جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اسعد الله اوقاتكم ــ احباءنا الكرام ــ بالخير والسعادة , مثلٌ من موروثنا الشعبي في بلادنا فلسطين , متداول بكثرة على السنة الناس , احسست انه ينطبق تماما على واقعنا هذه الايام , وعلاقاتنا بحكوماتها الرشيدة , صاحبة الآراء السديدة . المثل ــ يا دام فضلكم ــ يقول على لسان الحماة لكنتها : (صحيح لا تكسري ومكسور لا توكلي وكلي يا كِنْتي لمّا تشبعي) . ما معنى المثل ؟ وما قصته ؟ وكيف ينطبق على واقع الحال؟ سأقول لكم بعد ان تصلوا على الحبيب المصطفي :
تعرفون يا دام فضلكم علاقة الحب الازلي القائم بين الحماة (الام) والكنة (زوجة الابن) , بدءا من امنا حواء ــ رضي الله عنها ــ مع كنائنها , وحتي امي وامهاتكم وخالتي وخالاتكم وعمتي وعماتكم , يعني مثلا تسال الحماة فتقولك : انا والله والله احبها واعاملها كأنها ابنتي ولا افرق بينهما , وتستشهد بها في وجودها فتجيب الكنة بالإيجاب , وتسال الكنة فتقول لك : وانا وبكل ما اقسمت به العرب احبها واعاملها كأنها امي , وتستشهد بها :(صح خالتو) . فيحتار دليلك وتتساءل : معقول يا ناس ؟ يقولون ان الامثال هي خلاصة تجارب الشعوب على مر العصور , وتصور العلاقة بين افرادها . لقد حوت كتب التراث الكثير الكثير من الامثال التي توضح تفاصيل هذه العلاقة , فيقولون مثلا لمن يعمل عمل غير متقن : ( شغل امي لكنتها) ولمن يُظهِر خلاف ما يبطن أي رفع عتب فقط : ( مثل الكنة التي تنوح ( تبكي)على حماتها ) , ويقولون ايضا : ( اذا ابليس بدخل الجنة الحماة بتحب الكنة ) , او ( بحكي معك يا جارة تا تسمعي يا كنة)، او ( مكتوب على باب الجنة ماعُمْر حماة بتحب كنة ) , ( لو كانت الكنة فُلة بتبقى في الحلق غلّة) , و(حسدتني حماتي على طولي وقُصر عباتي) , (الكي بالنار ولا حماتي في الدار ), (دايما حماتي بتتمنى مماتي ) , ( مكتوب على باب السما عمر كًنة ما حبت حماة). هذا غيض من فيض , وقد حوى التراث الشعبي الكثير من الاغاني التي تصف الحرب الباردة بين الحماة وكنتها منها على وزن الاغنية الشهيرة :
امو ويا إمو يخليلو إمو سبع كناين تعبر على إمو
جابتلي شمام وما باكل شمام حتى عالحمام لحقنتي إمو
جابتلي بطيخ وما باكل بطيخ لو رحت المرخ بتطلع لي إمو
جابتلي فقوس وما باكل فقوس حية بسبع روس تقرص لي إمو
او : يا ليتني سم الموت على سفرة حماتي
توكل منها حتى تموت وادفنها بدياتي
وترد الحماة :
يلي قاعدة بحد ابني ما فيكي شي عاجبني
والله ان ما مشيتي دغري لتلاقي بيت الضرة مبني
وهذه الحرب ليست مقتصرة على الحماة والكنة على فلسطين وحسب , بل في كل المجتمعات ، وهو قديم قدم الإنسان وتكوين أسرته الأولى ، وما زال مستمراً في أيامنا هذه , وحتى يرث الله الارض ومن عليها . فلكل بلد اغانيه في هذا المجال , فهذه الاغنية الشعبية المصرية ايضا تصف هذه العلاقة :
على طبق الترمس يا وله على طبق الترمس
لما تموت أمك يا وله لاتحزم وارقص
على ديك الرومي يا وله على ديك الرومي
يا تسكت أمك يا وله يا ألم هدومي
عودة الى مثلنا شرحا وتفصيلا : وتعرفون ــ يا دام سعدكم ــ انه عند الفلاحين اعباء المنزل عادة ما تقع على عاتق الكنه , وخاصة الاعمال الرئيسة كالغسل والحلي والعجن ثم الخبيز , والخبيز عادة ما يكون في الطابون او على الصاج او التنور , وتعرفون ايضا ان الاوامر كانت عادة بيد الام , فهي الامر الناهي والسيد المطاع في حال غياب رجال البيت في اعمالهم . فاصل الحكاية أن امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدا ، فرفضت أن تتزوج ونذرت نفسها لتربية وليدها , وكانت تعتمد على نفسها في كل شيء ، تزرع وتحصد وتربي الدجاج والحمام والارانب وتعتاش وتنفق عليه ، حتى كبر واصبح في سن الزواج ، فقررت تزويجه لتفرح بأبنائه قبل أن تموت ، فبحثت له عن بنت مسكينة (القطة بتوكل عشاها)على راي المثل ، حتى تكون تحت جناحها وطوع بنانها , فهي لا تريد امرأة (قوية) تستفرد بابنها وتستحوذ على قلبه فتخسره . ولكي تضمن ذلك عمدت الى حيلة تبقي الكنة شاحبة الوجه ضعيفة البنية , فكانت تقول لها : اسمعي يا كنتي : (صحيح لا تكسري ومكسور لا توكلي وكلي يا كِنتي لمّا تشبعي) , المقصود بالصحيح رغيف الخبز الذي لم يكسر , والمكسور الذي قطع من طرفه كسرة ,. وكانت الحماة ترفع المائدة ، بعد لقيمات قليلة وهي تقول : (شبعنا وشبعت كنتنا ، وظل الطبيخ في قدرتنا) . فكانت الكنة المسكينة تتضور جوعا ، وتذوب شيئا فشيئا , فشكت يوما لجارتها فأرشدتها الى حيلة تجعلها تشبع وبنفس الوقت لا تكسر اوامر حماتها , وذلك بان تطوي الرغيف ثم تأخذ من وسطه , فتكون اكلت منه الرغيف ولم تكسره , فصارت الكنة كلما ذهبت الى الطابون لتخبز تأخذ من وسط الرغيف وتبقي الدائرة , وهكذا احتالت على شرط الحماة .
