد أن ما يحصل هو مجرد هروب من هذا الواقع لخلق نصر أبعد ما يكون عن واقع فلسطين التي لم تعرف احتفالات يوما غير أعراس الشهداء التي كانت تزفهم. وإن هذا دل على شيء فإنما يدل على الإفلاس السياسي وحالة الركود الفكري والشعبي الفلسطيني التي باتت في انحدار متواصل في ظل عدم وجود رؤية واستراتيجية للمستقبل والتعامل مع المتغيرات الحاصلة داخليا وخارجيا فما الفائدة من وزارات و وزراء جدد في كل حين في ظل إطار لا يتغير فيه سوى الأسماء لتثبت فشلها مرة تلو الأخرى . ومفاوضات أفشل من الفشل نفسه، لن أنغص عليكم الفرحة ولكن أذكركم بمراجعة أخبار الاستيطان وتهويد القدس في الشهريين السابقين ، فيما كان الكل غارق في شاشات التلفزيون ، زادت إسرائيل وتيرة البناء في المستوطنات حيث بلغت 60 % من الأيام الاعتيادية وهدم المنازل في منطقة القدس إلى سرعة قياسية حيث كانت إسرائيل تسابق الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض في ظل تغييب الشعب الفلسطيني عن ساحات المواجهة والاستعداد إلى ساحات الرقص والغناء ، بالإضافة إلى المخططات الجديدة أسفل المسجد الأقصى والتي أراهن أن الكثير لم يسمع عنها.....إن سياسة إسرائيل ومنذ تأسيسها عمدت إلى حرف بوصلة الفلسطينيين وإشغالهم عن قضيتهم بالتدريج فمن 48 إلى 67 إلى كنتونات الضفة الغربية ومن دولة إلى عضو مراقب إلى لقمة الخبز حتى وصل الامر إلى إشباع جوع الشعب بالأغاني والرقص...فهل حقاً بقي لدى الفلسطينيين ما يتنازلون عنه ..؟
ويبقى الملف الأخطر والشائك ملف المعتقلين والذين ضحكوا علينا - رغم فرحتنا لمن خرج - بإخراج عددا لا يذكر مقارنة بمن بقي خلف القضبان اذ ما زال عدد الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال يبلغ 4660 أسيرا وأسيرة يقبعون في 17 سجنا ومعسكرا ومركز توقيف داخل الأراضي المحتلة عام 1948، أبرزها نفحة ، ريمون ، شطة ، جلبوع ، ايشل ، عسقلان ، هشارون ، هداريم ، الرملة ، النقب ، عوفر ومجدو من بينهم 3822 أسيرا من الضفة المحتلة، و449 أسيرا من قطاع غزة، و152 أسي را من القدس المحتلة، و206 أسرى من مناطق 1948، و31 أسيرا من العرب.
كما أن 528 أسيرا يقصون أحكاما بالسجن المؤبد، و449 أسيرا يقضون أكثر من عشرين عاما أقدمهم الأسير الفلسطيني كريم يونس، ويوجد 466 أسيرا يقضون ما بين 15 – 20 سنة، و678 أسيرا يقضون ما بين 10 – 15 سنة.

وأهم التحديات التي تواجه الأسرى في سجون الاحتلال هي: الإهمال الطبي المتعمد الذي يواجهه ما يزيد عن 1200 أسير حيث لا يقدم العلاج لهم اللازم، وتتفاقم الأمراض الخبيثة والصعبة في أجسادهم، وأصبحت بعض الحالات في حالة خطيرة للغاية.
كل هذا يجري ونحن نائمون والتراب أصبح أغلى من أن يسد به أحد رمقه .. والتبن أصبح مرتفع السعر لدرجة أنه لا يستطيع اقتناؤه إلا علية القوم . إن رأيتم إنساناً ياكل ترابا فهو لص يحاول أن يأكل من تراب الوطن قبل أن يحوله أحدهم إلى مخطط تصبح لقمة التراب فيه أغلى من الكافيار ! ويسخر القدر من زمان تبدّلت فيه موازين الأمور ، عندما يُولّى السّفهاء على أمور النّاس ، ويبتسم القدر ساخراً مقهوراً ، عندما يُقال للعلماء الحكماء ، ابتعدوا فهنا ليس مكانكم ، زمن يُصدّق فيه الكاذب ، ويُكذّب فيه الصادق ، يؤتمن الخائن ، ويخوّن الأمين ، زمن تنقلب فيه الأمور ، رأساً على عقب وها نحن اليوم نعيش تفاصيل هذا الزمان ، عندما يأخذ أحدهم مكانك في عمل ما ، مع العلم أنّه لم يصل إلى المستوى الذّي وصلت إليه من العلم ، لكن لأن السيادة للواسطة والمحسوبيّة ، ستكون هذه النتيجة الّتي ستوصل الوطن فيما بعد إلى ما لا تُحمد عُقباه ، ونشكو الفساد بعد حين . الغرب ليسوا أذكى من العرب لكن الغرب فكّروا كيف سيصنعون من الإنسان الفاشل ناجحا ، إلا ان العرب لا يُفكّرون بالإنسان أساساً ، وإن فكّروا فإنّهم سيفكّرون كيف سيحبطون الإنسان الناجح المبدع ، كي يصبح فاشلاً ، وذلك لأنّ إبداع الناجحين من وجهة نظرهم ، يُشكّل تهديداً على مصالح من فرضوا استبدادهم على مقاليد الأمور هذا السبب الّذي جعل الغرب يسبقنا بما يزيد على 1000 عام ووصلو إلى زمن ما بعد الحضارة والنهضة ، وكم من ناجح في هذا الوطن دفن إبداعه ، قبل أن يدفن نفسه وهو على قيد الحياة .
لهذا سوف أدعم كثيرا فوز محمد عساف كي لا يُدفن في وطنه وهو على قيد الحياة ويكون قدوة لمن يريد النجاح بعيدا عن تعويق حكومة وطن فاسدة تعتمد على تزوير التاريخ والحقائق واسلوب الهمز واللمز وشخصنة القضايا لدى مسؤولينا ...واذ يعتبر البعض أن كلامي هذا جريئا ويحرض البعض على اعتقالي ...فلا أخشى الأعتقال من أية جهة كانت ...دون تسميات ...فأذا تكلمت عن وطن ...فلا يرعبني تهديدا أو وعيدا ...فاذا كان الوطن نفسه مغتالا ...! فكيف تنعدم الرجولة في وطن يغتال يوميا عشرات المرات ...! وربما أبحث عن مكونات وخامات بمواصفات صلاح الدين الأيوبي وسعد بن أبي وقاص وصدام حسين وياسر عرفات وجمال عبد الناصر وطارق بن زياد وابو عبيدة وغيرهم كثيرون ...فلا أمالت الريج الجبال ولا هزني زلزال في وطن كل ثانية يغتال .....!

qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 238 مشاهدة
نشرت فى 17 ديسمبر 2015 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

86,546