ضيَّعَتْنْي الأرْصِفَةُ وكاتــي

ماذا بقيَّ لأعْبُرَ مِنْ محطّاتي ...؟

وأنا الذي ضيّعتني الأرْصِفَةُ وكاتــــــي

وكيفَ سكَبَتْ الحزنَ في قصيدي

قِفْ وإقرأ يا عاذلاً تأملاتـــــــــــــــــــي

حنانيكَ يا ساقيَّ الحزنَ تمهّلْ

كيفَ تلوتَ الموتَ في تنهيداتـــــــــي

وسَقَيتني الكأسَ وبدّلتَ زغاريدي لا

 أُبالي فالفجرُ قادمٌ يتلُو أنشوداتــي

يا وجعَ الحرفِ الدامي والمبّعثرِ ألماً وحزناً

على جدارياتــــــــــــــــــي كيفَ للحرفِ الجديدِ أنْ ينبعثَ

وكلُّ الأشباحِ أراها في مناماتــــــــي

والليلُ نامَ على الأسى ..!

يا وجعَ قصائدي ويا طقوسَ موتاتـــي

كيفَ للمطرِ أنْ يهربَ من البذارِ ..؟

والقلمُ أبى أنْ يُكمِلَ قافياتــــــــــــي

وكيفَ للأحلامِ هذه أنْ تسافرَ

وهي تفتّشُ عنْ نهايةِ الطرقــــــاتِ ..؟

كيفَ يا حلماً وسرباً مِنَ القصائد ..؟

وقد تحجّرتْ في عيوني دمعاتــــــي

كيفَ لي أنْ أستظلَّ والجمرُ يسألُني

عنْ ألوانِ زلزلاتــــــــــــــــــي

يا أيتها الطفلةُ المدوّرةِ في أحشائي

كيف يرقصُ الحزنُ على جراحاتــــــي ..؟

أيها اللحنُ الخرافيُّ الذي لمْ يأتِ ...!

إمْتَطِ برقاً ساطعاً يُنهي إنهزاماتــــــي

إنّي أرفعُ أكفّيَّ المتعبةِ للريحِ

أبحثُ عَنْ طيفِكِ بينَ الغيمـــــــــــــاتِ

وأرفعُ أعيني الذابِلةِ للسماءِ

لعلّي أجدُكِ بسحابةِ موجاتــــــــــــــي

يا أيتها المحزونةُ سأحفرُ لكِ درباً

في الشمسِ يختصرُ المسافــاتِ

سأرسمُكِ طريقاً في دماءِ المتعبين

وأكتُبُكِ سطراَ جميلاَ في مذكراتــــي

فإنهزامُ المرحلةِ لمْ يُزعجني

سأظلُ أشاكسُ الريحَ رُغمَ آهاتــــــي

يا حلماَ معلّقا في الذاكرة

كيفَ لي أنْ أنزَعَكِ مِنْ ذكرياتـــــــي ..؟

كيف لي أنْ اسألَ ضميرَ العاشقينَ ...!

