,,,,,, مـــــــقــــال ,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلم / عبدالمجيد الديّهي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, العلـــم وخرافات الأساطير ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
من الحقائق المسلم بها عقلانيا أننا كلما تعلمنا العلم صرنا أكثر 
تــواضــعاً لقيمة الأفكار والمبادئ التي رسمنا بها طريق السيـــر 
في درب الحياة لنعيش بين الناس أكثر إستعداداً .. لأن .. نرضي 
بالحد الأدني من السـعادة التي نبحث عنها بين معاني الكلمـات 
المدونة في بطون الكتب .. أو التي نجدها في ظلالالـمـــواقــف
التي نحياها علي ضفاف نهر السلوكيات التي .. تترك .. جانــب 
ولو صغيرمن الرضي .. والقبول .. في تعاملنا مع الآخرين .
والتعليم نـوع مـن أنـواع الثقافة .. غيـر أنه يمتاز بـمـــذيــــد من 
الإهتمام والتكثيف والتركيز حيث أنه مظهر من مظاهر الفكر الحر 
الغير تقليدي والذي لا يسمح بالمسلمات البديهية .. بديلاً ..عن 
العقل في مجالات البحث والدراسة والتحليل .. هـــذا وهــــــــو 
نوع من القيم الإيجابية التي لاتتعارض مع الأعراف الأخلاقـــيـــة
السائدة في المجتمعات ولاتتعارض مع ثوابت الدين وترتبط إرتباطاً 
وثيقاً مع الصالح العام للفرد والمجتمع .
ومن الحقائق العقلانية التي يجب أن نتحلي بها علميا معــرفـتنا 
المسبقة بمصداقية ونتائج ماقد يمكن أن نـقدم عليه من ..قـول 
أو فعل أو عمل .. إذ أن المرارة التي تلازم؛ذلك؛لاتبرح أن تحــدث 
جرحاً غائراً لا يندمل في الجدار الأسري للمجتمع الذي نعيــــش 
فيه حيث التنامي في الإعتراض علي الثوابت المستمدة مـــــن 
العقائد الدينية التي لا تقبل الشك لهـو باب من أبواب الـعـبــــث 
الفكري الغير مجدي والذي يفتح إنطلاقة تكاملية ؛ للحـريات دون 
ضوابط .
إذ يجب الإتجاه إلي تفسير السببية الغير مرئية التي ربـــطــــت 
أفرادالمجتمع بعري الرباط المقدس التي إستمدت وثائقها مــــن 
الثــوابت العقائدية لبعض .. الخرافات التي إرتدت ثوب الـدين في 
هذا الزمان ومنذ أكثر من ثماني مائة عام وبالتحديدفي عصــــــر 
زمن الدولة الفاطمية التي حكمت البـــــلاد وتركت موروثا ثقافيـا 
نجني ثمارة الآن ..حيث أن الخصائص البنيوية للمــجـتـمــــــعات 
الإسلامية التي دونتها الكتب تركت إرثاً ثقافيا في قلوب أهـــــل 
هذه البلاد إمـتـــدت من جيل إلي جيل وتعمقت جذورها تحـــت 
تراب أرض هذه المجتمعات ومن الواجب أن نعرف حــقـيـقـتــــها 
للوقوف علي فهم مدلولاتها .
حيث تمثل الحكاية الشعبية أو الحدوتة التي يحكيها الأجـــــداد 
للأباء .. والأحفاد شفاهة نوع من الخوارق والأساطير الخــرافية 
وتلك الحكايات دائما مرغوب سماعها حيث تحمل في طياتــــها 
دلالات إعتقادية متنوعة قد تلقي .. قبولاً ودعما وقد تلقي رفضا 
وتجريحاً ؛ هذا بخلاف ماتم نقلة من ممارسات شعبية تعكــــس 
مدي الحرص علي القيام بأعمال تخالف الشرع والدين ؛ وصارت 
عادة ؛ وأصبحت عبادة ؛ ومن يعترض تصب عليه اللعنات ومعظم 
الكتاب قد ذكروا ؛ بعضاً ؛ من هذه الممارسـات مـثـل الإحتفالات 
بالمولد النبوي وعمل؛الحلوي ؛ والعروسة والحصان ؛ وكذلك بناء
الأضرحة حول قبور الصالحين وإقامة الموالد لهم؛وتبخير المولود 
ووضع مقص حديد بجانبه حتي لايتم .. تبديله .. من أخته إللي 
تحت الأرض ؛ أو وضع المصحف بجانبه ؛ وعدم دخول الزوج علي 
زوجته وهو .. حالق .. ذقنه بعددخوله بها وكثير من مثل هــــذه 
الأمور التي يؤمن بها السواد الأعظم من الناس .
