نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات


إستيقظت من نومي علي صوت أذآن فجر ليوم جديد وبعدما انهيت  صلآتي قمت بعمل قهوة الصباح بيدي كما تعودت دائماً واشعلت سيجارتي وجلست في خلوتي فوجدت خيالي عن قرب منذ سنوات طويله فكيف كانوا في بداية حياتهم ومعرفتي بهم وكيف أصبحوا الآن وهل سبب التغيير أهي نشأتهم أم هي المناصب والكراسي أم المجتمع ككل أم البيئه المحيطه بهم ام هي الظروف التي عاشوها طوال عمرهم.؟
ووجدت نفسي حائراً في امرهم وخطورتهم علي المحيطين بهم.وعلي المجتمع ككل.فهناك بعض الأمثله التي نستطرقها علي حضراتكم.وبقدر المستطاع سأوجزها
(اولاً.)
نجد أن احد الأشخاص عندما يكون موظفاً عادياً او بسيط نجده يتحلي بالخلق الحميده والتواضع والسمعة الطيبه وعلاقته الحسنه والبسيطه بكل زملاءه والمحيطين به.ويستمر خلقه وسمعته الطيبه سنوات وجوده طالما أنه دون منصب قيادياً...ثم
عندما يتطرق الي المستويات الوظيفيه العليا واصبح له شأن عظيم في مكانه واصبح توقيعه له اهمية كبري لمن يتعامل معه وغيره.نفاجيء بتغيير جذري فيتبدل حاله وگانه أصبح شخص جديد مختلف عن مانعرفه.فأصبح شخص متعالي أهدر تاريخه السابق كله ولوث سمعته التي كنا نعتقد طيبتها وأصبح مسعوراً علي المال الحرام والذي احله لنفسه أو إعتبره هدايآ او ماشابه ذالك المهم انه اصبح يمد يده لغير مرتبه الذي يتقاضاه
بل واصبح يطلبه بنفسه من اصحاب المصالح معه والذين يحتاجون موافقته علي مصالحهم وكل زاد منصبه زاد جشعه وطمعه
( ثانياً.)هناك البعض من الزوجات أو الازواج فالمقصود هنا احد الطرفين الذي نشأ في بيئة طيبه علي قد الحال وعندما يرزقه الله او رزقها بزوجة ميسورة الحال او زوج ميسور الحال وانتشله من حياة الفقر والبؤس الذي عاش فيه وبعدما ينعم بخيرات الطرف الآخر ويتغير حاله ومستواه الي مستوي الطرف الاعلي الآخر.اصبح شخص مختلف عما كان فإن كان الزوج وتغير مستواه لمساعدة زوجته ميسورة الحال وتنعم في الخيرات وكون مال خاص به تبدل حاله واصبح شخص جديد في كل معاملاته مع زوجته بل ويصل الحال لخيانتها او الزواج بغيرها لانه اصبح قادرا مادياً ويريد الهرب من ماكانت تعرف ماضيه فيتركها ويذهب لاخري بوضعه الجديد التي لاتعرف ماضيه وينهار البيت صاحب فضله وينعكس علي اولاده لأنانيته..