أيتها المرسومُةُ في دمي وجيناتي

كلُّ المنافدِ مسدودةً تُعلنُ زلزالاً يحرسُها شيطانٌ يخترقُ تحصيناتي

يا الملعونُ أنا حائرٌ أنا كيفَ ألتهِمُ جثّتي وما أضيعَ الأوقاتِ

أنتفخُ تارةً كأسدٍ برّي في زمنِ قحطٍ تاهتْ فيهِ خطواتــي

ربما أقولُ لكَ شعراً بابلياً وفي كلِّ ليلةٍ أجمعُ أبجدياتـــــــــي

سأكنّيكِ بالمجنونةِ أو كليوباترا تتمحوري بأحلامي كأجملِ الأيقوناتِ

أنشدُها ألفَ قصيدةٍ وقصيدة ترفضُ الموتَ على مسرحِ وريقاتـي

كلُّ أشعارِ نسجتُها لكِ خذلتني ونيرانٌ أشعلتُها فإنطفأت شُعلاتـي

وظلالٌ رسمتُها كأيامي عرجاءٌ صراخُ أشجارٍ في أخرفةٍ مهجوراتِ

هيَّ وهمٌ هيَّ سرابٌ ولا أملكُ سوى قهرُ ثرثراتـــــــــي

فأنا رجلٌ شرقيُّ الطبعِ والهوى ما تركتُ يوما ثغرةً في تأملاتــــــي

فارسٌ في العشقِ وفي الخُلْقِ ومـا خسرتُ جولةً في غزواتــــــي

برمتُ الحرفَ جدائلاً فأطاعني فإصطفّتْ كموجِ السنابلِ كلماتــي

ورسَمَتْني فارسا حُلُماً للعشقِ فنام بين ذراعيَّ أجملَ النومــــــاتِ

فاليومَ قدْ مللتُ مِنَ الأشواقِ لم أعدْ أَذْرِفُ الحنينَ ودَمْعاتــــــــي

صارَ الدُجى ينامُ في سريري وأضاعَ الدهرُ مركبي ومرساتــــــي

المناجاةُ غادرَها البوحُ في كَلِمْي ومحوتُ بجنونِ الشعرِ لوعاتــــــــي

فما عادَ يُحزِنُني غيابَكِ ولا إنبعاثُكِ من أعماقِ صرخاتــــي في حكايتِكِ

ماتتْ أسرارُ سنبلةٍ والدُجى يَحْصِدُ حُلْمَ البيْدَرِ الآتـــــــي

ها أنتِ كوثرُ الأمسِ اليومَ عَلْقَمَهُ سيفٌ مسنونٌ تذبحني ذكرياتـــــــي

سأرحلُ عنكِ وقِصتُنا تذبحُ الوجدانَ وسفني أضاعتْ القبطانَ ومرساتــي

تستقي شهدا من خلايا حنظلةٍ سِـيَّانَ عِنْدَكِ إنْ أنا ذاهبٌ أَوْ آتــــي

سأجلسُ في شرفتي وحدي أحتسي كأسَ فجيعتي وملذّاتــي

وأحلّي بقدحٍ مِنْ خديعتي بعدَ أنْ تاهتْ منّي كلماتـــــــــــي

أرسمُ الوهمَ ألماً متقاطعاً على وجهِ ترحالي ومغامراتــــــــي

وأتمتمُ ربِّ هَبْ لي أميرةً أبنـــــي لها جزيرةً وراءَ المحيطاتِ

أبكي بينَ ذراعيها كطفلٍ مذعورٍ وأرسمُ على شفتيها خارطةَ نوباتــي

تغسلُ نهديها ليلاً بعطري وتستحمُّ صباحاً بمدادي وفرشاتــــــي

تمشي على الزجاجِ وضوءِ القمرْ وتحتملُ جنوني وكلُّ خربشاتـــــــي

قمرٌ لو إكتَحَلَ لحظةً بِكُحلِها لأهتزّتْ لـــــــــــــهُ الأرضُ والسمواتِ

شعُرها الطويلُ المسافرُ حصيرةٌ أنكُشُهُ فـــــــــي الليلةِ آلافِ المرّاتِ

صدرُها واحةَ عشقٍ يقتلُني وذراعُها يختصرُ كــــــــــــلَّ المخدّاتِ

نيرانُ دفئِها تحرقُ حقائبَ حزني تَجْعَلَني رجلاً في لحظــــــــــــــــــاتِ

وتحرقُ أبوابَ تاريخي كلَّها وكلَّ أوراقي وكتبي وملفاتـــــــــــــي

ويتساقطُ في عينيَّ مطرٌ أبيضٌ فيهطلُ ربيعـــــــــي بأجمـلِ القُبلاتِ

تحملُني عيناها وراءَ عمري تزرعُني في أحدِ السحابــــــــــاتِ

تُدخِلُني التاريخَ مِنْ أوسعِ أبوابٍهِ وشفتاها تُشْعِلَني فتحترِقُ الغاباتِ

أتكوّمُ في حضنِها كقطةٍ شاميةٍ في بردِ كوانينِ فتردُّني مِنْ مماتي

كلُّ خمرِ الأديرةِ لا يكْفِني لا المُعَتَّقِ في الجِرارِ ولا الحاناتِ

تمحو مِنْ جسدي أفعالَ السحرةِ وكلَّ ما زرعهُ تكهُّنِ العرَّافــــــــاتِ

أريدُها أنْ تراني في الأواني وأحياها في نوماتي وصحواتــــــي

أكونُ صغيرَها أختَصِرُ المعاني عاشقانِ هيَ تُحْسِنُ مناجاتــــــي ل

ا امرأةً يا امرأةً تملأُ عيني ولا غيرُها يرمي لي طوقَ نجاتـــي

تحملُ أقمارَ الكونِ بيديها يستقمُ الكونُ وتستَقِمُ خُطُواتــــي

تَمَرَّدي على موتِكِ وإسقِّ جذوري لأجدَ نفسي بَعْدَ التيهِ وذاتــــــــــــي

فإما أنْ أكونَ يا امرأةً أو لا أكونُ فأنا محتاجٌ لحبٍ أكبرُ مِنْ كلِّ الكلماتِ

د.داود فلنة

qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2015 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

90,758