تناولنا فى العشر مقالات السابقة رؤيتنا التحليلية عند تأملنا لسورة يوسف فى القرآن الكريم
وقد تناولنا سيرة النبى "يوسف" بن "يعقوب" على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، من زاوية رؤيتنا الخاصة ، وهى الدور الذى لعبه القميص فى حياة " يوسف" عليه السلام ، ومدى تأثير هذا القميص فى مجريات الأحداث التى حدثت وكانت - على تنوعها- كل حدث منها يمثل حلقة فى مسيرة ومشوار وحياة هذا النبى
وكما ذكرنا فى مقالاتنا السابقة ، أن هذا القميص - وبمفهوم أدوار القصص والروايات- هو البطل الأول والمحرك للأحداث
ويبلغ بى الاعجاب والدهشة أن هذا البطل - فى "أحسن القصص"- ليس بشرا سويا ، ولا أداة فعالة تساعد من يستخدمها على تحقيق هدفه وغايته ، وإنما هو مجرد "قميص" ليس فيه حياة وليس آلة تدور أو سلاحا فعالا فى استخداماته المتعددة ، بل هو قميص يلبسه صاحبه ويخلعه ، ولكنه ياله من قميص ، كان بطلا له أدوار متعددة فى حياة " يوسف "النبى
١- كان سببا فى استرقاق "يوسف" لدى عمته، والتى ادعت كذبا أن "يوسف" سرق، ووفقا للشريعة السائدة آنذاك ، يحق لعمته ان تسترقه يعمل لديها بغير أجر عاما كاملا
وهذا كان أول حدث فى حياة "يوسف" وهو طفل صغير، وكان ال"قميص" هو أساس هذا الحدث فى حياة " يوسف "
2- الدور الثانى الذى لعبه القميص البطل فى حياة " يوسف" ، أن أبناء "يعقوب" وهم الإخوة الغير أشقاء لأخيهم "يوسف" بعد أن القوه فى " غيابة الجب"، وقد أتوا أباهم "عشاءا يبكون "، وكانت حيلتهم انهم استخدموا القميص للإيعاذ لأبيهم أن الذئب أكل اخيهم واستخدموا القميص وعليه " دم كذب "
3- الدورالثالث للقميص - وهو اكثر الأدوار إثارة- ما دبرته امرأة العزيز لإيقاع "يوسف" فى حبائلها، لكن الله صرف عنه السوء والفحشاء؛ لأنه " رأى برهان ربه"
أما الدور الرابع والأخير للقميص فى حياة يوسف فيمكن أن نعطى للقميص اسما خاصا منفردا يتميز به هذا القميص دون غيره وهو ما نعتبره وبحق أن هذا القميص إسمه " قميص الشفاء "
وهو موضوعنا القادم بإذن الله