وحقيقة أن الذي دفعني لأن أخوض هذا المعترك؛هو هذا الواقع 
الأليم الذي نعيش فيه داخل قريتنا .. إسديمة .. من أعمــــــال 
محافظة الغربية .. حيث يـعـيش أهلها .. كغيرهم .. من أهـالي 
القري المصرية علي كثير من الـثـوابت الخـرافيةالمستمدة من 
وشائج الدين ومن تأؤيلات المتصوفة الغريبة والعجيبة حيث تتربع
علي مساحة صغيرة من الجانب الشرقي لأحد أركان المسجــد 
الجامع الكبيربالقرية .. حجرة صغيرة ؛ تعلوها قبة ضخمة ؛ فخمة 
كبيرة يقال أنه تم بناؤها منذ زمن ليس بالبعيد ؛يرقد ؛ تحت ظلها 
قبر؛يعلوه مقصورة من الخشب تتدلي علي جوانبها؛ستائر ؛ من 
الحرير الأخضر المكتوب عليه كلمات تظهر وتبين أن هذا هو؛ضريح 
القطب الصوفي الكبير أبي يزيد البسطامي .
والقرية لها شهرة واسعة بسبب وجود هـذا .. الضريح بها علي 
الرغم أن هناك تضارب عظيم في الأقوال عن حقيقة وجود موتي 
داخل هذا القبر حيث تشيع الحكايات العجيبة عن هذا .. الــرجل 
أبي يزيد البسطامي؛حيث يذكرأنه قد جاء من إحدي القري علي 
الحدود العراقية الفارسية لبلاد إيران الشيعيةالماجوسية وحـارب 
الكفار .. هنا .. في قريتنا .. إسديمة .. وكان يمتطي جـــــــواده
وكان من أشجع الفرسان ؛ يجيد الكر ؛ والفر ؛ في أرض المعركة 
وكانت له صولات وجولات في الميدان حتي جائته ضربة عظيمة 
من أحد خصومة في هذه المعركة قطعت منه حبل الوريد؛ وتعلقت 
رأسه علي صدره .. ولكنه أسندها بيده وراح .. يغالب .. المــوت 
ويحارب الكفار .. والمسلمون يتعجبون من فعله فراحوا يكبــــرون 
ويهللون .. ويقولون .. زيد .. زيد .. يا أبا يزيد .. وكل جمعه سوف 
نعمل لك .. عيد ؛ وكانت الدماء تتساقط من عنقه ؛ والمسلمون 
يعدون نقاط الدم .. واحد ؛ إثنين ؛ ثلاثة ؛ أربعة ؛ خمسة .. و .. و ..
وسقطتت تسعةوتسعون نقطة ؛ دم ؛ من أبي يزيد البسطامي .. 
وتقول الخرافة أنه لو سقطت النقطة؛المائة؛لتم نقل قبر الرسول 
الأعظم صلي الله عليه وسلم من المدينة المنورة إلي قـــــريتنا 
إسديمة .. بمصر المحروسة ؛ وكانت هذه الأساطير الخـــــرافية 
تستهوينا .. ونحن صبية صغار ؛ وكنا نـقـول في أنفسنا لماذا لم 
تسقط النقطة .. المائة .. من دماء أبي يزيد البسطامي لـيـتـم
نقل قبر الرسول إلي قريتنا؛هل المدينة المنورة أفضل من قريتنا 
وكانت هذه الجكايات تعمق في نفوسنا جذور مثل هذه الأساطير 
حيث كان يوم الجمعة من كل أسبوع يقام .. إحتفال كبير ؛ مثـل 
المولد تماماً حول المسجدالذي به هذاالضريح ؛ والناس يتوافدون 
ألفافاً .. ألفافاً ؛ من كل حدب وصوب ؛ من المدن ومن القري التي 
حولنا وكذلك القري البعيدة عن قريتنا ليشاركوا أهل القـــــــــرية 
فرحتهم بالإحتفال ويطوفون حول الضريح ويتمسحون بالستائــــر 
الحريرية الخضراء المعلقة فوق المقصورة الخشبية والتي يسكن 
ويرقد تحت ظلها .. قبر .. القطب الكبيرأبي يزيد البسطامي علي 
حد .. زعمهم .. ويقبلونها .. ويقبلون كل ما تقع عليه أعينهـــــم 
وأيديهم من خشب المقصورة أو عتب حجرة الضريح.
