تغريد سليمان

موقع الإرشاد والصحة النفسية

قال الله تعالي : " كلوا وأشربوا ولا تسرفوا" الآية – سورة الأعراف (أية 31). وقال النبي صلى الله علية وسلم: " ما ملأ إبن آدم وعاء شراً من بطنة

تعريف السمنة

هي زيادة وزن الإنسان عن المعدل الطبيعي بالنسبة لعمره وطوله ، والناجمة عن زيادة نسبة الدهون في الجسم. والسبب الرئيسي لها هو الزيادة في كمية الطعام الذي يتناوله الفرد مع سوء إختيار أنواعه وقلة المجهود والحركة المبذولة خلال اليوم.

أسباب السمنة

يعتبر نمط الحياة المتميزة بكثرة الجلوس من أهم العوامل التي تؤدي إلى جعل الشخص بدينا، وهذه العوامل تشمل:

1. الجمع بين كثرة تناول الأطعمة الدسمة وتقليل مستوى ممارسة الرياضة.

2. العوامل الوراثية.

3. السلوك الإجتماعي ومستوى التعليم.

4. حالات عدم القدرة على التعلم.

5. الزيادة المفرطة في الأغذية السكرية و الدهنيه.

 

ومن الغذاء ما قتل (داء البدانة)

إذا كان حب الإنسان للغذاء مفرطاً وأنه يعيش ليأكل لا أن يأكل ليعيش ، فحال ذلك كحال كل إفراط هو الهلاك فيما زاد عن حدة انقلب إلى ضده. وها هو الهدي النبوي يرشدنا إلى قاعدة ذهبية: " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع فإذا أكلنا لا نشبع" .

فالجوع والتخمة كلاهما يقتل الإنسان، وهناك صلة وثيقة وتلازماً بين الغذاء وبعض الأمراض التي هي سلوك ناتج من الأفراد ، فهناك خطوط حمراء لا يمكنه تجاوزها إلا بحذر وبتصريح من الأطباء وإلا تعد له منطقة شائكة مليئة بالألغام، وهذا لا يعني للمرضى فقط بل للأصحاء أيضاً.

فالبدانة داء العصر وهو هاجس كل إمراة ورجل ، والسؤال المطروح ، كيف يمكن التخلص من هذا الداء؟ فالبداية إما أن تكون وراثة أو هرمونات أو مرتبطة بمشكلة إجتماعية أو نفسية أو أمراض أخرى أو تناول علاج هرموني. وسوف نتحدث عن البدانة التي يسببها الإنسان لنفسه. كما أن المشاكل المتعلقة بما نتبعه من نظام تغذية خاطئ والتي تؤدي بدورها إلى الإصابة بمشاكل أخرى. إذن لم نخطئ عندما قلنا إن الإنسان هو المسئول الأول عما إذا كان يريد أن يحيا حياة آمنة أم لا، ذلك حسب سلوكه تجاه صحته، والعادات نشأت في المجتمع من سلوكياتهم ، ولكن كيف تكون العادات خاطئة وكيف تكون صحيحة؟ فالإرادة تحد من أخطاء العادات التي في سلوكنا الغذائي والتي تعرضها إلى مخاطر صحيحة كبيرة، نجلس أمام الموائد وننسى أنفسنا.. أنظر إلى الحياة الصحية على أنها ليست حرمان من الأشياء التي نحبها، ولكن حفاظاً عليك.. فقد تكون البدانة عبئ على صاحبها ، وقد يتورط فيها وتكون مظهراً غير مستحب مما يؤدي في بعض الأوقات إلى نشؤ حالة نفسية أو إكتئاب وإنزعاج شديد يسبب السمنة المفرطة. وقد تنشأ السمنة عند بعض الأفراد بسبب تناولهم لطعام دون الشعور بكمية هذا الطعام، أو عند تعرضهم لضغوط الحياة العملية و الإجتماعية فيبدؤون بتفريغ هذه الشحنات في تناولهم الطعام دون شعور فيتحول السلوك إلى مرض. وهذا أكثر إنتشار في الأفراد المصابين بداء السمنة. كما يعاني الأشخاص المصابون بالشره العصبي من الخجل من جراء مشكلات الأكل ويحاولون إخفاء أعراضهم.

