منذ القدم لم تكن السمنة تشكل الأهمية التي هي عليه اليوم في عصرنا الحالي، إذا لم يكن الناس يعرفون جيداً المضاعفات والمشكل الصحية التي تسببها بل على العكس كانوا يعتقدون بأنها عنوان الصحة الجيدة.
السمنة عند الأطفال مرض شائع في عصرنا هذا، وذلك يعود لنتيجة التفاعل بين عدة عوامل، وهذه العوامل تعود للبيئة والتربية المحيطة لنوع الطعام الذي يتناوله الطفل لوضعه النفسي وربما للترف والبذخ في بعض الطبقات أو للوراثة.
كيف يمكن أن نعرف وضع السمنة عند الأطفال؟؟؟
هناك المرحلة الأولى من الطفولة - أي من 3 إلى 6 سنوات. المرحلة الثانية من 7 إلى 12 سنة – وتتأثر بعدة عوامل:
1. الوراثة، وهي عامل أساسي وتكون جنيناً أما من الأم أو الأب أو الجد أو الجدة.
2. البيئة وطبيعة المكان الذي يعيش فيه الطفل ، وذلك مرتبط بالعادات الغذائية السيئة المتبعة ضمن الأسرة الواحدة وعدم التزامها بأوقات الطعام مع الأهل.
3. تناول الوجبات السريعة في المطاعم أو خارجها وهذه أيضاً عادة مكتسبة بين الأهل ، فهناك أم لا تحب تجهيز الطعام أو لا تجيد ذلك أو أب اعتاد على إرتياد المطاعم لتناول وجباته.
4. مشاكل الغدد.
ماذا تعني بالعادات والمحيط والوضع الإقتصادي
إن العادات المتعلقة بالوضع الإقتصادي و الإجتماعي والعائلي والمكتسبة .. إلخ ، تؤثر تأثيراً كبيراً في دفع الطفل ليصبح بديناً وأكثر سمنة ، وذلك يعود إلى التكوين العائلي في عدم الإنتظام في الأكل أو تناول الطعام بإستمرار وفي ساعات متأخرة من الليل أو حتى الإندفاع إلى تناول الطعام الذي يحتوي على كميات عالية من الدهون. ومن جانب أخر أن إهمال العادات والتقاليد المعروفة بين المجتمع وهو الإجتماع العائلي عند تناول الطعام أدى إلى سلوك خاطئ في آلية تناول الطعام ، أيضاَ الخلافات الدائمة بين الأم والأب أو انفصالهم كل هذه أسباب تؤدي إلى توتر الطفل وتؤدي إلى توتر في أسلوب تناول الطعام.
وأيضاً من جانب أخر التكوين الإجتماعي لدى الطفل والنظام داخل المنزل فإن الساعات التي يمضيها الولد أمام شاشة التلفاز بجانب الأكل أدى إلى البدانة. كذلك قلة الحركة والرسوب في المدرسة والخوف من الإمتحانات والمشاكل مع الرفاق وقلة النوم والسهر ليلاً جميعها أسباب وتفاعلات تؤدي إلى السمنة. ونصف كل هذه المغريات من المشتريات المتنوعة في سوق الطعام من حلويات وغيره هي بالتأكيد قوة ضاغطة على الأطفال وإغراءه ، بالإضافة إلى المأكولات التي تكون في بعض الأحيان الغير صحية في مقصف المدرسة وثراء أهل الطفل وإعطائه المادة لشراء ما يريده دون رقيب لهذه الأفعال أو تقليد زملائه في المدرسة والتسابق على شراء ما لا فائدة له ولا نفع و لكن المباها بين بعضهم البعض. لذلك على الآباء تعليم أطفالهم حسن السلوك والأساليب والمهارات الصحية الأساسية التي لا ينبغي تجاهلها.
وأن تقف وقفة حاسمة بأن دور الأهل له أهمية في التربية السليمة وعدم تدليل الطفل وشراء ما يرغبه دون الإرشاد في إعتقاد الأهل أن هذا هو بربالطفل ولكن هذه مشكلة إجتماعية.
