جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فتشت نبشت كثيرا , لكني لم اعثر ابدا (على راي طيب الذكر عبد الحليم) لم اعثر في ذاكرتي على مقدمة تليق يهذا العنوان وتعبر عنه , لهوْل الحدث وفظاعته , لذلك قلت : ادخل مباشرة في الموضوع , واضع الصورة بين ايديكم , فلربما تعبر عن نفسها اكثر , ولأرى تعليقكم ان استطعتم ان تعلقوا بعد قراءة الموضوع .
حدث عندنا وعلى ارض بلادنا الحبيبة , الموصوفة بنظافتها ونقاء وطهارة قلوب اهلها , وترابط اسرها وتكافلها , حدث ــ يا سادة ــ ما رسم مشحات حزن والم في صفاء سمائها , فدمعت العيون من عقوق لا مثيل له على ما مر بنا في سالف الايام , قسوة ما مثلها قسوة , وتحجر قلوب وتبلد احاسيس , ونكران جميل ما عهدناه في ابائنا الاولين , من شرذمة قليلة , غريبة عن طباع وعادات وقيم مجتمعنا الاصيل . اكيد نفذ صبركم لمعرفة ما هذه المشحات ؟ ومن مسببها ؟ سأقول لكم وامري الى الله , لكن ارجوا ان تتماسكوا ولا تتفطر افئدتكم لهذه المشاهد التي حدثت , وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة في الايام القليلة الماضية .
الصدمة الاولى ــ يا سادة يا كرام ــ : رجل تبلدت احاسيسه , فقام بإشباع ست الحبايب ( الوالدة الثمانينية ) ــ تخيّلوا ــ التي حملته كرها ووضعته كرها , قام هذا ال( والله ما ادري ما اللفظ الذي يمكن ان نطلقه عليه) , قام بإشباعها لكما وركلا وشتما , بمشاركة ست الحسن والجمال حرمه المصون ، ضرباها على وجهها وكل انحاء جسمها , والسبب : ــ تلقوا المفاجأة ــ السبب : ــ دام سعدكم ــ انهما اتهماها انها اخفت لعبة طفلهما , تصوروا !! طبعا طال الضرب جميع انحاء جسمها , ونشرت الصور على مواقع التواصل وفي المجلات , وسأزودكم بصورة نشرتها المواقع والصحف , لتعلموا , فلربما اكون بالغت في نقل الحدث .
الصدمة الثانية : رجل يتحايل على ست الحبايب والدته , بمعسول الكلام , حتى تنازلت له عن البيت الذي ورثته عن اهلها وتسكن فيه , وسجلته باسمه , ولما تم له ذلك لجا للقضاء لطردها من البيت , فحُكم لصالحه , لتجد نفسها بين عشية وضحاها تهيم على وجهها . حاول الجيران الذين يعرفونها ويعرفون تضحياتها لتربية وحيديْها بعد وفاة والدهما , حاولوا استضافتها ولكن عزة نفسها ابت , فهامت على وجهها تدعو عليه بعد ان تبرأت منه , علما ان ولدها الثاني مهاجر في احدى البلاد الاجنبية , ليجدها الجيران بعد ايام ميتة على عتبة باب البيت الذي افنت عمرها وزهرة شبابها وهي تعمّر و ترمّم , على حساب رغباتها ومتطلباتها الاساسية ولقمتها ورقع ثوبها , لتجلس فيه ست الحسن والجمال والدلع والدلال بدون منغصات . وتُلقى صاحبة البيت الحقيقية على قارعة الطريق , والسبب طيبة قلبها وايثارها فلذة كبدها الذي اثر رضا ست الحسن . توفيت الام بعد ان اوصت الا يحمل في نعشها ولا يمش في جنازتها .
الصدمة الثالثة : طبيب يدخل باب الطوارئ في احد صروحنا الطبية التي نعتز بها , ليجد مسنّا ملقى على الباب , مبتور الرجل والذراع , فامر به ــ جزاه الله خيرا ــ فادخل وعمل له اللازم , فلما افاق صَدَم الطبيب بالخبر : ولداه الاثنان وفلذتا كبده أتيا به , والقياه على باب المستشفى وانطلقا , فقام الطبيب بتصوير الرّجل على حالته تلك , ونشر الحادثة على مواقع التواصل والصحف .
حوادث ــ يا سادتي ــ والله تدمى لها القلوب قبل العيون , فهل تبلدت الاحاسيس لدى البعض وتحجرت قلوبهم , لدرجة التنكر للوالدين الذين قرن الله سبحانه في اكثر من اية برهما بالتوحيد , قال جل من قائل : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً). 36النساء: وقوله تبارك في علاه : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ﴿١٤﴾ لقمان , وقوله جل من قائل:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) البقرة 83, وقوله سبحانه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا )23 الاسراء . وفي احاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم : عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : (سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي قال بر الوالدين ، قلت : ثم أي ، قال الجهاد في سبيل الله) . قال صلى الله عليه وسلم : " كُلُّ الذُنوبِ يُؤخّرُ اللهُ تعالى ما شاءَ مِنها إلى يومِ القيامةِ إلا عقوق الوالدين , ألا أدلُّكُم على أكبَرِ الكبائِر ؟ قالوا : بلى يا رسولَ الله . قالَ : الإشراكُ بالله وعُقوقُ الوالدَينِ ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "رغم أنفه.. رغم أنفه .. رغم أنفه .. " قيل : مَن يا رسول الله ؟ قال : " من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة " . (رواه مسلم)
وبعد ــ ايها السادة الكرام ــ سؤالي انا والحالة هذه : اليس من الضروري ان يكون هناك حكم دنيوي على من يعق والديه ويؤذيهما , او من يحتال عليهما ثم يطردهما من المنزل , او يرسلهما الى بيوت العجزة اكراما لزوجته . اليس هناك قانون اسمه الحق العام يعني حق الدولة , يطبق على السارق او القاتل او مرتكب اية جناية , حتى ولو تصالح الخصمان يبقى حق الدولة , لماذا ــ يا دام سعد كل اقاربكم ـــ لا يفعّل هذا القانون , ويعاقب العاق او ضارب او طارد ابويه من منزلهما , لماذا لا يكون للدولة حق يطبق على الجاني , حتى ولو لم يشْكُ الولدان ؟ لماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ ام ان جرم السارق او القاتل اثقل في ميزانها من جرم عاق والديه . طبتم وطابت اوقاتكم .