المصدر: ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﺴﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺷﺪّ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ‘ﺯﻣﻮﺭ ’ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺍﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣِﺮﻓﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻋﻤﺪﺗﻬﺎ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﺴﻘﻴّﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﺘﻮﻧﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﻌﻮﺏ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺻﺔ .. ﻛﻨﺖ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺇﺫ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ.. ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺭﻳﻔﻲ ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ.. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﺸﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺳﻤﺎﺀ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﺤﺐ.. ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺳﺎﺑﻘﺖ ﺭﺟﻼﻧﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ' ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ' ﺃﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﻭﺟﺪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ.. ﻭﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.. ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺑﺬﺭﺓ ﻋﻠﻢ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺣﻘﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﺡ ﻋﻢ ' ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ' ﺍﻟﻤﺆﺩﺏ .. ﻭﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺫﻗﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮّﻳﻦ .. ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺣﺮﻑ ﻭ ﻛﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻔﻈﻨﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺤَﻮْﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّﻮﺡ ﺑﺎﻟﻄّﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﺏ ﻭﺃﺿﻔﻨﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﺃﺧﺮ ﻟﻨﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺛﻢ ﻧﻌﺮﺽ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﻤﻴﺲ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻮﻡ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ .. ﻛﻨﺎ ﻧﻀﺤﻚ ﻓﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺿﺤﻜﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.. ﻧﻤﺮﺡ ﻓﺘﺸﺎﺭﻛﻨﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﻣﺮﺣﻨﺎ.. ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﻧﺨﺘﺒﺊ ﻭ ﺗﺤﺖ ﻧﺒﺘﺔ 'ﺍﻟﺮّﺗﻢ ' ﺗﺨﺘﺒﺊ ﺍﻟﺤﺮﺑﺎﺀ ﻓﻨﺼﻄﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﻧﺴﺮﻉ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺣﻴﺚ ﻛﻦ ﻳﺤﻠّﻘﻦ ﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻳﺘﻐﻨّﻴْﻦ ﺑﺄﻋﺬﺏ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﻭﻳﺸﺮَﺑْﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﻳﻐﺰِﻟﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ .. ﺇﻧﻬﻦ ﻻ ﺯﻟﻦ ﻳﺤﺎﻓﻈﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻦ ﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﺸﻬﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻛﻲ ﺗﻐﺰﻭﻫﺎ.. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﺍﺫ ﻛﻨﺎ ﻧﺄْﺗﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﺑﺎﺀ ﻧﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏِﺮّﺓ ﻓﺘﻔﺰﻉ ﺃﻣﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻦ ﺍﻋﺘﺪْﻧﻬﺎ ﻓﻴﻘﻤﻦ ﻳﺮﺑﻄﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﺫﺑﺤﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺸﻮﻳﻦ ﺑﻴﻀﻬﺎ ﻭﻳﺄﻛﻠﻨﻪ.. ﺃﻣﺎ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﻓﻴﺘﺮﻛﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻒ .. ﻛﻦ ﻳﺤﺘﻔﻈﻦ ﺑﻪ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﻞ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﺗﺮﺑﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺸﺎﺏ ﻃﺒّﻴﺔ .. ﻟﻢ ﺃﺫﻛﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.. ﻳﺮﺗﻊ ' ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ' ﺑﺨﺮﺍﻓﻪ ﻓﻨﺴﺮﺡ ﻣﻌﻪ.. ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻛﺒﺸﻪ.. ﻟﻢ ﺃﻧﺲ ﺃﺑﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﺍﺀﻧﺎ ﻓﻨﺠﻮﺕ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺮﻑ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﻗﺎﻫﺎ ﺗﻨﺰﻑ ﻓﻄﻔﻖ ﺑﺸﻴﺮ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻒّ ﺛﻢ ﻋﺪﻧﺎ ﺃﺩﺭﺍﺟﻨﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ.. ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻭﻫﻮ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻋﺸﻖ ﺳﺮّﻱ ﺳﺮﻯ ﻣﻊ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ .. ﺃﺳﻬﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺗﺄﻣّﻞ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻣﻨﺎﺟﺎﺓ .. ﺃﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻴﺒﺘﺴﻢ ﻟﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ ﻓﻴﻨﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻱ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻟﻮ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﻬﺎ.. ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﻠﺔ ﻟﺤﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﻭﺗﻨﺎﻡ.. ﻫﻲ ﺧﻴﻂ ﺭﻓﻴﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ .. ﻫﻲ ﺫﺑﺬﺑﺎﺕ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻴﺘﻨﺒّﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺬّﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ.. ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺑﺼﻴﺮﺗﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺃﻣﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ.. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻘﻂ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌِﺒﺖْ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺑﻬﺎ.. ﺑﻘﻴﺖ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﺽ ﻣُﺤﺎﻃﺔ ﺑﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻜﻨﺖ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﺒﻴﻮﺗﻬﻢ ﻣﻐﺎﻭﺭ ﻣﻜﻴﻔﺔ ﺑﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠﺲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻪ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻵﻛﻠﻬﺎ .. ﻓﻘﺪ ﺗﺸﺒﻌﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﻻ ﺯﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻋﺸﻘﻬﺎ .. ﻭ ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻷﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﺎﺯﻟﻪ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻓﻴﻨﺘﺸﻲ ﻭﺗﻨﺘﺸﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺃﻃﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ .. ﻋﺸﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﺒﺴﺎﺗﻄﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﻭﻗﻮﺭ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻢ ' ﺃﻣﻴﻦ ' ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻛﻨﻴﺔ ﻋﻠﻤﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ 'ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ..' ﻟﺴﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻋﻢ 'ﺃﻣﻴﻦ ' ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻃﺒﺎﻋﻲ ﺭﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺳﻨﻲ.. ﺗﺮﻯ .. ﻫﻞ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﻩ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ؟ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺤﻔﻮﺭﺓ ﺑﺬﻫﻨﻲ ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ' ﺍﻟﻨﻘﻴﺮﺓ ' ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺮﻗﺺ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻜﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﻦ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻧﺠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻴﺘﻮﻗﻒ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻐﻴﺎﺑﻬﺎ.. ﻟﻢ ﺃﻧﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻭﺭﺍﺀ ' ﺍﻟﺠﺤﻔﺔ ..' ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻮﺩﺝ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻓﺘﻌﺜﺮ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻖ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﻟﻮﻻ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻟﺘﻬﺸﻤﺖ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﻭ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺿﺤﻜﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻷﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺴﻜﺖ ﻳﻈﻔﺎﺋﺮﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺧﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺮﻭﻕ ﺭﺃﺳﻴﻨﺎ ﺍﻧﺠﺬﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺗﺒﺪﻝ ﻣﺰﺍﺟﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺧﻴﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻨﺎ.. ﻟﻤﺎ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻗﺮﺭ ﺃﺑﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻜﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻋﻢ ﺃﻣﻴﻦ ﺃﻣﺴﺢ ﺩﻣﻌﺔ ﺍﻧﺪﻣﺠﺖ ﻣﻊ ﻗﺒﻼﺗﻪ ﻭﺃﺩﻓﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺁﺧﺮ ﻟﻘﺎﺀ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻪ.. ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪﺩ ﻣﻌﻚ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻳﺎ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭ ﻣﺮﺗﻊ ﺻﺒﺎﻱ ﻭ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ .. ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺭﺑﻮﻋﻚ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻭﺗﺸﺒﻌﺖ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ.. ﻭﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺘﺮﺑﺘﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺗﺮﻛﺖ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻓﺄﺯﻫﺮﺕ ﻭﺭﺩﺍ ﻭﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺎ ﻓﺮﻋﺎﻫﺎ ﻋﻢ ﺃﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭ ﻋﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﺩﺏ .. ﻭﻧﺴﺎﺀ.. ﻭﺭﻭﺡ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﻟﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻗﺔ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ.. ﻳﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻮﻃﻦ.. ﺇﻧﻲ ﺃﻋﺸﻖ ﺃﻫﻠﻚ ﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﺀ.. ﺃﺷﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ.. ﺃﺷﺘﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺑﺘﻚ.. ﺇﻟﻰ ﻛﺮﻭﻡ ﺍﻟﺘﻴﻦ .. ﺇﻟﻰ ﻧﺒﺘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻓﺞ ﻭ ﺍﻟﺮّﺗﻢ... ﻳﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻗﻠﺐ ﺿﻤّﻨﻲ ﻭﻳﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﻬﺪ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ.. ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺣﺒﻚ ... ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺑﻮﺭﺧﻴﺺ
qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2015 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

90,915