جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عجباً لقُساةِ القلوب
أيامُ ولتْ وانصرمتْ
جالَ الندى فيها
وأترعَ الدمعُ رِقراقاً
كيفَ أُخفيها ؟!
والصبحُ يأتي مع الضُحى
يا فتنةَ المُبتلي
كيف تغيبُ عن ناظري ؟!
وميدانُ قلبي رحيب
هاكَ قلبي في ضلوعي
قد ضلَّ الطلوع
يختبيءُ في شمسِ الغروب
كيف أدنو بوصلِكِ ؟
وأنتِ نهرٌ لا يؤوب
هواكِ أتاني وتركَ لي ظلَّ الشحوب
يفترسُ روحي ودمي
وأَضلُّ في ليلٍ مُقمرٍ
أملٌ كذوب
ووقدٌ في القلبِ أحملُ فيهِ ماءً وناراً
فلقد خدعتني
فالدمع دمعي
والقلبُ قلبي
إني أراكِ مثلَ بناتِ حور
فهل أذنتِ لي بالوصول ؟!
أفرُ إليكِ وإلى جنتكِ
هرباً من جحيمِ الرحيل
أتوضأُ بالماءِ الطهور
أصبحتُ في غربةٍ تموتُ نفسي
والشمعُ يبكي من صُحبةِ النَّارِ
ألتمسُ الضياءَ من ينبوعِ نور
والصُبحُ يُدبِر
والليلُ يُقبِل
وشمسُ الشموسِ قد جَنَحَتْ
أخوضُ الظلام
صادحٌ في ذرى الأغصان
والريحُ تلطمُ خدها
خلعتْ عليَّ ظلَّها
والغصنُ يُصغي والطيور
والرعدُ يأتي والغمام
والليلُ يسحبُ ذيلَهُ
فَضَممتهُ
حتى مالتْ بي سِنةُ الكرى
هذا قلبي الذي باعدتهُ
يستلهمُكَ كي ينام
فخلعتُ قلبي عليك
من كلِّ طاعنةٍ أقام
ومضيتُ أروحُ وأغتدي
ألتمسُ فيكِ غدي
أضمُّ جفني عليكِ
والبرقُ يُوقدُ نارَهُ
والرعدُ ينفخُ في الحريق
كيف النجاة ؟!
وأناملُ الريحِ زُورٌ
تنفضُ الطلَّ من الدموع
وكأنَّ الشمسَ تأذنُ بالنزول
والدُجي يأتي بهمهِ
والسهامُ ترشقُ في الصدور
فلا أدري أيُّ زمنٍ مرَّ عليَّ
أساعاتٌ أم شهور ؟!