وكانت هذه الإحتفالات تجمـــع .. السوقة .. واهل البدع والضلال 
من الجنسين ويختلط فيها الحابل بالنابل وتشرب فيها المسكرات 
من .. بيرة .. وحشيش ومخدرات .. في المقاهي التي تــقـــام 
حول .. الصاري .. والصاري لمن لايعرفه هو عمود من الخشب .. 
طويل .. ومربع القطاع .. أو دائري القطاع .. وعالي يــــتـــــــــم 
وضع .. الدكة .. التي يقف عليها .. الصيّيت .. والتي أبدلوها الآن 
تمشيا مع الموضة ؛ بمسرح ؛ وتلتف هذه المقاهي حول الساري 
ويجلس الناس فيها يشربون الشاي والمشروبات الدافئة والحـارة 
مثل .. القرفة.. والشاي .. والنــــرجيلة وخلافة .
وتقام خيمة كبيرة يجلس فيها شيخ من شيوخ المتصوفة؛ شيخ 
السجادة ؛مع مريديه علي فرش من عيدان القش أبدلوها بسجاد 
واليوم أصبحت كراسي حسب الموضة .
ولقد علمت أن القطب الصوفي ؛ أبي يزيد البسطامي له أربعـين 
ضريحا موزعةعلي مستوي الكرة الأرضية وانا لم أكن اصدق هـذا 
أ يعقل أن يكون لأي إ نسان كائنا من كان ومهما بلـغـــــت درجة 
ولايته وقربه من الله أن يكون له أربعين جسدا أو جثمان .. ولكــن 
للأسف الشديد رأيت بأم عيني ضريح وقبر كالذي في قريتنا في 
أحدالمساجد للقطب الصوفي أبي يزيد البسطامي في منطقة ؛ 
منيل الروضة ؛ في القاهرة .. وحقيقة كلما أسأل عن سر تعـــدد 
أضرحة الأولياء لايعطينا إجابة شافية .. ولكن بالبحث والــقـــراءة 
والإطلاع وقـفنا علي أن حكام مصر في عصر الخلافة الفاطــمية 
كانوا يقومون ببناء الأضرحة فوق قبور بعض الصالحين وكـــانـــــوا 
يقيمون ؛ مشاهد ؛ متعددة إرضاءاً للمتصوفة حيث أن الفكـــــــر
الشيعي لدولة الخلافة الفاطمية هو الذي كان سائدا آنذاك في 
مصر .. لذا كثرفي أماكن كثيرة أضرحة بعض الأولياء والصالحيــن . 
وليس يعنينا الآن إستخلاص معني زائد يزيد الخرافة عـمـــقاً في 
نفوسنا بالقدرالذي يعيننا علي وضع أسس علـمية عن طــــريق 
رجال الدين والفكر المعنيون بدراسة الظواهر الأســـــــطــــورية 
المتعمقة الجذور في كيان المجتمع ليتحقق العمل علي محـــو 
الخرافة وتنقية المجتمع من مثل هذه السلوكيات التي ستأخذنا 
إلي ما وراء عصر الظلام والجهل وهذا لن يتأتي بالإكتفاء بتعميم 
المعرفة الحقيقية لهذه التُرّهات وإظهار الغث منها والسمين ونشر 
القيم فقط ولكن يجب علي القائمين علي شئون الـــــدعـــــــوة 
الإسلامية توضيح وتوعية الناس بحقائق الدين وما يجب فــعــــله 
ومايجب البعد عنه وإظهار السلبيات التي تأتي من وراء هذا الفكر 
الخرافي الأسطوري الذي يعمق الفكر الفوضوي في أمـــور الدين 
لأن الدين ليس ألعوبة في أيد من هم علي شاكلة أصحاب الفكر 
المنحرف الضال المضلل الذي سيقذف بالبقية الــبــــاقـــــية من 
الأخلاقيات الإنسانية الإسلامية إلي حيث لارجعة ولا عودة .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلم/عبدالمجيد الديّهي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
من كتابي ( قراءة في أوراق الواقع )

qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2015 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

93,958