بغداد للتـّاريخ تاء
بغداد للأحرار حاء
بغداد عرش للحضارة
في الحصون البابليه
بغداد علـّمت الأعاجم
كلّ حرف من حروف الأبجديه
حتّى أتى الزّمن الرديء
فصار يضرب حولها طوقا
بسور الأعظميه
بغداد صارت كالشّريد
في الصّحاري العربيه
حيث لا "معتصماه"
لا مغيث ولا حميّه
يا ويل هذا العالم المجنون
من هول القضيّه
من هول مــا حــــلّ
بعاصمة الرّشيد العربيه
حين يستأسد هرّ
ويصير العبد حرّا
وبصير الحرّ عبدا
في بلاد القادسيّه
حين تنتصب المشانق
ويصير الحقّ في بغداد خانق
وتسيل أدمع العذراء قهرا
بعدما أغتيل العفاف
في السّجون الجاهليه
حين يذبح في بغداد
كلّ ليث معتصم
ويسود القوم
من بعد الأسود ثعلب
ظلّ كاللـّغم دفينا
في الحقول الطـّائفيه
***
ستظلّ بغداد على الدّرب أبيّه
ستظلّ بغداد على الدّوم عصيّه
على رعاة البقر المجنون
أو حتّى الحمير الأطلسيّه
مادام في بغداد من يكتب نصرا
برصاص البندقيـــــّه