اما العلاقة ــ يا رعاكم الرب ــ بين المثل وواقعنا فهذا بالضبط بالضبط ما تفعله معنا حكوماتنا الرشيدة , صاحبة الآراء السديدة والاعمار والايدي المديدة . وخاصة مع اصدار قانون عقوبات الجرائم الالكترونية , الذي يعاقب بالحبس والغرامة كل من تسول له نفسه التطاول على احد مسؤوليها وانتقاده , في احدى وسائل التواصل الاجتماعي , فهم خط احمر , منزهون وفوق كل الشبهات , وكأن لسان حالها يقول : نحن دولة القانون , وحرية الراي سقفها السماء , فاكتب ما شئت لكن لا تنتقد المسؤول , وتحدث عن الفساد لكن لا تذكر الفاسدين , اكتب في التسامح وقبول الاخر , والحب بأشكاله والوانه وخاصة حب المسؤولين وابراز بمنجزاتهم والتغني بها , لماذا لا تشكرون اولياء نعمتكم وتذكروا وآلائهم , فتسبحوا بحمدها اناء الليل واطراف النهار, فبالشكر تدوم النعم , وكفر النعمة يورث النقمة , فاعتبروا يا اولي الالباب .
اقول ــ وما تفهموني غلط ــ قديما كانت مقاليد الامور كلها بيد الحماة , وما على الكنة الا التنفيذ , واليوم صارت مقاليد الامور كلها بيد الكنة , وما على الحماة الا التنفيذ , فهل يأتي يوم تصبح مقاليد الامور كلها بيد المواطنين , وما على الحكومات الا التنفيذ . طبتم وطابت اوقاتكم .
تعرفون يا دام فضلكم علاقة الحب الازلي القائم بين الحماة (الام) والكنة (زوجة الابن) , بدءا من امنا حواء ــ رضي الله عنها ــ مع كنائنها , وحتي امي وامهاتكم وخالتي وخالاتكم وعمتي وعماتكم , يعني مثلا تسال الحماة فتقولك : انا والله والله احبها واعاملها كأنها ابنتي ولا افرق بينهما , وتستشهد بها في وجودها فتجيب الكنة بالإيجاب , وتسال الكنة فتقول لك : وانا وبكل ما اقسمت به العرب احبها واعاملها كأنها امي , وتستشهد بها :(صح خالتو) . فيحتار دليلك وتتساءل : معقول يا ناس ؟ يقولون ان الامثال هي خلاصة تجارب الشعوب على مر العصور , وتصور العلاقة بين افرادها . لقد حوت كتب التراث الكثير الكثير من الامثال التي توضح تفاصيل هذه العلاقة , فيقولون مثلا لمن يعمل عمل غير متقن : ( شغل امي لكنتها) ولمن يُظهِر خلاف ما يبطن أي رفع عتب فقط : ( مثل الكنة التي تنوح ( تبكي)على حماتها ) , ويقولون ايضا : ( اذا ابليس بدخل الجنة الحماة بتحب الكنة ) , او ( بحكي معك يا جارة تا تسمعي يا كنة)، او ( مكتوب على باب الجنة ماعُمْر حماة بتحب كنة ) , ( لو كانت الكنة فُلة بتبقى في الحلق غلّة) , و(حسدتني حماتي على طولي وقُصر عباتي) , (الكي بالنار ولا حماتي في الدار ), (دايما حماتي بتتمنى مماتي ) , ( مكتوب على باب السما عمر كًنة ما حبت حماة). هذا غيض من فيض , وقد حوى التراث الشعبي الكثير من الاغاني التي تصف الحرب الباردة بين الحماة وكنتها منها على وزن الاغنية الشهيرة :
امو ويا إمو يخليلو إمو سبع كناين تعبر على إمو
جابتلي شمام وما باكل شمام حتى عالحمام لحقنتي إمو
جابتلي بطيخ وما باكل بطيخ لو رحت المرخ بتطلع لي إمو
جابتلي فقوس وما باكل فقوس حية بسبع روس تقرص لي إمو
او : يا ليتني سم الموت على سفرة حماتي
توكل منها حتى تموت وادفنها بدياتي
وترد الحماة :
يلي قاعدة بحد ابني ما فيكي شي عاجبني
والله ان ما مشيتي دغري لتلاقي بيت الضرة مبني
