جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الملك والسلطه
استيقظ الملك من نومه متأخرا متعكر
تذكر الحلم الذي اضج مضجعه طول ليلته الماضيه
رأي نفسه يمشي وسط طريق مقفر اشبه بالصحراء الشمس حارقه وجوفه اصبح من شده العطش كأنه بئر جف ماؤه فأصبح يبتلع لعابه بصعوبه
الطريق لانهايه له ولايجد حتي ولو شجره يستظل تحت فروعها لتدفع عنه وهج الشمس
افاق من استراجع حلمه
ونادي علي خادمه الذي لايفارق باب غرفه نومه
لم يجبه كرر النداء
لم يستجب له احد
نهض من سريره
وصاح بصوت عال وهو يفتح الباب
لماذا لاترد علي ايها الحيوان
عندما فتح الباب لم يجد احد
نادي بأعلي صوته ايها الخدم
ايها الحراس
لم يجبه احد
وسمع صدي صوته في ردهات القصر
اين ذهب الجميع
سوف ينالوا اشد العقاب
نظر من شرفه من شرفات القصر
لم يجد احد في حديقه القصر
والاغرب ان الاشجار التي كانت تسكنها الطيور غير موجوه
الصمت يخيم علي القصر وماحوله
بدأت الريبه والخوف يتسلل ببطء الي صدره
واصوات من داخله تحاصره
هل مازالت في الحلم ام اني يقظان
يفرك عينيه بيديه نعمةانا صاحي
ماالذي يحدث
نزل من قصره ليبحث عن من يسرج له حصان يركبه حتي يستطلع ماحدث
لم يجد احد
وماهاله لايوجد اي حصان في الاسطبل
وصل الي ابواب القصر وهو يجري مندفعا
وقع من علي رأسه تاج الملك لم يعره شئ
وانطلق الهواء يلفح ذيل رداءه وراءه وشعره الي الخلف يجلي حاله الذعر الذي صار عليه
وهو يهتف اين الخدم اين الحراس
الي بلغ شوراع مملكته
ومازال يردد اين ذهب الخدم والحراس
وتذكر اين الناس اين الشعب
اين الشعب ظل يردد في داخله اين الشعب الذي احكمه
وصرخ صوت يمزق السكون الذي يطبق علي مملكته
عن اي شعب تسأل
لقد رحل الشعب وترك لك مملكتك تنعم بها لوحدك
اخيرا تذكرت ذلك الشعب الذي اذقته انت وزباينتك مر العيش
يضع يده كي يسد اذنيه حتي لايسمع
مايردده ذلك الصوت
وخذ ينطلق مسرعا في الطرقات يصيح انا الملك يارعاع انا الملك ايها الشعب
اخذ يدور في كل المدينه لعل ان يجد من يتحدث معه
من شده التعب استند الي جدار
واخذ يردد لو عاد كل شئ كما كان
سوف اكون حاكم عادل
واخذ يردد انا الملك انا الملك مرت ايام طويله وهو علي هذا الحال
اصبح هائما علي وجهه
ملابسه اصبحت باليه
وفقد كثيرا من وزنه وبدا علي لونه الشحوب
ولاكن ظل علي موقفه انا الملك انا الملك
كل الماره يرونه ويرثون لحاله ويقول بعضهم لبعض انظروا الي ذلك الرجل الذي فقد عقله يظن انه الملك مع اننا نعيش في دوله ليست ملكيه من زمن بعيد