جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الخاسرُ أنا وأنتِ
فقد كُنَّا كَمَنْ يرقبُ عاصفة
حين تجيءُ النهايةُ في حينِها
لتمزقَ حياتَنا
ما زالَ هناكَ خيطُ بصيصٍ من الضُحى
وبقيةٌ من نورٍ في أغنيتي
وضوءٌ يُضَاءُ كشمعةٍ على جبلِ التيهِ
أنا لا أبغي غيرَ شمسِك حتى لا أحترق
يا شمعةَ المستقبل وغدي
لا يُطربُ الغصنُ إلاَّ وأنتِ معي
حُطامُ الفراغِ يأتي من بعدك
ويتركُ بعضي لبعضي
نبني من جُرحِنا صرحاً
ومن دمِنا صُبحاً
كيف ينبتُ للصخرِ جفون ؟
وينطفيُ السراجُ في العيون
مُسافرٌ في زمانِك
وحضورك
لتبدأ الحياة
نيرانُكِ جامحة
تتركني في اللهيبِ غًارقا
والغيبُ يختبيء
كيف لهذا الغدِ أنْ يقترب ؟
وأنتِ تُسافرينَ في جسدي
فلا أرى شمسي
ولا أرى ظلي
فيختنقُ نبضي
والشمسُ تفتحُ شباكَها
على حدودِ الجِراح
الريحُ ثقيلةٌ عليَّ
ورمادُ أيامي قد تيبستْ
نلمحُ روحَنا
فوق جِراحِنا
ونجرُّ المأساةَ في تاريخِ الذاكرة
على الأبوابِ الموصدة
نصرخُ ونحلمُ بالبكاء
وتمضي قلوبُنا للبحرِ لنستنشقَ الهواء
هو ذا أنا وانتِ
على عتبةِ المستقبلِ ننتظر
هواءً نقياً من أعماقِ البحر
يا صديقةَ الجُرحِ الذي لا ينتهي
يا نجمةٌ في جبيني
افتحي جفونك
لملمي لحمي المُمَزق
وامسحي جِراحي
يا عذوبةَ كل شيء
ذاهلٌ تحت ظلِّك
لِينطفيءْ هذا الجمرُ ويشتعل
باسمِكِ أهمس
وإليكِ أصرخ
والدموعُ تأتي في تجاويفِها
وتجرحُ شفاهَنا
أنتظرُ الساعةَ التي تجيءُ ولا تجيء
فالنوافذُ مغلقة
وحاضرُنا دم
وآمالٌ مُعَلَقة