" بكرة تتمناني أحاسبك ، أو ألومك ، أو أعاتبك "
مقطعٌ تتهاوى معه العقول والقلوب ، فهو وعِيد بالهجر والنسيان ، سطره بإبداع الرائع الشاعر محمد عبد الوهاب، وأبهرنا به الملحن البارع رياض السنباطي ، وعِشنا صِدقَه بنبرةِ كوكبٍ مازال يعتلى العرش مهما مرت السنون وهو صوت كوكب الشرق.
إستمعت إليه ، كما لوكانت تسمعه لأول مره ، تمايل معه رأسهَا في إماءةٍ تهدف الإقرار بِما سمعت .
وبدهاء الأنثى ، قامت علي الفور بإرسال المقطع علَّ تخيب ظنونها ، وتستعيد من تباعد بأسبابٍ واهيةٍ ، والتي وجدها الملجأ الأوحد للبعد ، والتخلي عن قلبٍ ماكانت دقاته إلا من دقاتِ قلبِه وهواءِ إحيائِها من أنفاسه .
إنتظرت .. علَّهَا تجَدُ رداً يُعيدُ لنبضِها الحياة .
إلا أنه تجاهل ماتعنيه بما أرسلت.
صال وجال كعادتِه ،دون أن تثورَ ثائِرةُ غضبِه.
عاش كل لحظه من حياتِه وهو بعيدٌ عنها كما شاء وشاءت له الأماني ، وظَلّ يتنقلُ من زهرةٍ إلى أخرى ، كنحلةٍ دؤوبٍ ، عَطشَىَ لشهدِ الرحيق .
أطفأت نورَ شمسِها ، وربطت على قلبِها ، وأخبتت دقاته وجذوِها .
ولكن سُرعان ما أيقَنَتْ أن ما مضى ، ما هو إلا وهمٌ أحياها به حقيقة خادِعه .
فما كان مِنها إلا أن ردَدَّتْ بهمسٍ رُبَما يصِله يوماً
" هسيبك للزمن "
بقلمي / مديحه حسن