فعند ملاحظة الآباء طفلهم بأي إضطراب في الأكل التوجه إلى إختصاصي سوءا كان طبي أو إجتماعي أو نفسي لمعرفة السبب وتحديد أي مشكلة
ماذا لو لم يلتزم الأهل أو الطفل بالإرشادات والعلاج؟؟
هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة ونمو الطفل ، وكذلك يعاني من حالة نفسية نتيجة السمنة إذ يشعر بشكله المزعج أمام رفاقه والأصدقاء. وقد يحدث إلى إنطواء الطفل في المنزل وعدم المشاركة الإجتماعية مع الأطفال واللعب معهم وعدم المشاركة في الأنشطة المدرسية. وقد ينتهي الحال إلى رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة ومن ثم الإكتئاب. فالطفل في هذه المرحلة يكون في مرحلة حساسة بسبب أوضاعة ، فقد يسمع من زملائه أو المجتمع الذي حوله من أطفال الجيران أو أطفال الأقارب بعض التلميحات عن السمنة والتجريح في بعض الأوقات.
العلاج الأسري
تبين أن العامل الأسري له دور هام ف الإصابة بالشره وينظر في كثير من الأحيان إلى الأسرة التي عاني أحد أفرادها من إضطراب ما في الأكل على أنها أسرة مريضة قد يعاني أفرادها وقد يقع الآباء والأمهات في تلك الأسر في خطأ الحماية الزائدة دون معرفة بالصراعات التي يسببونها لهم ومن ثم فقد تعمل تلك الأسر بطريقة ما إستمرار عضو الأسرة المريضة في تلك الحالة. ومن هنا فإن دور العلاج الأسري هو التبصير بالصراعات وتحديد مشكلة العضو المريض على أنها مشكلة الأسرة بكاملها وتعليم الأسرة طرق التعامل السوي خاصة فيما يتعلق بالطعام. أيضاً من ضمن العلاج الأسري عدم ترغيب الفرد منذ صغره في الحركة والنشاط ، كما أن وسائل تسلية الأطفال أصبحت مركزة على إستخدام أجهزة الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة ، مما أدى إلى إنتشار السمنة بين الأطفال.
دور الاخصائي الاجتماعي مع مرضى السمنة
1. تساعد المريض بإتباع إرشادات الطبيب وتوضيح ما هو عائق له.
2. تساعد المريض على تقبل وضعة الحالي والتعايش معه.
3. توضح لأسرة المريض (الطفل أو البالغ) على ضرورة الإهتمام بتغذية المريض بالكل الصحيح.
4. الإرشادات والتوعية والندوات الصحية في تغير العادات الغذائية السيئة.
5. كما أنها تساعد في رفع روحه المعنوية وتوفير التكيف النفسي.
6. مساعدة الطفل في مجتمعة الصغير "المدرسة – الأسرة" والسير معه في مشوار حياته لإزالة العوائق التي تسبب القلق وتأخيره في حياته المدرسية والأسرية والتكامل في حياته العامة، وتأثير ذلك على سلامة العقل والجسم والعمل.
7. مد يد العون للمرأة المتزوجة لتعيش حياة دون قلق وتوتر بسبب زيادة الوزن ومحاولة إزالة العوائق التي امامها بتوضيح الأمور المهمة وكيفية التعايش مع نظم صحية سليمة تحافظ عليها في مسيرة حياتها.
8. إعطاء النصائح المفيدة لكل فرد مقبل على وظيفة ، وقد أغلقت أمامه الأبواب من أجل زيادت الوزن.
الإعلام ودروه
في ترغيب الطفل عن الأطعمة والحلويات في العصر الحاضر ، أصبح الإعلام له دور كبير في إقناع المشاهد ومشاهدة أكبر جمهور وجذب المشاهدة لعرض المأكولات. وبالطبع إن الطفل يجذب الانتباه وترغيبه في الأشياء التي تعرض له، وبالتالي يبدأ الطفل بالطلب لما يشاهده. كما أن الدعاية لها تأثير على الطفل وهو لا يميز بين المفيدة والضار، ويأتي دور الأسرة بتوضيح الأشياء التي تفيده وشراءها له وإبعاده عن الأشياء الغير مفيدة
ساحة النقاش