وهذه الحرب ليست مقتصرة على الحماة والكنة على فلسطين وحسب , بل في كل المجتمعات ، وهو قديم قدم الإنسان وتكوين أسرته الأولى ، وما زال مستمراً في أيامنا هذه , وحتى يرث الله الارض ومن عليها . فلكل بلد اغانيه في هذا المجال , فهذه الاغنية الشعبية المصرية ايضا تصف هذه العلاقة :
على طبق الترمس يا وله على طبق الترمس
لما تموت أمك يا وله لاتحزم وارقص
على ديك الرومي يا وله على ديك الرومي
يا تسكت أمك يا وله يا ألم هدومي
عودة الى مثلنا شرحا وتفصيلا : وتعرفون ــ يا دام سعدكم ــ انه عند الفلاحين اعباء المنزل عادة ما تقع على عاتق الكنه , وخاصة الاعمال الرئيسة كالغسل والحلي والعجن ثم الخبيز , والخبيز عادة ما يكون في الطابون او على الصاج او التنور , وتعرفون ايضا ان الاوامر كانت عادة بيد الام , فهي الامر الناهي والسيد المطاع في حال غياب رجال البيت في اعمالهم . فاصل الحكاية أن امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدا ، فرفضت أن تتزوج ونذرت نفسها لتربية وليدها , وكانت تعتمد على نفسها في كل شيء ، تزرع وتحصد وتربي الدجاج والحمام والارانب وتعتاش وتنفق عليه ، حتى كبر واصبح في سن الزواج ، فقررت تزويجه لتفرح بأبنائه قبل أن تموت ، فبحثت له عن بنت مسكينة (القطة بتوكل عشاها)على راي المثل ، حتى تكون تحت جناحها وطوع بنانها , فهي لا تريد امرأة (قوية) تستفرد بابنها وتستحوذ على قلبه فتخسره . ولكي تضمن ذلك عمدت الى حيلة تبقي الكنة شاحبة الوجه ضعيفة البنية , فكانت تقول لها : اسمعي يا كنتي : (صحيح لا تكسري ومكسور لا توكلي وكلي يا كِنتي لمّا تشبعي) , المقصود بالصحيح رغيف الخبز الذي لم يكسر , والمكسور الذي قطع من طرفه كسرة ,. وكانت الحماة ترفع المائدة ، بعد لقيمات قليلة وهي تقول : (شبعنا وشبعت كنتنا ، وظل الطبيخ في قدرتنا) . فكانت الكنة المسكينة تتضور جوعا ، وتذوب شيئا فشيئا , فشكت يوما لجارتها فأرشدتها الى حيلة تجعلها تشبع وبنفس الوقت لا تكسر اوامر حماتها , وذلك بان تطوي الرغيف ثم تأخذ من وسطه , فتكون اكلت منه الرغيف ولم تكسره , فصارت الكنة كلما ذهبت الى الطابون لتخبز تأخذ من وسط الرغيف وتبقي الدائرة , وهكذا احتالت على شرط الحماة .
اما العلاقة ــ يا رعاكم الرب ــ بين المثل وواقعنا فهذا بالضبط بالضبط ما تفعله معنا حكوماتنا الرشيدة , صاحبة الآراء السديدة والاعمار والايدي المديدة . وخاصة مع اصدار قانون عقوبات الجرائم الالكترونية , الذي يعاقب بالحبس والغرامة كل من تسول له نفسه التطاول على احد مسؤوليها وانتقاده , في احدى وسائل التواصل الاجتماعي , فهم خط احمر , منزهون وفوق كل الشبهات , وكأن لسان حالها يقول : نحن دولة القانون , وحرية الراي سقفها السماء , فاكتب ما شئت لكن لا تنتقد المسؤول , وتحدث عن الفساد لكن لا تذكر الفاسدين , اكتب في التسامح وقبول الاخر , والحب بأشكاله والوانه وخاصة حب المسؤولين وابراز بمنجزاتهم والتغني بها , لماذا لا تشكرون اولياء نعمتكم وتذكروا وآلائهم , فتسبحوا بحمدها اناء الليل واطراف النهار, فبالشكر تدوم النعم , وكفر النعمة يورث النقمة , فاعتبروا يا اولي الالباب .
اقول ــ وما تفهموني غلط ــ قديما كانت مقاليد الامور كلها بيد الحماة , وما على الكنة الا التنفيذ , واليوم صارت مقاليد الامور كلها بيد الكنة , وما على الحماة الا التنفيذ , فهل يأتي يوم تصبح مقاليد الامور كلها بيد المواطنين , وما على الحكومات الا التنفيذ . طبتم وطابت اوقاتكم .