‏زكرياء صنهاجي حسوني‏

قصيدة "شوق و حداد" من ديواني "قومي مني يا امرأة" :

طنجة في2011-05-27

اشــتقت إليك حتى احترق الشوق
و استحال اللون في عيني سوادا،

أنـت حبيبتي قدر، قد أوجع القلب
حتى دعوة الرب منه الزيــــــادة،

قالوا أنك ضلع أعوج من الحشى
و أنــت كل ضلوعي منذ الولادة،

قــد سباني حب من شظى الوصل
حـتى و إن شجه قدري زاد عنادا،

شوقي إليك في قلب السماء كالغيم
ينشد جسدا برمضائه صار رمادا،

أيا عيدا لم يزل يلبس الأحلام مني
فأنت سحر من حـلم يلبس الأعياد،

سافرت حتى كل مني زمن الهجر
وأقسم الحب على صدري الجهادا،

قد أوجعني سرير يأويني بلا نفس
تغمرني سلاما و في الحــر رذاذا،

و سافر بالهوان في مقلتي ليل متمرد
ضاق به خميس الود و سلمه العتادا،

مذبوح أنا بلا نصل ملطخ بدم أحمر
مستعمر بالحزن غصبا مكسر فؤاده،

لبست ألوان الناسكين كألــواح الرسم
عــلّي أنسى دمـع الأسى بدمع العبادة،

أوفت ريشة بصـدق الحروف المتيمة
فماتت أوراقي كلها و تـلطخت مدادا،

تـذكرين يوم علقتك هنا على صدري
و قبلتك ألف قبلة متيمة كأحلى قلادة،

تـذكرين يـوم رأيـتـك تعبـرين عـيـني
كحـمامة بيضاء تـنـشد للحـب مـيلادا،

اليوم أنت ذكـرى عـلى رف الـدروس
لما فـتحـت لبيع المشاعر فـيك مـزادا،

اليـوم أتشـح بالسواد أربعين يوما فقط
و بعد السواد سأنسى يـوما كان حدادا.