عندما اتصلت بي صديقتي في الخامسة عصراً ؛ قمت على عجل فاتحة دولابي حتى أرى ما يروق لي من ملابس ،
وقعت عيني على فستان أسود اللون كنت قد اشتريته من محل في وسط القاهرة، ارتديته وأنا أتأمل ذاتي أمام مرآتي ،
والتي دائما ما تقف بجانبي غير تلك المرايا التي أحتاجها أحيانا من بعض زميلاتي في العمل ،
وأنا على درجات السلم أحدث نفسي ألا أتعثر في درجته المكسورة والتي ناديت مرارا وتكرارا أن يتم ترميم السلم ،
حيث كانت سببا في كسر ساق حسناء كانت في غاية الجمال والتي خرجت من عند ذاك الطبيب أكثر إعاقة عم قبل،
لرفضها الزواج منه ، ومازالت إلى الأن المهرة العرجاء والتي كانت على وشك الزواج من شاب يسكن بالحارة لكن أمه لم توافق،
وأنا أتحسس الخطى سمعت محصل الكهرباء والذي طلب من رجل كهل يسكن بمفرده مبلغاً ضخماً ،
ويطلب من أصحاب الشقة التي تعج بأنفس كثيرة مبلغاً صغيراً ، اندهشت من المبلغين ،
وقلت في نفسي سأتحدث للمحصل وأعرف منه ماذا يحدث ؟ قال لي : يا سيدتي هكذا تخرج الفواتير من الشركة ،
وأنا لادخل لي بها لكن تقريبا ويشير ناحية الشقة الظالم أهلها أنهم يفعلون بالعداد الكهربائي أمورا تقلل من عجلة دورانه
مما يؤدي إلى خروج الفاتورة بما سمعت ، لم أنطق بكلمة واحدة ، تركته وبدأت أهبط على السلم وقابلت أختاً لأخ متزوج ،
ويقطن بالشقة المجاورة لنا والتي دائما نسمع صراخا كل خميس عندما تزور أخاها ،
حيث تبدأ في مراقبة زوجته أثناء طهي الطعام وتقوم بدور أمها المتوفية قبل عدة أعوام والتي لم تحضر فرح ابنها لزواجه منها عنوة ،
فكانت تحبك الحبكة ظلما لأخيها الذي يعمل محصلا لثمن التذاكرفي إحدى المواصلات العامة ،
وما إن يلج من باب الشقة حتى نسمع صراخ زوجته ، دعوت في نفسي أن تكون هادئة الليلة ،
مع اقترابي من باب العمارة قابلت فتى في الثانوية العامة حاملا كتبا وعائدا من مركز للدروس الخصوصية
ومعلم آخر في انتظاره ليتحصل منه على درس آخر آملا أن يجيب مجموعا كبيرا يدخل به إحدى كليات القمة ،
ولاسيما أن من حصل على 99 و99 في المئة لم يستطع أن يدخل كلية الطب العام الماضي ، دعوت له بالتوفيق أن ينال ما يتمناه ،
مع اقترابي من درجة السلم المكسورة ؛ جائني تليفون من صديقتي والتي اتصلت بي لأكثر من عشرين مرة ، حمدت الله أن مرَّ على موعدنا خمس ساعات وفرحت لأنني لم أقابلها وآخاها الأنيق الوسيم،
الذي يريد الارتباط مني وأنا رافضة له ، حيث لم يك له علاقات نسائية وأخاف أن أتزوجه ويخونني وأنا صاحبة الجمال المتوسط.