من بلاد الرّافدين
من أحضان أمّ الدّنيا
وذراعاتِ شامنا وعراقنا ... ..
سترفرفُ رايات الّنصر بإذن ربها
وتملأ آفاقَنا ......
ياقدسُ مانسيناك وكيف ننسى
منك الحبيبُ ببراقه سرى ولكم
محبةٌ في أعماقِنا ....
وقولي لغصن الزّيتون صبراً
سننفضُ عنك الغبار حين تصفو
النّفوس ويتحقّق وفَاقنا .....
حين تعود الأمّةُ لقلبٍ واحدٍ
وكلّ العيون على الوحدة
وفيها سيكون عناقُنا ....
وكلّ الأوطان يا أمّتي غالية
وشعوبها أصيلة والطّيْبة من أعراقِنا .....
فلنجتثّ منابعَ الشرّ والفِتنة
فمنها كان المُصابُ وفيها كان فراقُنا .....
فالحقّ بيٌّن والظُلم مثلُه والأوّل
يأخذُنا للجنّة والآخَرُ فيه للنّار مساقُنا ...
وكفانا تلك الدّماءُ البريئةُ مُراقةً
فزادتْ بها غِلظةُ الأحقاد ومعها انشقاقُنا ......!!
ولدينا مايجمعُ يفوقُ مافيه نختلف
ويتّسعُ به نِطاقنا .... ..
وصيفٌ وشتاءٌ والصّبر فيه يصعبُ
ويومنا المجهول يزيد من إرهاقنِا....
ورِفقة الحياة بغير الكرامة والحقّ
والعدل لاتحلو وتفرّقتْ بالأسباب
فمضينا ليل الغربة دون رفاقنَا .....
فلماذا نُحرم من طِيْب الحياة ونجعل
المُرّ فيه مذاقنا .....!
وحتّى الطّفل نسيَ معنا سجيّته
وبات يعيش بالحزن حين خلطنا
معه أوراقنا .......
فما عاد ينفع الدّمعُ ولا بنا يشفعُ
فتحجّرَ في المدامع وتجرّحتْ
به أحداقُنا .....
وكيف نمشي مسافاتِ الزّمان
لمستقبلٍ، وحِمْلُ ماضينا على الاكتاف..!
وبجسمٍ واهنٍ ومبتورٍ به ساقُنا ......
فهذا عامُنا الهجريُّ يأتي إلينا
مُسرعاً ولمحمّدٍ عهدٌ علينا مازال في أعناقِنا .....!
فليتنا جعلناه عامَ محبّةٍ وسلامٍ ووحدةٍ
وحلْمُنا الّذي فيه طالَ له اشتياقُنا ......
وبأنفاس حَرّةٍ كتبتُ تلك رسائلي.
ومحبّةٍ في الله تسمو بلا خوفٍ
أو مطمعٍ وبيد الله الرّوح ومنه
أرزاقُنا ....