العادات السيئة في الطعام والشراب

بفعل عوامل متعددة ومنها التشريط والتدعيم حيث يتبنى بعض الناس عادات سيئة في الطعام والشراب مثل:

1. أكل كميات كبيرة من الطعام وفي وجبة العشاء أو الإكثار من الأطعمة الدسمة في هذه الوجبة ثم النوم مباشرة أو تأخير وجبة العشاء إلى ما قبل النوم مباشرة أو شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم.

2. تناول الأكل البسيط بين الوجبات والجلوس أمام التلفاز وتناول الأكل.

3. تفريغ شحنات الغضب والإكتئاب في تناول الطعام.  

العادات الغذائية وآثرها في السمنة

من العوامل التي تشكل العادات الغذائية للفرد وتكوينها ولها آثرها في السمنة هي:

1. بيئة المنزل

o بعض الأفراد ينتمون إلى عائلات اعتادت على تناول الطعام الغني بالدهون.

o عدم وجود تنظيم لأوقات الوجبات في حين لم يتعود البعض على بذل الجهد نتيجة توفر المواصلات أو تنظيم ممارسة أي نوع من الرياضة، بالإضافة إلى وسائل الحياة المريحة التي تسبب الميل إلى التكاسل والخمول. 

2. سوء إختيار الأطعمة

o بعض العائلات تشتري الأطعمة الرخيصة السعر نسبياً مع عدم معرفة مكوناتها. 

3. ربة البيت ومهنة الطهي

o محور الإهتمام الدائم لبعض ربات البيوت هو الطبخ وما يقمن بطهيه وتذوقه وتجربتها.

4. عوامل نفسية و إجتماعية

o يجد بعض الناس متعة في تناول الطعام كنوع من كسر الروتين و الإبتعاد عن العمل. وبعضهم يجد في الطعام تعويضاً عن حرمان نفسي أو إضطراب أو لأسباب إجتماعية كالمجاملات أو طبيعة العمل التي تفرض أحيانا وجود إجتماعات حول مائدة الطعام. ومن الملاحظ تناول الأفراد بعض الأصناف من الأطعمة أو إشتياقهم لها لأنها ترتبط بمظهر من مظاهر الفرح لديهم كالأعياد أو مناسبات الزفاف أو الولادة. ويعتبر إكرام الضيوف والاعتناء بهم من العوامل الإجتماعية التي جرت العادة بالتعبير عنها بكميات الطعام الكبيرة وتعدد الأصناف ، إضافة إلى أنه يجب على الضيف تناول أقصى ما يمكن تناوله كالدليل على إعجابه بما قدم له وتقديره للمضيف. وتسهم هذه العادات إلى حد كبير في الإصابة بالسمنة ، خصوصاً ونحن مجتمع عربي تكثر فيه المناسبات والتي تكون فيها تقديم الطعام ظاهرة إجتماعية.

5. العمر والمرض

o كلما تقدم الفرد في السن اختلفت احتياجاته الغذائية.

6. النشاط الحركي

o ساعدت التسهيلات الحضارية كثيراً في تقليص حرق الإنسان للطاقة المخزونة بجسده ، فكما ذكرنا يعتمد الناس على إستخدام السيارات أكثر من المشي وإستخدام المصاعد بدلاً من السلالم واستقدام من يقوم بالأعباء المنزلية المختلفة ، إضافة إلى ذلك إن زيادة فترات الراحة والنوم تقلل من إستهلاك الطاقة.

 7. العادات والاعتقادات الغذائية السيئة

o إنتشار وتناول الأطعمة السريعة خصوصا بين فئات الأطفال والمرهقين.

o كثرة العمالة الوافدة إلى بلادنا وتعددها وماجلبته معها من عادات غذائية مختلفة قامت على أثرها مطاعم تقديم الأصناف، كالمطاعم الصينية والهندية والأندونيسية. وقد تكون في هذه العادات ما هو نافع وما هو ضار أيضاً.