وان كانت زوجه بعدما تغير حالها ووضعها بالمجتمع وزاد شأنها نجدها نسيت حالها من قبل وتمردت علي صاحب الفضل لها وزادت تطلعاتها وبدأت تهمل زوجها وانشغالها عن البيت بالمجتمع الجديد الراقي واصحابها من مستويات اعلي
وهنا تحدث الكارثه بانهيار البيت وتتحمل الاولاد بسبب اخطاء الكبار...؟
(ثالثاً.) .هناك بعض الزيجات او الازواج عندما يكون احدهما عالي الخلق والطيبة والتربيه والحنان وحسن المعاملة والمعاشرة بكل ادب واحترام فنجد الطرف الآخر يستغل هذه الطيبة ويقوم بالإستهتار والإهمال وتتغير الحياة بينه...فإن كان الزوج هوالطرف الأفضل ويتمع بالطيبه والثقه بتصرفاتها والخلق ولم يكن حاد في تعامله معها ..ومن طبعه الهدوء ولا يحب الصوت العالي او الانفعالات في المناقشه وادارة النقاش بالهواده والهدوء لم تقدر قيمته بل وتتهمه بعدم الرجولة والنخوة..وبرود الأعصاب.فتقوم بإهماله وعدم احترامه مما يؤدي الي تفاقم مشاكل حياتهم وبعد المسافات بينهم سنوات وهم ببيت واحد يعيشون فيه فينهار الحب حتي وان كان متواجد بينهم وينهار البيت وتتحمل الاولاد مشاكلهم 
فهنا هل الزوج الشرس الحاد افي تعامله الذي يصيح بصوت عالي ويتهكم ويتحكم في التصرفات هو الأفضل في تعامل هذا الكيان الرقيق
حتي لايتهم بعدم الرجوله والنخوه ...؟
وان كانت الزوجه هي الارقي والاكثر طيبه وخلقا وحبا وحنان استغل الزوج ذالك الخطأ فيهملها ويتعرف باخري عليها ولم يقدر قيمتها الا بعد انهيار البيت ويخسر كل شيء وربما الجديده سريعا ماتذهق منه وتتغير معاملتها له ايضا
(رابعاً.) هناك اباء او امهات او الاثنين معاً عندما يطيل العمر بهما وهم ميسورين الحال فمثلاً لديهم معاش كبير يسترهم او املاك كثيره.بإسمهم.....نجد الاولاد تتوددن لهما والكل يتمني خدمتهم لينال رضاهم بل ويتسارعون كل منهما علي التودد اكثر ليكون هو الأفضل. طمعا في تخصيص شيء خاص دون اخوته...الي ان ينتهي اجلهما فنجد الابناء يتسارعون علي التركه وكل منهما يريدها لنفسه او الأفضل منها وتحدث المنازعات فيما بين الأخوه بعد وفاة الوالدين ويصبحون اعداءاً رغم انهم تربوا وترعرعوا في بيت واحد ويقتل المال بينهم صلة التراحم الي الابد وربما ينتقل الي الأجيال التاليه فهناك الكثيرون من ابناء او بنات عمومة واحده لايعرفون بعضهما
(وهناك الوالدين) الذين طال عمرهما والذين يملكون ثروة لابأس بها نجد الاولاد يتوددون لهما ولخدمتهما ثم يتفننون في اقناعهم وايقاعهم في المحظور علي ان يوزعون التركه كلها في حياتهم علي الاولاد وبعد توزيعها يتغير حال الابناء كلهم الي حال الإهمال وعدم التودد والرحمه بل ويعتبرونهم اصبحوا عاله عليهم فينهرونهم بل يصل الأمر الي الإهانه لأنهم اصبحوا حمل ثقيل بعدما اخذوا كل شيء منهم وجردوهم من كل المال فقد يصل الأمر الي ايداعهم في دار مسنين ولم يسألون عليهم رغم انهم يتنعمون بخيراتهم ونسيوا الرحمة بهما كما قال الله عز وجل ورسوله الكريم
(وهناك ايناء) عاشوا حياة الفقر والبؤس والشقاء بسبب ضيق اليد للوالدين الذين قاموا بحرمان انفسهم ليعلمون الأبناء رغم فقرهم المضجع وضيق اليد وعندما كبروا الأولاد وربما يصلون الي مراكز مرموقه في اعمالهم نسيوا كل ذكريات حياتهم ونسيوا الوالدين وشقاء السنين عليهم بل ويحرمونهم من رؤياهم وهناك من يعتبرونهم قد ماتوا لأنهم لايليقون بمستواهم ومستوي ازواجهم او زوجاتهن..ويظلون الاباء يتعذبون من تحطيم امالهم التي وضعوها في فلذات اكبادهم انهم سيعوضونهم ايام الفقر الذين عانوا منه لتوفير نفقات تعليمهم ..وتحملوا الشقاء سنوات عمرهم املاً فيهم سيعوضونهم عن كل لحظة تعب وكل دمعة حزن عليهم
( خامساً.).. 
