جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أودعتُ لك في السر مكاناً بداخلي ، لم يممسهُ أحد من البشر ،فطاب لك ذاك المكانُ ومنزله ،وطاب إلي من سكن بجوفهِ وأستقر ،أتاني على هيئة حياةٍ كاملة ،إكتفيت بها عن كل من على الأرضِ إستقر ،أصبح شتاءي الذي أمرضُ به كلُ عام ،وأصبح النسيم البارد عند الشعورِ بالسعَر ،طغى التفكير قبل العين وأسترقَ ،الفؤاد ونال المرتبة الأعلى في العين والنظر ،يستحيلُ كل بالٍ نسيان أوصافهِ ،فبوصفهِ عجزت عنه كلُ مسميات الكونِ وعليها ظهر ،أقسمُ إن كلامي كان إليك من الصادقين ،وإن محياي تغنى بحروف ذكراك وأندثر ،فأنت العِوضُ عن ألف شخصِ سكن في الروحِ ،وأنت الــروحُ التي تسكن ذاتي بأوقاتِ الضُحى وحتى السَحر ،أسفاً للإطالةِ بحروفي وتسطيري العاكفُ بأروقتي ،فهنالك كهوفٌ من الودِ بُنيت إليكَ بداخلي وغطيتها بالحجر ،ليس خوفاً من أن أبوح ما بين أزقتها ،بل خوفاً عليكَ من سُراقِ المودةِ للكنوزِ والدُرر ،صباحي تنعمهُ حروفك عند هبوب عطرها ،ومسائي يملئهُ ذكرى عيناكَ حينَ أتذكر.