جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يؤرقني كثيراً ويحزنني انتشار ظاهرة الطلاق من بين ابناء المجتمع وانهيار الأسره المصريه وتفككها
فهذه قضية مؤلمه علي القلوب والنفوس ومن أهم اسبابها
ينحصران في كلمتين وما فيهم من معاني عميقه وهم عدم الرضا والقناعه بنفوس وقلوب الناس
فالكل اصبح يريد كل شيء وأي شيء مهما گان واصبحت التطلعات عند ابناءنا كبيره وكثيره والإعتماد علي الأهل لتسهيل توفير احتياجاتهم التي كانت مجرد حلم نسعي ونحن في أعمارهم وكنا نسعي ونجتهد ونخطط للمستقبل لتحقيقه والإعتماد علي النفس ولا نرهق اهالينا وبالتالي عند قدومنا علي الزواج والإرتباط وتكوين أسره كنا نعمل ليل نهار لتحقيق مانتمناه قدر المستطاع وبعد الزواج كنا نفرح ونسعد عندما كنا ننجح في ان ندخر مبلغاً من كدنا وتعبنا ونشتري به بعض ماينقصنا في بيوتنا
وهنا كان هناك بعض الايجابيات التي كانت ترسخ وتقوي العلاقه بين الزوجين وهما التعاون والتضحيات
والتنازلات ببعض مانحتاحه لأنفسنا لتوفير الأهم وهنا تزداد المحبة والاحترام بين الزوجين ويعتقد ان كل طرف يضحي من اجل اسعاد الاخر وكل منهم يعلم قيمة الآخر لأنه عاني في حياته الكثير ليحصل عليه فيحترمه ويحتويه ويحافظ عليه لانه يعلم قدره وان ضاع منه لايمكن تعويضه وهنا تستقر الحياة بينهما
اما الان نحن الاباء والأمهات وبأيدينا
نحن من نحرم اولادنا من تحقيق كل هذا ومتعته لقلوبنا عندما نوفر لهم كل مستلزمات حياتهم لعشرات السنين دون ان يحسون بقيمتها وكيفية الحصول عليها والكل اصبح يتباهي بما اشتراه لإبنه او ابنته من عدد الدستات من كل شيء واصبح العروسان وهم في بداية حياتهم لديهم ماكنا نحلم بتحقيقه بعد عشرات السنين من زواجنا وعلي حساب ارهاق الأسرتين والدين ومشقة سداده سنوات المهم انه يفخر بانه جاب وجاب وجاب
والأولاد هنا فقدوا المعاني جميله التي لها عمق راسخ في حياتهم ومهم في كيفية الحفاظ علي نجاح حياتهم وهما التعاون والتنازلات والتضحيات في حياتهم لوجود كل شيء لديهم بسهوله وهنا لم يدركون الشباب المعاني الجميله لقيمة الأنثي وقدرها العظيم واهميتها في حياته وغياب معاني الحب بينهما والوفاء والإخلاص وتبدأ بعد ايام او اسابيع او شهور المشاكل تحدث بينهم وتتفاقم الي ان تصل للطلاق وكثيراً مايحدث بعد حدوث حمل او انجاب ويضيع ايضاً مستقبل الأطفال لتفكك الأسره فمن حصل عليه شبابنا بسهوله لايعرفون قيمته ويضيع منهم ايضاً بسهوله ونحن السبب ولم يكن لديهم لا رضا ولاقناعه بحياتهم مهما كانت رغداً فلم يرونها لأنهم لم يكدوا ويتعذبوا الي ان حصلوا عليها ويحسون قيمتها وحلاوتها
وكانوا اهل زمان رغم فقرهم وضيق اليد وشقاء حياتهم قبل التطور والمدنيه التي تدهورت بسببها حياتنا وكل شيء من حولنا
الا انه كان هناك استقرار اسري
وحب واحترام وشهامه ودفء عائلي لان نفوسهم وقلوبهم كانت تتحلي بالرضا والقناعه وحب الخير للجميع فمن كان يمتلك شيئاً رغم حاجته للمال الا انه كان يعطي لجاره بسخاء و بحب وبلا مقابل والكل كان يحنوا علي الاخر وكان يعم الخير علي الجميع والبركه تزيد كل شيء في عيونهم ويرون جماله وكانوا يتمتعون به
اما نحن الان مازلنا نحلم بها وبعودة الزمن الجميل وايامه
ومازلنا نتذكر ماكنا نتربي عليه ونأكله مثل محشي الكرنب وطبخ الكانون والأرز المدسوس في الفرن الطيني
والخبز البلدي وطعمه و مذاقه اللذيذ الذي مازلنا نحسه وكانت الامهات تعتمد علي نفسها في تربية الطيور علي مايتبقي من طعام دون اعلاف وخلافه والذي تسبب لنا في فقده مذاق اي شيء نأكله الآن حتي بيضة الدجاجه التي كانت تربي بالبيوت نفتقد طعمها الان
ومياه القلل والزير المفلتره طبيعياً
نحلم بها رغم الثلاجات التي ببيوتنا
وكانت الأباء تعتمد علي الأيدي في الزراعه وتسميد الارض بالسماد البلدي والإبتعاد عن المبيدات الزراعيه الفتاكه بصحتنا واضاعت طعم ومذاق كل مانأكله
يالها من ايام وزمن جميل رغم شقاءه فرحم الله اهله
.حتي البرامج التلفزيونيه
والأفلام والمسلسلات والأغاني كلها كانت تتميز بالرقي والتحضر والحث علي الحب والمحبة والآخاء
فلقد كان زمن العبقريات والكتاب والادب والكلمه رغم فقره وبؤسه
وهنا نقف لحظات اي ان الرقي لايرتبط بالتطور ولا كثرة الاموال
فنحن الان اصبحنا في زمن اللهث وراء الماده باي ثمن كان وانهار الفن وبرامجه وافلامه ومسلسلاته وانهارت الأغاني والكلمه ومعها القيم والأخلاق والمباديء والحب وجلب النت المصائب علي اولادنا بما فيه من انحطاط اخلاقي اصبح في متناول ايادي اولادنا وهو له الجانب الأكبر في فشل الحياة الزوجيه وانهيارها لانه اصبح الكثير من شبابنا المتدني اخلاقهم يرون افلام البغض والفحشاء ويتمتعون به اكثر من اللقاءات الحميمه وهناك من يضغط علي زوجته ان تفعل معه كما يراه في افلام البغض والإنحطاط
وتاه الحب وماتت الرومانسيه والكلمه الرقيقه بين الزوجين
وضاعت الضحكه من القلوب وانهارت البيوت وضاع كل جميل في حياتنا واختفي حتي الجمال عن اعيننا
فكلما كانت الحياة بسيطه زاد حلاوتها وجمالها وارتاح الفكر والبال
وكلما زاد التطور حولنا زادت مشاكلنا وزادت اطماعنا فيه وانشغل الفكر والبال به
ومفتاح السعاده هو الرضا والقناعه
والتمسك بدين الله وقيمه