حوار مع الشاعرة والكاتبة ابتسام ابو شقرة
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار الرائع، مع الكاتبة والشاعرة الفلسطينية ابتسام أبو شقرة، من شمال فلسطين المحتلة في العام 1948م والتي تتصف شخصيتها بالرزانة وبالذكاء، والوعي وسعة الاطلاع، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وعمق ثقافتها، ووعيها الاجتماعي، وأفكارها المنفتحة، وإنسانيتها، وهي مديرة مجموعة الانطلاق نحو القمة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ، جنسيتك ومكان إقامتك وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟
ابتسام زهدي أبو شقرة، مسلمة، من حارة المحاميد، أم الفحم، عرب الداخل، فلسطين، العمر سبع وأربعون عاماً، متزوجة، لدي أربع بنات وولد، ولدي ستة أحفاد، اعمل في مجال التدريب الشخصي، كوتشينغ (بمعنى تطوير الشخصية)، كاتبة في عدة صحف، أنهيت في المجال الأكاديمي، انظم الشعر وأنا مديرة مجموعة الانطلاق نحو القمة. واليك هذه القصيدة من أشعاري بعنوان: قبل ذات زمن
رسمتك بحروف الحبر العتيق، بريشة طاؤوس شامخ، في عتمة ليل وقمر، أما آن للشمس أن تظهر !!!!! ما بين ضوء وقمر، كتاب مفتوح وقلم، وجهان متعاقبان، جن الليل في آن وبزغ الفجر في آن، عبثا لا يلتقي.
@ما اسم المدينة التي تقيمين بها، واهم معالمها التاريخية إن وجد، والهامة التي تميزها ؟؟؟
ابتسام أبو شقرة من مدينة أم الفحم ،سميت بهذا الاسم لأنها غنية بأشجار الزيتون، وكانوا يعتاشوا من وراء صناعة الفحم، ما يميز مدينتنا أهلها الجبابرة الذين تصدوا للعدوان الصهيوني عدة مرات، فيها عدة تيارات وانتماءات سياسية مختلفة، مدينة جبلية جميلة جدا، تشتهر بالعمران والمصانع الشهيرة بالوسط العربي، بها مراكز تجاريه كثيرة يؤمها من كل البلدان، حتى من الوسط اليهودي.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
في إحدى مقالاتي كتبت...لا أريد بطاقتي الشخصية، بل أريد قيمي ومبادئي، لأنها عنواني، قيمي ومبادئي تبدأ من الصدق والأصالة والصفاء والنقاء والمحبة والإحساس بالدفء، انأ نصيرة المرأة الضعيفة او المستضعفة...آن الأوان أن تنفض غبار الإحباط وتستفيق، لترى نفسها جيداً، والى أي المجالات وصلت المرأة القوية الواثقة من نفسها ،بدون شك، انأ امرأة عادية جداً، عندي ثقة بنفسي، اكتسبتها من والدي رحمه الله، ومن عائلتي ومن زوجي، الذي يقف بجانبي دائماً ويساندني في جميع خطواتي، أحب التغيير على جميع المستويات.. سواء كان من الشخصية او من المجتمع ،اكره العادات والتقاليد التي لا أساس لها، اكره التقليد الأعمى، أحب المبادرة والتفاعل والصراحة، امقت الضعف، متفائلة جداً، وأدعو إلى التفاؤل الدائم والعمل والمثابرة.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم??? أحب القراءة والكتابة منذ نعومة أظفاري، كنت احتفظ بالجمل او الكلمات التي تروق لي على هامش الكراسة، لاستخدمها فيما بعد، ليس لدي مؤلفات، ولم أفكر أن يكون لي، لان الأغلبية لساحقة تقرأ عن طريق الشبكة العنكبوتية، لربما في مرحلة ما افعلها، أنا احتفظ بمقالاتي وخواطري، اكتب لشخصيات مميزة تلفت انتباهي بانجازاتها ،تتركز كتاباتي على الظواهر الاجتماعية والنقد البناء، أصيغها بطريقة ظريفة رسالتي ترتكز على التغيير والوصول خطوة خطوة نحو القمة، وعدم الاستسلام ، وراء كل انكسار يتلوه انتصار، أنا لا اعد نفسي شاعرة، ولكنني اكتب ما اشعر به، لا أحب الابتذال، كتاباتي متنوعة، أتأثر جداً بالشاعر نزار قباني...غادة السمان...أحلام مستغانمي....فاروق جويدة أحب الأدب العربي جداً، كتبت عدة مقالات في اللغة العبرية...إحدى مقالاتي نالت إعجاب المديرة في كلية جوما...بتل أبيب....وجعلوها كمحفز للطلبة ومرجع.
@هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟
هذا ما أدعو إليه ونصبو أن يتحقق، حرية التعبير عن الرأي، أفضل وسيلة للنجاح والتواصل وخلق ظروف للثقة، الإصغاء من ارقي الوسائل للتعامل مع الآخرين، ومن ارقي الحوارات الهادفة والبناءة، من حق كل إنسان حر أن يعبر عن أرائه السياسية ومعتقداته، احترم كل الديانات، أنا من مناصري السلام، واحلم بان يتحقق في كل العالم وليس فقط في عالمنا العربي، نحن نعيش ونحتك مع الوسط اليهودي، ولا أرى في ذلك إساءة، ولمن حق السيادة، فانا قبل أن ابحث عن شبر الأرض ابحث عن كينونة الإنسان، وسعادته وشعوره بحريته، وليس أن يكون أسير نفسه ومعتقداته.
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ.
لست مع هذه الأقاويل الضعيفة والمنهكة، ولا مع تهميش المرأة، فانا أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :رفقا بالقوارير، وأقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، المرأة ليست ناقصة عقل ودين، لكن حنانها ورأفتها قد يؤثران على قراراتها. وهذه قصيدة من قصائدي أرجو أن تنال إعجابك وهي بعنوان: ماذا حل بك يا قلب
ألا تستكين ليتك تجد مبتغاك، وتستبين، آلامك حادة كحد السكين ، ألا ليت شعري أيها المسكين
إني خيرتك فلك ما شئت من أنين، وان شئت فاخلع، ما الَّم بك من حنين، تتسامى دروبك، وما تلبث أن تتهاوى، أيها المسكين.
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟
اعتقد أن الشبكة العنكبوتية نعمة كبيرة، جعلتنا منفتحين أكثر على العالم الخارجي، اتسعت الأفاق المحدودة...حولت العالم إلى قرية صغيرة بين أيدينا...اختلفت نوعية الصداقات...اتسعت دائرة الثقافة... ثورات أدبية رائعة ... قراءات متنوعة...اندماج عدة حضارات... ثقافة رائدة على جميع المستويات... نهضة علمية حضارية ثقافية... ثورات سياسية خلقت عالما جديداً لدى الكثير من الشعوب ،أما بالنسبة لظاهرة الصداقة والحب والزواج ،حسب اعتقادي إن اتخاذ القرار عليه أن يكون حكيما وصائباً، ويحتاج لتروي ،لا باس من الفكرة كفكرة، ولكنه نوعاً ما مخيف ،هناك من يتخذون العلاقات فقط للتسلية وتقضية الأوقات، يجب الحيطة والحذر، لان المشاعر اعز ما نملك ليست بحاجة لاستهتار ونكسات.
@كيف تقيمي لنا ثقافة ووعي المرأة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل وهل انت راضية عنها؟؟؟
دخلت المرأة العربية في الداخل سلك التعليم منذ عشرات السنين ،فهي امرأة عاملة ومثقفة وواعية اجتماعياً وسياسياً. واليك هذه القصيدة من أشعاري بعنوان: عابر غريب
داهمني قلب جديد، وجدتني عصفور شجي أطربني، يا عابري أوهمتني، الكثير فاتك، شموعي، من يضيئها أهلكني، ظلام دامس، حالك السواد، يعتريني برد قارص، جرحي نزف دامي نسيت ونسيت، أن تعلمني الألحان، أوتاري حزينة، ورقصاتي دفينة، قلت لي انك لي، ولكنك !!!!! توقفتَ فجأة.
