جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأديب مثله كمثل الصائغ أو تاجر المجوهرات يمسك السبيكة الذهبية (اللغة) فيصنع منها أشكالا وأنواعا من الآلئ والمجوهرات على حسب تذوقه للغة وإعجابه بها مابين قصيدة شعر ، أو قطعة نثر ، أو قصة أو رواية او حكمة أو مثل
ومعيار هذا أو ذاك يعتمد أساسا على تذوق اللغة ، والإحساس والتأثر بها
وحجتنا فى ذلك هذه المحاورة الأدبية بين صاحبة أشهر صالون أدبى فى القرن العشرين ، الأديبة مَىّْ زيادة ، وبين عملاق الأدب العربى الأستاذ عباس محمود العقاد ، والذى إخترنا له هذا العنوان
*فن وجمال تذوق اللغة ❤*
يروى عن عباس محمود العقاد أنه كان يكتب ضمير المخاطبة المؤنثة «أنتِ» بالياء «أنتي» رغم أنه مُجْمَعٌ على كــتابتها بكـسر التاء فقط «أنتِ», فاسـتغـربـت الأديبـةُّ «ميُّ زيادة»: أن تصدر هــذه السـقطة مـن أديب كــبير بحـجم عباس العقاد, فأرسلت إليه رسـالة تقول فيها: لماذا تـكتب إليَّ بـ«أنتي», ولا تـكتب بـ«أنتِ» المجمع عليه في العربية ؟!!
فأجـابها قائلا: «يعز عليَّ كسرُكِ حتى في ثنايا اللغة» !!
فاندهشت الأديبة «ميُّ زيادة» !!
واندهش الـــذين تناقلوا الخبر !!
وحـــتى أنا انـدهشـت ـ أيضا ـ !!
وحـتى أنتم ستندهشون كذلك !!
أيُّ رُقِيٍّ هـذا الـذي بلغه العقاد !
فالمرأة كائن رقيق, لا يكرمه إلا كـريم, ولا يهينه إلا لئيم !!