هناك زوجين بدأوا حياتهم الإثنين معاً ونتيجة جهدهم المشترك طوال سنوات عذابهم اكرمهم الله وتبدل حالهم الي الافضل واصبح حال الزوج ميسور ثم نفاجيء بانه نسيا كل الذكريات الأليمه والتي تحملته زوجته المسكينه الوفيه المخلصه سنوات شبابها كله وعندما زاد المال بيديه يتبدل حاله للأسوأ واول تمرد له تمرد علي رفيقة عمره واولاده
الذين تحملتوا معه ايام فقره وجوعه ونجده يبحث عن زوجه أخري تنسيه ايام الفقر ويعيش لنفسه بكل انانيه
وحرم المسكينه ان تعيش معه وتتنعم بالخير التي شاركت فيه.هي وفلذات اكبادها وعندما تزوج بأخري بدلت حاله واصبح قاسيا حتي علي اولاده من ايام الفقر والجوع وتركهم يعانون مصيرهم المحتوم دون حتي السؤال
وحتي لااطيل علي حضراتكم فهناك امثلة كثيرة الان تحدث في مجتمعاتنا وتدور في خلدي حيرتني واستوقفتني كثيرا وكثيرا وحيرت امري معها 
فربما يكون لها لقاء آخر ان شاء الله
ولكن هنا...لابد من وقفه مع النفس البشريه
وكل منا يجب ان يحاسب نفسه علي اخطاءه قبل فوات الأوان ...
فمن المسئول عن ذالك ..هل التربيه ام البعد عن القيم الدينيه ام رعاة هذه المجتمعات ام البيئة ام ماذا
واين ذهبت الضمائر والي اين تأخذنا انفسنا الغامضه فهل الي الهاويه والجحيم
ام الي انهيار المجتمعات والتي تبدأ ببيوتنا التي وصلت حالات العنوسة و الطلاق فيها الي ٦٠٪ هذا العام
واين ذهبت السعادة التي كنا نحياها في زمن جميل يحب الخير لبعضه وقلوبهم عامره بالرضا والقناعه وكان لايطمع احد في احد بل من معه يعطي لمن لايملك وكان الترابط بينهم قوياً فلقد ضاعت كل معالمه فهل التطور الذي حدث هو السبب الذي ادي الي التدهور الذي نعيشه الان 
وما هي اسباب الإنهيار الأخلاقي والفكري والتذوقي ايضاً الذي نعيشه رغم انخفاض نسب الأميه بين المجتمع لكنه اتضح ان تعليم الكتب لايعي عدم وجود اميه فأهل زمان الكثيرون لايعرفون القراءة والكتابه 
لكنهم كانوا اصحاب خلق وشهامه وذوق وحسن تعامل فيما بينهم رغم فقرهم كانو افضل منا بكثير وكانت قلوبهم مليئة بالسعاده ووجوهم دوما مبتسمه وكانت البيوت اكثر استقرار واحترام دون مدنيه ولا تطور عاشونه فهل التطور والمدنيه تهدم ام تبني سؤال كثيرا ماحيرني
وخصوصا انتشار العادات السيئه بين شبابنا واولادنا وعدم النخوة والشهامه واستدراكهم لعادات المجتمعات الغير مسلمه كموضه الشعر الطويل وديل الحصان والفيونكه والبنطلون الحزق والمقطع والملابس الخليعه وخلافه
فهل سنظل نعيش في دوامة الحياة والطمع والجشع هكذا الي ان نودعها ونسينا أن الله عز وجل هو من وزع الارزاق ولا يظلم فيه احداً من خلقه..فلقد قال في الحديث القدسي....(يابن آدم إرضي بما قسمته لك 
تكن افضل الناس وإن لم ترضي سأسلطن عليك الدنيآ تركض فيها كركض الوحوش في البرية.ولا ينالك منها الآ ماقسمته لك وكنت عندي مزموما)
ومن هذا الحديث القدسي نستنبط منه ان الله وزع الارزاق بالعدل وكل منا حصل علي ٢٤ قيراط بالتمام والكمال ولكن مع الإختلاف بيننا في نوعه فهناك من يأخذ النصيب الأكبر مالا او عيالا او صحة او الخ 
ولكن من يمتلك الرضا والقناعه بما قسمه الله سيكون اسعد البشر فهما مفتاح السعادة الحقيقيه 
اعز الله الجميع بهما واسعد قلوبكم وخالص تحياتي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2018 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

191,757