8. طبيعة المرأة

o إذا لم تعمل المرأة بعد الولادة على التخلص من تلك الزيادة فإن تكرار عملها يؤدي إلى زيادة وزنها زيادة كبيرة.

o طرق طهي الطعام وتقديمها.

o إستخدام القلي والصلصات في طهي الأطعمة ، وكذلك تزين الأطعمة والتزين بالمكسرات

o الوجبات المدرسية.

o أكل الطعام بسرعة دون مضغه مما يجعل الشخص البدين لا يشعر بإمتلاء معدته.

o عدم تنظيم مواعيد تناول الواجبات.

o إهمال تناول وجبة الفطور والإكتفاء بوجبة واحدة في اليوم مما يفقد الشخص القدرة على التحكم في شهيته للطعام.

 

المردود الإجتماعي للسمنة وتأثيرها على أفراد المجتمع ......

لكل مرض في المجتمع وله إرتباط وثيق بالعوامل الإجتماعية والعمل الإجتماعي هو الذي يبحث في كامن مشكلة المرض وإرتباطه بالعوامل الإجتماعية ومعرفة تنشئته وتطوره وتأثيره على المجتمع وكيفية التعامل معه والتخلص منه ومن الأعباء المصاحبة له. ولو تحدثنا عن مشكلة العصر وهي السمنة فلها مردود إقتصادي وإجتماعي وديني. من الجهة الإقتصادية فنجد أن نسبة تكلفة الصادرات للأطعمة من الخارج بمبالغ باهظة تأخذ الكثير من إقتصاد الدولة، وإستهلاك الفرد لهذا الجانب كبير جداً بما أنه عرف عن المجتمع العربي بالكرم ومن البعض الفئة الثرية والتي تنفق الكثير في إستهلاك الطعام وشراء ما هو ليس فيه حاجة لها. في حين أن هذه المبالغ يمكن الإستفاده منها في جانب مفيد ومردود جيد على المجتمع بجانب توفير الوقت والجهد والمال في الطرق التي تعالج هذا المرض.

وأما من جهة المردود- وهو المهم - للمرأة إذا كانت متزوجة والزوج له متطلبات في شريكة حياته مثلاً إختيار الزوجة النحيفة والمظهر السليم والملبس ، لذلك يفكر الزوج بالزواج مره أخرى بسبب عدم تغير الزوجة والتعديل من وزنها والإهتمام بمظهرها.

وهذا قد يقع العبء على الزوجة في حالة زيادة الوزن لا تجد الملبس المناسب والقياس المناسب ، فبتطور الموضة تشتغل المرأة مع الحديث ، ولكن في زيادة وزنها لا تستطيع مسايرة الموضة. ومن ثم يبدأ يسيطر عليها الإكتئاب وتنعزل عن المجتمع وعن المجاملات الإجتماعية، ويظل يسيطر على تفكيرها كيفية التخلص من السمنة لكي تريح نفسها ومن حولها ، لأن هناك أيضاً الضغوط الخارجية المحيطة بها من النساء (أقاربها ، جيرانها ومن تخالطهم في المناسبات وحفلات الزواج وتوجيه اللوم والنقد والتجريح لزيادة الوزن. وقد تصل إلى المعايرة لذلك كابوس السمنة مسيطر إلى أن تتخلص منه. أيضاً الفتاة التي لم يسبق لها الزواج قد لا تكون مقبلوه إذا كان لديها وزن زائد وتعتبر سمنة مفرطة وقد لا يقبل بها الخاطب وكما يقولون باللغة العامية (انتي في وجه الزبون) يعني بهذه العبارة عندما يتقدم لها الخاطب فله شروط في فتاة أحلامه والسمنة قد تقف عائق أمام مستقبلها.

أيضاً جانب مهم وقد لوحظ في بعض الأفراد المقبلين على العمل نجد في بعض المؤسسات أو القطاعات الخاصة والعامة شرط أساسي في الصحة البدنية واللياقة البدنية. ينظر إلى الزيادة في الوزن وقد لا يقبل في الوظيفة بسبب السمنة، وفي القطاع العسكري نجد من الأفراد الكثير الذين لديهم زيادة في الوزن أقبلوا على الطرق التي تخلصهم من السمنة، لأن ذلك قد يضرهم في الأداء الوظيفي والتقييم المهني.

