أيا بحـر في أحشائة الـدر كامنـة
عاد بصفو الحبيب دري ومرجاني
كم قلــت إني لــه غيــر عائــدة
وليس لي بد حين الهجر أعياني
فرت الـروح إليـه وهفـت ساكنـة
والقلب مِني بالتيه فيه قد عصاني 
والفؤاد ألح صاخبا رُحماكِ البعد أعياني
وتيه الروح بالدروب زاد وأشقاني
كف القمر عن غزل كواكب الليالي
والشمس أخفت جمال ضيها القاني
قوافل أزهار ناشدتني من بستاني
عودي فالحبيب بهجرك بات يعاني 
والبعد منك أعياه بعد بذل التفاني
هدهِدي العصفور بحضنِ عشه
ليُضَوِعُ الكروانُ الحبيب أتاني
فالدهر تثاقلت خُطواته ولا تمر الثواني 
والمروج بغير رضبك بيداءٌ جَفُها داني
ومشيب الرأس من الوليد لاح و بدا
فكيف لمن بالمهد كهلا قبل الأوانِ
أعيدي المجري برفق لنهر الأماني 
ليعلو همس الحب بعذب الأغاني
فالهجر موت لمن أحب بتفاني
حطمي قيود الهجر وأعيدي له
نبض الحياة ولا تكوني الجاني
لَبَيّتُ للروح والقلب النداء و
لملمت خلجاتي والنبض وحواسي
وشدوت بكل إحساسي
ما أحلي الرجوع إليه