@ما هي الصعوبات والعراقيل اليومية التي تواجه ايناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل من قبل دولة الاحتلال الصهيوني؟؟؟
ممكن نظرتي تكون مختلفة عن نظرة غيري ،أنا كما أشرت لك سابقا من مناصري السلام، فلا أجد حرجا بتواجدي داخل دولة يهودية، ولا يهمني من له السيادة، المهم أن يكون الإنسان ليس أسيراً داخل نفسه والمحيطين به، نذهب إلى كل الأماكن والمدن اليهودية بشكل عادي، دون تفتيش او استفزاز، ولنا أصدقاء كثيرون نزورهم ويبادلوننا الزيارة، أحب فقط أن انوه لشيء، أنني مع دم الشهداء ولن انسي ترابهم ونضالهم من اجل كرامتهم وأرضهم المسلوبة عنوة، لا أنكر أصلي بأنني فلسطينية، ولكنني أحب السلام وامقت النزاعات والحروب، لذلك لا تجدني أفكر كثيراً بالانتقام لدم الشهداء ،باختصار أنا لا أحب السياسة لأنها عالم متعب، ها هو الأقصى يدنسونه وغزة العزة، نسفوها عن بكرة أبيها، اعلم كل هذا، ولكنني لا أفكر صراحة بالانتقام او بالنظرات السيئة لليهود، لان من اعرفهم من مناصري السلام.
@هل تعتقدي أن حل القضية الفلسطينية يقوم على أساس حل الدولة الواحدة او حل الدولتين، وهل تعتقدي بإمكانية تحقيق ذلك؟؟؟
حسب رأيي مع حل الدولة الواحدة، حتى تنتهي هذه المعضلة وعملية صراع البقاء، نحن نقول بان الأرض من حقنا، وقد ورد ذلك في القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بالمقابل يقول اليهود بان ذلك مذكور لديهم في التوراة. واليك هذه القصيدة من أشعاري وهي بعنوان: ذات إغفاءة ونيف، على عتبات الزمان، بأعواد سرمدية، عيون لوزية، رسمتك جفون وردية، خبأتك ليلة قمرية قرأتك، ذاكرة منسية أروقتها أضحت.
@قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك سيدتي؟؟؟
كلام سليم بغض النظر عن نوعية الموقف او الإشكال، فانا أقول ان المرأة كتلة من المشاعر ومرهفة الإحساس قد يقتلها سوء تصرف ما بقصد او بدون قصد، بالنسبة للتخلف هناك الكثيرون الذين يحاصرون المرأة فكرياً واجتماعياً وسياسياً، ولكنني ألوم المرأة المستسلمة والمسلوبة الإرادة. واليك هذه القصيدة بعنوان: في حضرة الحلم
غيب العقل طقوسه، استقالت صحفه وتراتيله، قلب عاود أدراجه، مراسيم جديدة
غابت صناديق الأمس، مثقلة بالنواقيس، عقارب الساعة، انتصارها معلنة شمسي
الآتية.

@ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودي تحقيقها، وكذلك طموحات وأحلام المرأة الفلسطينية بشكل عام، التي ترنو لها وتحلم بتحقيقها؟؟؟
طموحاتي أن أتابع تعليمي ولا أتوقف إلى ما لا نهاية، احلم بالسلام الدائم والشامل ،احلم بألا أرى دمعة على وجه طفولتي، احلم بالنجاح، حلم المرأة الفلسطينية آن تتحرر من العادات والتقاليد التي تأسر البعض أحيانا، وأنا فخورة جدا بما وصلت إليه المرأة في الآونة الأخيرة من مراكز مهنية ووعي وثقافة.
إنتهى موضوع حوار مع الشاعرة والكاتبة ابتسام ابو شقرة
qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2013 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

87,712