النجاة مِن الهاوية
أحلامنا سلاحٌ ذو حدّين ، تُجمّل واقعنا وتحثّنا على الأفضل ، قد تحثّ آخرين على إبراز مواهبهم في السقوط إلى المنحدرات، وقد تظهر بعد زمن ليس بيسير. إنه غشاء الوهم يغلّفهم يجمعهم مع الحيّات ، على مبدأ "كونوا حكماء كالحيّات"، لكنّها حكمة زائلة زائفة، ولا مكان لها في زمننا، لأنها ستظهر عاجلًا أم آجلًا. سنقرأ عنهم في كتب التاريخ، ستشق سراديب الحياة وتفتح أفاقًا جديدة .
الزمن كاشف هؤلاء البشر! عفوًا - أشباه البشر. إنه وحده كفيل بإظهار الحقائق مهما حاولوا إخفاءها، ولو بوسائل خارقة. ربما اعتقدوا أنهم أخذوا عهدًا بالحفاظ على موهبة التمثيل، ولكن من العبث. حتّى الأقنعة لها تاريخ استهلاك ستنتهي فيه صلاحيّتها، وستسقط عن وجوه كثيرين، بل رُبما تكون اهترأت، وبذلك يبرز من خلفها الوجه الحقيقي لحاملها .
في اللحظة التي تنتهي فيها صلاحيّة تلك الأقنعة، سنصبح قادرين على تفادي السقوط في هاويةٍ كادت أن تكون مؤكّدة .. فشكرًا للزمن الذي حدّد تاريخ الانتاج وتاريخ انتهاء صلاحيّته، ولو بعد مدّة طويلة من الزمن.