قراءة تحليلية ونقدية في الكاتبة المبدعة سليمة مليزي بعنوان " حــبٌّ عـــذري " للدكتور زياد الشيح صالح العراق ----------------*-*-------------**--------------- في قصتها القصيرة " حبّ عذري " اعتمدت القاصة الجزائرية المبدعة سليمة مليزي على ركن اساسي وهو التجديد القصصي والروائي ،،اذ اسبغت من البدء على نصّها القصصي استهلالاً ومقدمةً ادبية فنية رائعة ،اعطت النص جمالية سردية دلّت على قدرة القاصة على التعبير عن علاقة الانسان بأرضه ، ابتدات بسردٍ وصفي لعنصر المكان و (الما حولَ ) حين تقول : ( يمتد بصري لمتتاليات ذهول ، سماء تحتضن غيومها جبل مجونس تظهر قمته البيضاء شامخةً يكسوها لون الثلج ناصع البياض ) . ثم وصفية مجازية وكأنها تتلاعب بجمالية اللغة بانامل تتقن صياغة العمل الادبي حين تقول ( كعمامةٍ تنحت الامل من حنايا الفضاء ) ، وبأتقان الكاتب المتمكن تنتقل بنا لمدخل القصة بابداع وترميز مذهل ( ولان مسافات اضحت توحي بقدوم المطر ) ثم ( يسود الشعور بهدوء ما قبل العاصفة ) لتنبأنا بعمق الحدث والحبكة ، وعنصر العقدة في القصة ولم تخلو القصة من اسباغ حالة وصفية من الحب العذري بأنقى ص2 صوره واصالته ، كنوع من السرد الوجداني الرقيق في (عرفت معنى ان تكون الانثى رمزا من رموز الاحساس والجمال بالنسبة للرجل ) وما يتخلل هذه المشاعر الرقراقة من علاقات انسانية يربطها ببعض حبّ عفوي ليشكل علاقة حب اكثر عمقا ورسوخا بالارض والطبيعة دون اهمال حالة الحب العذري بين حامة وخديجة منذ الطفولة ، في قصة حبّ عذري نجد ظهور ثلاث عناصر بصورة جليّة هي ،، 1ـ السرد الخيالي القروي 2ـ التمازج والتهجين اللغوي السردي 3ـ الاسلوب الترميزي للسرد الواقعي والخيالي . اولا// السرد الخيالي القروي ارتكزت القصة على نقل الصورة الواقعية الجميلة وروح الاصالة والتراث في السرد الحكائي ،فهي تنقل كل الصور الجميلة بمفرداتها في اسلوب رائع ، اذ التزمت سردا استمد جماليته من خلال التوصيف العميق والوثيق بالقرية وطبيعة الارض ( سماء تحتضن غيومها جبل مجونس) ومفردات المطر والريح والقرية والشياه والشجر ،،والثعبان ،، ذلك المجاز العميق ،، ومنزل ابن القاضي ،، وبأسلوب غزير يتميز بلغة هادئة توحي بهدوء المكان وطبيعته ، مع تكثيف الاخبار والوقائع والمأثور القروي وخلق شخصيات تنبثق من عمق علاقتها بالارض ، دون حشو وزيادة ،، لتعكس علاقتهم بالارض والقيم والمفاهيم وعمق ص3 الانتماء . ثانيا// التمازج والتهجين اللغوي السردي اضفت القاصّة بشكل مقتضب وجميل في هذا النص اسلوب التهجين السردي ليضفي جمالية ادبية رائعة ، فنجد بعض المفردات تظهر كنوعٍ من التمسك والعودة لروح التلاحم بين النص الادبي وتجميله بلهجة البلاد وهو نوع من التكثيف الحكائي الواقعي ،ونوع من التهجين في المتن القصصي وبأسترسال رائع ، مما يدلّ على قدرة القاصّة سليمة. مليزي ، في جعل الشخوص والحدث اكثر واقعية بتصويرٍ مذهل . ثالثا // الاسلوب الترميزي في السرد اعتمدت القاصّة اسلوبا ترميزياً رائعا ، بدءً من المقدمة واسترسالا لمتنها وخاتمتها ،، حيث تقول ( كعمامةٍ تنحت الامل من حنايا الفضاء ) ثم .. ( جاءتني بقليلٍ من الكسرة واللبن لأسدَّ بهما زمناً من الرمق ) ؟؟؟؟؟؟ و ( هبّت ريح باردة ، في عزّ حرارة الخريف ) ؟؟؟ في هذه الترميزية والمجازات والمفارقات الادبية السردية وكأنها تأخذ المتلقي الى اصل العقدة والحبكة ، وهذا ما يتضح تماما في بيان. العلّة من مجازها ( لاسدّ بها زمنا من الرمق ) ،، مجاز عميق وترميز ذو دلالات اعمق ،، حين ينتهي بنا ،، الى ( اللعنة على هذه الحرب ) ،، لتتضح بعدها معالم ومضامين ودلالات القصة العميقة المغزى وتترك مساحات واسعة لخيال القارئ نحو البعيد
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
7,460