لقاكِ مُدامةٌ والْبُعْدُ رَمْسُ
فليلى شَهْدُها والثّغْرُ قيسُ
غزا سِحْرُ الْجمالِ شِغافَ قلْبي
أنا الظَّمْآنُ لا يرْويهِ كأسُ
سَفينةُ غُرْبَتي في الْبحْرِ تجْري
وطيفُكِ في ضِفافِ الْقلْبِ يرْسو
بكى قمَرُ الْوِصالِ فِراقَ ليلى
وعادَ إلى نُجُومِ السَّعْدِ نَحْسُ
وأنْتِ الْأمْسُ راقَ بِنبْضِ وجْدي
ويرْضيني لِوصْلِ الْيومِ خَلْسُ
وأنْتِ مِدادُ أشْعاري وفكْري
كفى أنْتِ الْيراعُ وأنْتِ طِرْسُ
لحاظُ عيونِها في القَلْبِ سَهْمٌ
بخدّيها زهورُ الشّوقِ غَرْسُ
كطيرِ خميلةٍ في الرّوضِ يلْهو
هديلُ رنيمِهِ في الرّوعِ هَمْسُ
متى ما الصّبْحُ عاتبَهُ نسيمٌ
يداعِبُ جيدُكِ الصّابي دِمَقْسُ
بدا لي منْكِ كمْ سنٍ ضَحوكٍ
إذا رقصَتْ على شفَتيكِ لُعْسُ
وأنْتِ الْبدْرُ بزّ نجومَ ليلي
وشعّتْ مِنْ سَما خدّيكِ شمْسُ
فلَمْ أدْمنْ سوى أنْخابِ جامٍ
سلافتُها طِلى شوقٍ وأُنْسُ
وكمْ حارتْ نهىً بجمالِ ليلى
وقدْ تاقتْ لهُ جنٌّ وإنْسُ