جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
المطرُ قبلاتٌ تتناثرُ على غصنِ الشوارع
وعلى وادي ظلِّ الحياة
وعلى شفاهِ الأرضِ التي تئنُّ من العطش
أتلقفُ طوقَ نجاة
خرجتْ مواكبُ الأرواحِ تبحثُ عن سبيل
وعلى النوافذِ المطرُ يتساقطُ
قلبي يسيل
أنتظرُ الشمسَ لتنامَ على كفي
أُقَبلها ألفَ مرة
وهي تُنجبُ نورَ القمرِ
من زفرةِ ألم
على ضفافِ الوجدانِ همساتٌ كالحُلُم
تتداعى الأنغامُ الحبيبة
تُعانقني بلونِ النهار
تسري بين حواسي مثل ضوءِ النجوم
محضَ شُعاعٍ بين الظلال
ولونِ القرنفلِ يشعُّ نار
أنا سائرٌ إليكِ
فلا سبيل لي سوى سبيلِكِ
فقد تعودتُ لذةَ الحُبِّ منكِ
أُحَدقُ بعيني بشكلٍ عميق
ويختفي بصري وراءَ ستائرِ الدُجى
نتوارثُ نسماتِ الحياة
ونُلقي بذورَ الحُبِّ في كُلِّ الفصول
لكنني أخشى الاقترابُ منكِ
وأنا منفيٌ عنكِ مذ أنْ رَحَلتِ
أنا وأنتِ
كلانا مُتَهم
ولقد صرختُ
ولقد صرختِ
وقد أطلتُ كثيراً الوقوفَ لديكِ
وأسهبتُ طويلاً أمام عينيكِ
واليوم أستيقظُ من رُقادي العميق
أسمعُ في روحي صوتَ جَلْجَلة
أخشى على الذكرى من سيفِ المقصلة
في ظلالِ النسيانِ وفي كهوفِ الخمول
أُطبقُ أجفاني وأنامُ نوماً عميقاً
أحلمُ بالعصفورِ يطيرُ طليقاً
أنا بأوجاعي قد أتيتُ إليكِ
تحتَ زخاتِ المطر
وفي كفي وفي جبيني اسمكِ
وآثارُ أقدامي قطراتِ دماء
أترنَمُ بأغاني الحُبِ مُذ عرفتُكِ
والأنغامُ في صدري فضاء
أستسلمُ إلى ما لا أُدركُهُ
حتى يمتليءَ قلبي بالنور
سِرُكِ يختبيءُ خلفَ الدهور
أتطلعُ إلى البحرِ وأجتازُ الجبال
إذ لا أستطيبُ إلاَّ نكهةَ حُبكِ يا حبيبة
وأستلطفُ ملامسَ يديكِ الرطيبة
وأرتشفُ قطراتِ الندى
وأنتِ المُتوجةُ عند منابعِ القمر
فمن أجلكِ علمتُ عيني أنْ تستعذبَ النظر