‏‎


في ذكرى قرار تقسيم فلسطين : 

حكاية جرح

كان اسمها ليلى فاصبحت " راحيل "

وان اسمه احمد فاضحى " موشيه "..

وكان اسمها عسقلان فصار " اشكلون "

... وام الرشراش

صارت " إيلات "

... عجبا ..

هل تتغير الاسماء ؟

وكيف تتبدل الاشياء ؟

أبهذا اليسر يُمحى الزمان والتاريخ ؟

ويشوه المكان ؟

اهكذا يُزَوّر وجه الانسان ؟

أهكذا وبهذه البساطة ؟

نعم يا سيدي ...

وهكذا كان

.... ولكن متى واين وماذا

ولماذا كان ما كان ؟ ....

أما الزمان

ففي مثل هذا اليوم قبل بضع ( اربعة ) وستين من الاعوام ..

واما المكان

ففي قصر العدل حيث الامم المتحدة

وحيث يحتمي الغزال من الذئب والثعبان

وحيث يستوي الميزان

ففرنسا مثي جيبوتي
وامريكا مثل لبنان ....
وتحت تمثال الحرية
حيث يلوذ عشاق الشمس
الذيني يرفضون تغيير الالوان
كما يشاء السلطان

فهل أتاك حديث الزور باسم العدل

وسرقة الاوطان ؟
واما الذي حصل فكان ان اتحدث
الامم المتحدة وغير المتحدة
في هذا اليوم
وقررت ان يعيش انسان
ويموت انسان
ورأت ان اتنزع الصابة عن عين العدالة
وتبقى على العين الاخرى
وأن يُسلخ عن ليلى وجهها
لتصبح غيئولا
وتفقأ عين أحمد
ليصير دايان ..
وقرر الاوصياء ببساطة
ان يُعطى عزرا بين عبد الرحمن
وبيارته وكرمه
لأن لأحمد وعبد الرحمن
بيوتا وبيارات كثيرة
وعزوة كثير عند اخوتهم
فكان أن جُرّدوا وشُـــرّدوا
ولماذا كان ما كان ؟
حفاظا على " السلام "
ياسيدي
ومباديء " الحق والعدل "
وحرصا على " حقوق الانسان "
الله يا زمان .
صباح احمد وما يزال
اريد العدل
فاعتقل بتهمة المثالية
استنجد باخوته
فاتهم بالقومية
صرخ اريد هويتي
فاتهموه بالاقليمية والقطرية
حاول نبش التراث
لعله يخرح بما يساعده في حل معضلته
فاتهم بالبعثية والاصولية
وكتب شعرا للفقراء وغنى للجياع
والمشردين فاتهم بالماركسية
حمل سيفه باتهم بالارهاب
وطار احمد وابحر
وارتحل ولاب بين حنايا
الموانيء والمطارات
وتاه بين الشعاب
وأتخم طردا واعتقالا ووعودا
وبعد ان انسلّ 
من عينيه
خيط الامل
وخاصمت شفتيه الابتسامه
وترك بصماته ودمه
في كل مطار وميناء
وزنزانة ومخيم
وبعد ان جف المحيط تحت شراعه
واعلنته الدول الحرة وغير الحرة
شخصا غير مرغوب فيه
وبعد أن ضاقت الدنيا
وبعد ان عرمت بالشوك طريقه
وبعد أن خاف ان يموت بعيدا
عن ليلى
فقد قرر - ومع سبق الاصرار - أن يعود
ليموت قرب حبيبته الى الابد
في حضن وادي التفاح
تحت دالية في الجليل
بجوار زيتونة في جبال نابلس
قرر احمد ان يعود
وعاد احمد
وما زال يعود
ومازال يتلقى التضامن والوعود
كل العالم شارك في صلبه
وكل الدنيا تتضامن معه
آه يا زمان
فالمهزلة مستمرة
والماساة مستمرة
والرحيل مستمر
فلتسقط الحرية
فلتخسأ الحضارة
فليسقط الانسان
الله يا زمان
.................. من كتاب " اغنيات للقمر ودموع " عقل عبدالله دبي 1989


qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2013 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

90,967