 

عواقب السمنة

o إعاقة السمنة لحركة الجسم، كما أنها تعرض البدينين للإجهاد والضيق في المناخ الحار.

o عد خفة الحركة والرشاقة تعرض الأشخاص البدينين للحوادث.

o الآم الظهر والقدمين والشعور بالإجهاد مقترنة دائماً بالسمنة.

o إجهاد الجهاز التنفسي، حيث يقل حجم الرئتين.

o أيضاً تعتبر السمنة المفرطة إحدى أسباب الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة.

الطريقة الصحيحة في علاج السمنة

o يمكنك التوجه إلى أخصائية التغذية لتوجيهك إلى كيفية تناول الغذاء دون حرمانك من شيء.

o لا تذهب للسوق وأنت خاوي المعدة.

o ابحث عن الطعام قليل السعرات الحرارية.

o أكثر من شراء الأشياء المفيدة مثل الفواكه والخضروات.

o اشتري فقط العبوه الصغيرة.

o تجنب الأكل والنوم المباشر، وأعطي فترة من الزمن ما بين الأكل والنوم.

o أحرص على المشي كي تساعد نفسك على هضم الطعام وتساعد على حرق الدهون.

o المضغ جيداً ، قلل من حجم الوجبة أو الصحن

o أترك مائدة الطعام فور الإنتهاء

o تناول جميع الوجبات الغذائية في مكان مخصص لذلك

o لا تستسلم لإغراء الطعام، أشغل نفسك بأن شيء عند الشعور بالرغبة في الأكل

الفائدة من التخفيف

1. تحسين المظهر العام ورفع المعنويات.

2. إنقاص قياس الجسم وقياس ثيابك.

3. تقليل خطر الإصابة بالأمراض.

طرق علاج السمنة

في حالة السمنة البسيطة والمتوسطة هناك عدة طرق لتخفيض الوزن ، أهمها نظام الغذاء والتمارين. أما في حالة المسنة المفرطة والخبيثة فقد أثبتت الدراسات عدم جدوى الطرق غير الجراحية بل وينصح عد ترك الحل الجراحي كأخر الحلول لعلاج السمنة المفرطة إذ أن مخاطر تأخير علاج السمنة المفرطة وخيمة.

متى يلجأ للعملية في إنقاص الوزن

تناسب هذه العملية

• المريض الذي لا يرجى إنقاص وزنه بالطرق غير الجراحية.

• المرضى الذين يعانون من الأمراض المصاحبة للسمنة.

• الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تؤثر على إمكانية الوزن.

تذكر

أنه لا يوجد علاج يضمن فقدان الوزن بما فيه الجراحة، ضمان ذلك يكون فقط بوعيك الكافي عن السمنة، وأخطارها وبتعاونك وإلتزامك بتغيير عادات الأكل والإستمرار في المتابعة الطبية طويلة الأمد وإستمرار هذا الوعي والإلتزام مدى الحياة.

 

ملحوظة إجتماعية

لوحظ على بعض المرضى أنهم لا يخبرون أقاربهم والمجتمع الذي يحيط بهم بإجراء العملية ، وعندما يتحدثون عن ذلك يرون أن البعض يخاف العين والبعض يقول أن الناس يمكن أن تنظر للعملية كناحية تجميله ورشاقة أو نظره أن هذا الإنسان ليس لدية إرادة ، لذلك لجأ للعملية، ووجهات نظر أخرى. ولكن من وجهة نظري أن هذا الموضوع لا يعيب ولا يمس أي خطأ إجتماعي بل الخطأ الكبير أن تترك نفسك و تهمل صحتك ولا تبالي بالأخطار التي تحفك من كل جهة لو أستمريت على ذلك.

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 4721 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2011 بواسطة psycolog

ساحة النقاش

أ/ تغريد سليمان

psycolog
يختص الموقع بكل ما يهم الصحة النفسيه لإنسان بأعتبارها قوام الحياه الصحيحه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,085